الرباط - وكالات
كثيرة هي نوبات الغضب التي تعتري الأطفال ما بين سنة و 4 سنوات، وذلك بفعل عوامل متعددة ورغبات يود هؤلاء الأطفال القيام بها، والتي قد يرى الآباء بأنها قد تنطوي على مخاطر وأضرار، أو قد تؤدي إلى نتائج يصنفونها في خانة السلبية.
أطفال يظهرون نوبات غضب في سن المشي، وهم يريدون تحقيق ذلك لوحدهم، وأن يقوموا بأشياء معينة بأنفسهم، من قبيل صبّ السوائل في الكؤوس مثلا، أو أن يأكلوا أو يلبسوا بدون مساعدة، بحيث يمكن أن ينزعجوا جدا إذا ما تم التدخل لمنعهم وثنيهم عن القيام بما يرغبون، وهذا الانزعاج قد يؤدي الى نوبة الغضب والتهيج. وهناك منهجية حددها الأطباء المختصون للتعاطي مع غضب الأطفال:
يجب على الأمهات والآباء أن يكونوا على وعي تام بردود أفعال أطفالهم، مستحضرين لها، لأن صراخ طفلك قد يشعرك بالارتباك أمام الآخرين، أو يشعر الأم أو الأب، أو هما معا، بالغضب أو بالحرج، ولكن يجب الانتباه إلى أن الأطفال هم بحاجة إلى التعامل مع عواطفهم لكون ذلك هو جزء من النمو الطبيعى.
لاينبغي للوالدين الشعور بالتوتر خلال نوبة غضب الطفل، لأنه من الضروري جدا أن يتسما بالهدوء وعدم الانزعاج، لأن كل هذه السلوكات هي طبيعية وجب عدم التعامل معها بنوع من الانفعال الذي قد تكون له تداعيات وتبعات سلبية.
من الخطوات التي يجب القيام بها، إقدام الأم أو الأب في مثل هذه اللحظات التي يكون فيها الطفل مُهيَّأ لإصدار رد فعل، يعبر عن انفعاله وغضبه، تغيير انتباهه نحو موضوع آخر، من خلال الإشارة بالأصبع نحو صور مختلفة مضحكة، على سبيل المثال لا الحصر، سيارات رياضية بألوان مثيرة، أو مجموعة لعب، تجعل الطفل يتناسى لحظة الانفعال.
وفي السياق ذاته يجب الانتباه إلى أهمية إتمام العمل الذي كانت تقوم به الأم أو الأب بكل هدوء، مثل التحدث إلى الآخرين، أو التبضع ...الخ، مع مراقبة الطفل والاطمئنان إلى أنه في مأمن ، لأن تجاهله يعد أمرا خطيرا، لكن مع عدم الاهتمام الزائد الذي قد يدفعه إلى تكرار نوبات الغضب في كل مرة للحصول على ما يريد.
على الوالدين أن يعيا جيدا أهمية الحوار مع الطفل ومنحه الاهتمام، والتكلم معه بكلام ينم عن دفء وحب له، لأن من شأن ذلك جعله أكثر هدوءا، وسيعي بأن حالة الهدوء هاته هي التي تمنحه إصغاء كاملا ومحبة مطلقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر