الرياض ـ وكالات
عند مطلع القرن السادس عشر دخلت القهوة إلى الصيدليات والمقاهي في اوروبا، حيث أذهلت مستهلكيها بقدرتها على تنبيه الدماغ، وقد اعتبرت القهوة في بداية دخولها بأنها قوية وخطرة، وكانت نداءات في ذلك الوقت بحظر استخدامها، وانقلب حالها اليوم حيث تستخدم القهوة لدى الملايين في مختلف أنحاء العالم، رغم أنها لاتزال تصنف بأنها عقار، ولا يمكن إنكار تأثيراتها التي تشبه تأثيرات الدواء.
البحوث العلمية أثبتت أن القهوة بها مادة الكافيين، الذي يصنف بأنه منبه، حيث يكبت المواد الكيميائية في الدماغ بدلا من أن يحررها، وذلك بسبب التشابه الكيميائي للكافيين مع مادة في الدماغ تسمى الأدينوزين تفرزها النهايات العصبية لكبح نشاط خلايا الدماغ، فعند تناول فنجان القهوة فإن مادة الكافيين تأخذ موقع الأدينوزين، مما يمنع الأدينوزين من تثبيط نشاط خلايا الدماغ، مما يضعها في حالة من النشاط والإثارة، وحسب الدراسات فإن كمية الكافيين الموجودة في فنجانين من القهوة كافية للتغلب على مستقبلات الأدينوزين في الدماغ لمدة ساعتين، لذلك فإنه لايفيد في تنبيه ونشاط الجسم عند زيادة تناول كميات القهوة،وقد أظهرت الدراسات أن الجرعات المنخفضة من الكافيين يمكن أن تحسن الأداء العقلي، كما أثبتت دراسة قام بها العالم النفساني "هاريس ليبرمان" في معهد البحوث التابع للجيش الأمريكي، أن جرعات الكافيين كلها حتى الجرعات الصغيرة، أدت إلى تعزيز أداء الإنسان، حيث نبهت أدمغتهم إلى سرعة التفكير وتفاعل أسرع وتركيز أكبر وبالتالي تحسين الأداء. وأفضل جرعة هي 100-200 ملجرام تقريبا من الكافيين، وهي كمية نجدها في فنجان قهوة سعته خمس أونسات، ويفضل تناول فنجان قهوة في الصباح، وفنجان آخر بعد الظهر عندما تكون فعالية الكافيين قد تلاشت وتضاءل النشاط، وقد أشار الباحثون أن تناول المزيد من الكافيين لا يعزز الأداء الفعلي بشكل أكبر. بينما تناول جرعات كبيرة من القهوة (أكثر من خمسة فناجين يوميا)، يمكن أن تتسبب في القلق والتململ وحتى الرعاش ( وهذا الحد قد يوصف بأنه التسمم بالقهوة)، ولأن الأشخاص يختلفون في مدى تأثرهم بالقهوة، فإن جرعة الكافيين قد تكون نشوة لأحدهم بينما تكون سما لآخرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر