برلين - وكالات
تحدث فى ألمانيا نحو 280 ألف إصابة بالسكتة الدماغية سنويا، أى بمعدل إصابة كل دقيقتين، ويتوفى 63 ألف شخص جراء هذه الإصابات، مما يعنى أن السكتة الدماغية هى ثالث أكبر سبب فى الوفاة بألمانيا، بعد أمراض القلب والسرطان.
وأكثر ما يمثل خطورة على صحة المريض هو إصابته بانسداد فى الشريان الدماغى الأوسط، وهو ما يصيب خمسة آلاف شخص على الأقل سنويا فى ألمانيا، نصفهم تقريبا فى سن أكثر من ستين عاما.
وتنتهى هذه الإصابة بالوفاة بالنسبة لأغلب المرضى، حسبما ذكرت الجمعية الألمانية للجراحات العصبية، اليوم الاثنين، فى مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا.
وأظهرت دراسة جديدة أجريت على مرضى مسنين، أن معدلات الوفاة بين هؤلاء المسنين انخفضت بشكل واضح عقب خضوعهم لجراحة فتح غطاء الجمجمة، ورغم أن هذا الأمر يبدو مبشرا إلى أنه لا يخلو أيضا من الكثير من المساوئ، حيث أوضح الأستاذ أندرياس أونتربرج، رئيس قسم الجراحات العصبية، فى مستشفى هايدلبرج الجامعى، لدى انطلاق الملتقى السنوى للجمعية، اليوم، أن مقابل نجاة كبار السن عقب هذا التدخل الجراحى ربما كان باهظا، مضيفا: "نستطيع إنقاذ الحياة من خلال هذا التدخل الجراحى، ولكن ذلك لا يتم إلا مقابل إصابة المريض بإعاقات شديدة".
وأوضح أونتربرج، أنه من الصعب التنبؤ بالنسبة لصغار السن بمستوى تحسنهم عقب هذه الجراحة، ولكنه قال، إن العلاج الطبيعى يعيد لهؤلاء صحتهم غالبا، ولو جزئيا، عقب إصابتهم باضطرابات فى الكلام أو شلل، وإنهم يمارسون حياة ذات جودة مقبولة تماما، "وذلك بشكل لا يتوفر لكبار السن بهذا المستوى".
وأضاف البروفيسور الألمانى: "نحن نعلم أنه كلما تقدم السن كلما كان من الصعب تحقيق نتيجة مرضية".
وطبقا لبيانات الجمعية الألمانية لجراحة الأعصاب والمعنية بشكل أساسى بإصابات السكتة الدماغية، فإن هذه السكتة هى أكثر أسباب الإصابة بالإعاقة فى الكبر.
ولكن ما هو التدخل الجراحى الذى تعنيه الجمعية؟؛ يطلق الأطباء على هذه الجراحة اسم "جراحة قطع القحف"، وهى تجرى منذ عدة سنوات للشباب الذين يصابون بالسكتة الدماغية، وذلك لخفض الضغط داخل الجمجمة، والذى يمثل خطرا على حياة المصاب.
ويتم خلال الجراحة إزالة جزء من قحفة الجمجمة، "غطاء الجمجمة"، لمدة قصيرة ثم فتح الجلد الصلب من جلد المخ الموجود فوق منطقة الإصابة بالسكتة الدماغية، وهو ما يتيح مساحة للمخ المتورم.
وتؤدى هذه الجراحة إلى نتائج قوية لدى المصابين تحت سن ستين عاما، ويؤدى عدم إجراء هذه الجراحة إلى وفاة ما يصل إلى 80% من المصابين فى حين ينجو معظمهم فى حالة خضوعهم للجراحة، وذلك حسب بيانات الجمعية الألمانية للجراحات العصبية.
وقال البروفيسور أونتربرج، إن السؤال بشأن مدى جدوى هذه الجراحة بالنسبة لكبار السن، وما إذا كان من المفيد أيضا إجراؤها للمرضى فوق سن الستين، هو الذى دفع فريق الباحثين لإجراء الدراسة التى أطلق عليها اسم "ديستنى 2"، والتى تعنى بالعربية تقريبا "المصير 2"، والتى عرض الباحثون خطوطها العريضة أمام المشاركين فى الملتقى السنوى للجمعية اليوم فى دوسلدورف.
وأهم ما خلصت إليه الدراسة، هو أن هذه الجراحة تخفض نسبة الوفاة بين كبار السن من 73% إلى 33%.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر