برلين ـ وكالات
يعتبر مرض هشاشة العظام من الأمراض التي تصيب خاصة المتقدمين في السن والتي من شأنها أن تشكل خطرا على حياتهم. ولكن بالإمكان وقف تطور هذا المرض من خلال إتباع طرق معينة من العلاج ونظام تغذية صحي غني بالكالسيوم وفيتامين "دي".
عندما تنخفض كثافة كتلة العظام في جسم الإنسان بدلا من ارتفاعها فإن ذلك إشارة على الإصابة بمرض تخلخل العظام أو بالأحرى وهن العظام. وهو مرض يصيب خاصة الأشخاص المتقدمين في السن. وبالنسبة لهؤلاء فإنه من المهم الوقوف والمشي على الرجلين وتفادي استخدام عكاكيز وبالتالي تفادي الإصابة بكسور، وفق ما يوضح توماس كاوش، المدير الطبي في مستشفى العظام التخصصي في بلدة باد نوينآر الألمانية. "العظم الذي يتم استخدامه بشكل مكثف فإنه يخزن بشكل أكبر مادة الكالسيوم" وهذا من شأنه أن يقوّي العظام.
ولا يلاحظ أغلبية المصابين لفترة طويلة إصابتهم بمرض هشاشة العظام، الذي يتسلل إلى العظام ويصيبها بالهشاشة على مدى 10 إلى 15 عاما. وعادة ما يكتشف المصابون المرض إلا بعد حدوث كسر في أحد العظام، مثلما ما حدث للسيدة ريغينا بروير (69 عاما). وتروي أنها تعرضت لكسر في وركها (مفصل الفخذ) عندما انزلقت على بلاط من الجليز خلال قضائها عطلتها الصيفية. وهي الآن تخضع للعلاج لمدة ثلاثة أسابيع في مستشفى نوينآر الذي يتكون من يقدم العلاج الطبيعي والعلاج بدني؛ أي الكثير من الحركة.
وتصاب العظام بالهشاشة لدى كل امرأة من إجمالي ثلاث نساء فوق سن الخمسين، أو بالأحرى بعد انقطاع الطمث، بسبب تراجع الهرمونات. وإجمالا تعد النساء أكثر تعرضا للإصابة بانخفاض كتلة العظام أكثر من الرجال. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مرض وهن العظام يعتبر من ضمن عشرة أهم أمراض العصر الحديث. وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من الناس لا يعطون هذا المرض أي أهمية، وهذا من شأنه أن يشكل خطرا على حياة المصاب، وفق ما يؤكد كاوش: "هشاشة العظام – في حالاته القصوى – مرض يهدد حياة الإنسان." ويوضح كاوش أن أقصى حالات هذا المرض هو الإصابة بكسر في الورك، لافتا إلى أن نسبة الوفاة لدى المصابين به أكبر من المصابين بنوعية أخرى من الكسور.
ومن الممكن الكشف بشكل مبكر عن الإصابة بمرض وهن العظام وذلك من خلال الفحص بالأشعة السينية الرقمية التي تقيس مدى كثافة العظم. ويقول كاوش في هذا الإطار إن "هذا الفحص مختلف عن الفحص المتداول بالأشعة، لأن كمية الأشعة المستخدمة خلال الفحص قليلة". ويضيف قائلا: "خلال هذا الفحص يتم قياس كمية الكالسيوم في مناطق محددة من الجسم – وخاصة في منطقة الورك"، لأنها تتعرض للكسر بسهولة. وفي حال تم تسجيل انخفاض حاد في نسبة الكالسيوم عن المعدل العادي فإن ذلك يعني الإصابة بوهن العظام؛ "عندما يتم تشخيص انخفاض كتلة العظام في الجسم، نقوم بوضع برنامج يتناسب مع التشخيص: وحدات من العلاج البدني وتمارين للحيلولة دون الوقوع والإصابة بكسور."
هناك بعض الأدوية التي تساهم في الإصابة بمرض هشاشة العظام. "عندما يضطر المصابون بمرض الروماتيزم إلى تناول الكورتيزون طوال حياتهم، فإن هذه المادة أحيانا ما تسبب لهم إصابة بمرض وهن العظام." وكذلك العلاج الكيمائي بعد الإصابة بمرض السرطان يتسبب أيضا في الإصابة بهشاشة العظام. وهو ما حدث لريغينا بروير، التي تم لديها عام 2002 تشخيص سرطان المعدة وبعد عملية استئصاله تم إخضاعها للعلاج الكيميائي. الأمر الذي تسبب لها في الإصابة في نوع ثانوي من هشاشة العظام. ويتعين على ريغينا ممارسة الرياضة وكذلك تغيير نظامها الغذائي والتركيز على المواد الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم وفيتامين "دي".
أما من تقدم لديهم المرض فيتم علاجهم باستخدام مادة بيسفوسفونات (Bisphosphonate) التي توقف عملية انخفاض كتلة العظام وبالتالي التقليص من خطر الإصابة بكسور. ولمادة سترونشيوم (Strontium) تأثير مماثل. وكذلك الهرمونات بإمكانها المساعدة على وقف انخفاض كتلة العظام. ولكن العلاج بالهرمونات يرفع من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. إذن، بالإمكان معالجة مرض وهن العظام في عدة حالات من خلال التغذية الصحيحة والحركة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر