آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

نظام إنذار مبكر للتحذير من البكتيريا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - نظام إنذار مبكر للتحذير من البكتيريا

برلين ـ وكالات

أدت كثرة استخدام المضادات الحيوية إلى زيادة مقاومة البكتيريا لها، لذا يعكف باحثون في ألمانيا على تطوير نظام للـ"إنذار المبكر" يساعد على معرفة الأماكن المعرضة للالتهاب وبالتالي علاجها مبكرا وتجنب الآثار الجانبية المحتملة. لفترات طويلة كان ينظر للمضادات الحيوية على أنها الوسيلة السحرية لعلاج الالتهابات لكن التجارب تثبت دائما أنها ليست كذلك فالمستشفيات الألمانية تستقبل سنويا ما يصل إلى 600 ألف إصابة بالبكتيريا. فأحيانا تتدرب مسببات الأمراض من فيروسات وبكتيريا وطفيليات، على كيفية تدمير المضاد الحيوي بأنواع المختلفة وهنا يتحدث العلماء عن "فيروسات عالية المقاومة". والسبب في فقدان المضادات الحيوية على مستوى العالم كله فاعليتها صار معروفا، فاستخدامها بكثرة وبشكل منتظم يعطي للبكتيريا فرصة جيدة "للتدريب" على مقاومتها. أبحاث متواصلة لمحاربة البكتيريا التي تدربت على مقاومة المضادات الحيوية التعرف على الجروح الممكن أن تصاب بالتهابات بكتيرية في الوقت المناسب وعلاجها في وقت مبكر هو الهدف الذي تعمل عليه كاترينا لاندفيستر وفريقها بمعهد ماكس بلانك لأبحاث البلمرة في مدينة ماينس الألمانية. وتوضح لاندفيستر أبحاثها العلمية قائلة: "نجري أبحاثنا على اللدائن فهي مجال واسع يشمل أكثر من مجرد أنابيب معجون الأسنان أو مواسير الصرف الصحي". وطورت لاندفيستر وفريقها البحثي كبسولات صغيرة من مادة الهايلورنيك يطلق عليها اسم "حاويات النانو". وتحاول لاندفيستر تقريب صورة هذه المادة العلمية للذهن بقولها: "عشرة آلاف من حاويات النانو تشكل في النهاية مليمترا واحدا". يتم توزيع الحاويات الممتلئة بمادة ملونة على الرباط الذي يغطي الجرح. ويبدأ التفاعل الكيميائي حال استقرت بكتيريا على الجرح إذ تهاجم البكتيريا الكبسولات وتمتص ما بداخلها وهنا تخرج المادة الملونة من داخل الكبسولة وتظهر بوضوح ألوان خضراء أو زرقاء أو حمراء على الرباط الذي يغطي الجرح وتصبح كأنها إنذار للأطباء بوجود بكتيريا في هذه المنطقة. أعدد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في تزايد مستمر على مستوى العالم يحمل نظام الإنذار المبكر من البكتيريا أهمية كبيرة لأنه يكشف عن العدوى في بدايتها المبكرة وبالتالي يقلل من كمية المضادات الحيوية الضرورية. تستخدم المضادات الحيوية منذ سنوات طويلة كعلاج سحري على مستوى العالم ولكن هذا الإفراط في استخدامها لا يخلو من نتائج خطيرة فهو يجعل البكتريا أكثر مقاومة كما يقول الخبير مارتين ميلكه المختص في أبحاث العدوى بمعهد روبرت كوخ: "البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تتمتع بفرصة أكبر في النجاة وهي تتكاثر أيضا بشكل أكبر". يرى الباحثون في معهد ماكس بلانك أن تطوير تقنية فعالة للإنذار المبكر من البكتيريا هي الحل الأمثل للكشف عن البكتيريا والبدء في التصدي لها في الوقت المناسب. وتقول لاندفيستر:" يجب أن تبدأ عملية التصدي للبكتيريا بمجرد أن يتحول لون الرباط الذي يغطي الجرح للأخضر أو الأزرق أو الأحمر. مجرد ساعات قليلة هي التي قد تحدد ما إذا كان الجرح سيشفى أم أن الأمر سيتطور لتسمم في الدم". وتتم عملية العلاج بنفس مبدأ الإنذار المبكر مع تعديل في محتوى الكبسولات الصغيرة ووضع المواد الدوائية كبديل عن المواد الملونة. والمادة الدوائية هنا هي غالبا المضاد الحيوي. فالعدوى يجب أن تعالج بعقار طبي حتى وإن تم اكتشافها مبكرا، لكن الحالات التي تكون فيها الإصابات طفيفة يمكن فيها الاستعانة بأدوية أخف من المضادات الحيوية. يجب الاستفادة من جميع الإمكانيات التي تحد من استخدام المضادات الحيوية. وتشير ريناتا فورش، الباحثة في مشروع تطوير آلية الإنذار المبكر، إلى طرق علاجية قديمة وإلى الاعتماد على خلط مواد مع بعضها وتقول:"عرف اليونانيون والرومانيون أهمية الفضة والزنك كمضادات للبكتيريا". وتتركز ميزة "تقنية النانو" على الوصول إلى النتيجة المثالية باستخدام أقل كميات ممكنة من المواد الدوائية كما تقول لاندفيستر. وفي حال لم يتغير لون الرباط الأبيض الذي يغطي الجرح بعد وضع الكبسولات فإن هذا يعني أن "كل شيء على ما يرام" وبالتالي يوفر الطبيب على المريض ألم فك الرباط وفحص الجرح لمعرفة ما إذا كانت هناك التهابات أم لا.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام إنذار مبكر للتحذير من البكتيريا نظام إنذار مبكر للتحذير من البكتيريا



GMT 18:48 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة يمكن أن "تذيب بشكل طبيعي" جلطات الدم المميتة

GMT 18:37 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الضوضاء تزيد الإصابة بالسكتة الدماغية

GMT 18:07 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الريحان والزنجبيل والكركم لتقوية المناعة فى موسم الخريف

GMT 13:59 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اطعمة تقوي عظام الطفل وتزيد مناعتة

GMT 13:46 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للتعامل مع الإجهاد والأرق

GMT 09:39 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مركّب في نوع من الأسماك يحفز تطور السرطان

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca