واشنطن ـ وكالات
يقول باحثون إن الجلوس لفترات طويلة يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب وقد يؤدي إلى الوفاة.ويقول علماء من جامعة ليستر ولوبورو إن الضرر يقع حتى مع ممارسة الأشخاص للرياضة.
وقامت الدراسة التي نشرت بمجلة ديابيتولوجيا العلمية بتحليل 18 دراسة موجودة بالفعل وتضم نحو 800 ألف شخص.وتقول مؤسسة "ديابيتس يو كيه" بالمملكة المتحدة إن أي شخص يقضي الكثير من الوقت جالسًا أو راقدا سوف "يستفيد بشكل واضح" من القيام بالمزيد من الحركة.
ويقول الباحثون إن سلوكيات عدم الحركة في المجتمعات الحديثة، مثل الجلوس لمشاهدة التلفاز، والجلوس في السيارة، أو لاستخدام الكمبيوتر، أصبح لها فرص انتشار كبيرة.وبالطبع يتوجه العديد من الناس في المجتمعات الحديثة إلى صالات الألعاب لممارسة الرياضة لتحقيق التوازن المطلوب، لكن فريق الباحثين الذي تقوده إيما ويلموت أستاذ أمراض السكر بجامعة ليستر يقول إن الذهاب إلى صالات الألعاب أو السباحة بعد العمل أفضل من الذهاب إلى المقاعد بالطبع.
لكنها أضاف أن قضاء وقت طويل في وضع الجلوس لا يزال يشكل ضررًا على الصحة.وقد استخدمت جميع الدراسات التي تم تحليلها العديد من المعايير التي تم تسجيلها للاشخاص المشاركين في هذه الدراسات، وتضمن ذلك على سبيل المثال، مشاهدة التلفاز لفترة أقل أو أكثر من 14 ساعة في الأسبوع، أو وقت الجلوس بداية من أقل من ثلاث ساعات في اليوم إلى الجلوس أكثر من ثماني ساعات يوميا ايضا.
ويقول الباحثون إن هذا يعني أنه من غير الممكن أن يتم تحديد فترة زمنية معينة يقضيها الشخص ساكنا فيبدأ عندها الضرر على الصحة.لكن إيما ويلموت قالت إنه من الواضخ أن هؤلاء الذين قضوا أوقاتا طويله جالسين، كانت لديهم أعلى درجات مخاطر الإصابة بأمراض السكر والقلب وحتى الوفاة، مقارنة بهؤلاء الذين كانوا يقضون اقل أوقات الجلوس.
وقالت ويلموت: "إذا جلس عامل على مكتبه طوال اليوم ثم ذهب إلى صالة الجيم، بينما ذهب زميل له إلى البيت مباشرة لمشاهدة التلفاز، فإن الشخص الأول ستكون لديه نتائج صحية أفضل، لكن لا تزال هناك مخاطر صحية بسبب فترة الجلوس التي يقضيها هذان الشخصان".
وبالمقارنة، كما تقول ويلموت، فإن المخاطر التي يواجهها النادل في أحد المطاعم والذي يتحرك على قدميه طوال اليوم ستكون أقل بكثير.
وتضيف ويلموت: "يقنع الناس أنفسهم بأنهم يعيشون نمطا صحيا للحياة بممارستهم للرياضة لمدة نصف ساعة يوميا، لكنهم في حاجة إلى التفكير بشأن باقي ساعات اليوم".
تغير نمط الحياة
وكانت أقوى أنواع العلاقة في هذا التحليل هي بين الجلوس لفترات طويلة ومرض السكري.
فهناك أدلة على أن عدم الحركة يؤثر سلبيا على مستويات الغلوكوز ويزيد من مقاومة الأنسولين، لكن العلماء لا يعرفون بعد كيفية حدوث ذلك.
وقالت ويلموت إن هذه الدراسة تقدم رسالة يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يواجهون مخاطر الإصابة بمرض السكري، مثل الأشخاص البدناء أو الذين ينحدرون من عرقيات جنوب آسيوية لأنه من السهل أن يتم تغيير نمط الحياة.
وقال ستيوارت بيدل الأستاذ بجامعة لوبورو والمشارك في إعداد هذه الدراسة: "هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها أن نقلل من وقت جلوسنا، مثل قطع فترات العمل الطويلة على أجهزة الكمبيوتر، مثل وضع أجهزة اللاب توب على خزانة الملفات والعمل وقوفا".
وأضاف: "كذلك يمكننا أن نعقد اجتماعاتنا ونحن وقوف، ويمكننا أن نمشي أثناء فترات الراحة، ويمكننا النظر في تقليل أوقات مشاهدة التلفاز مساء من خلال البحث عن أنشطة بها حركة أكثر".
وقال ماثيو هوبس رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة "ديابيتس يو كيه" البريطانية المعنية بمرض السكري، إن هذا لا ينبغي أن يثبط عزيمة الناس عن ممارسة التدريبات الرياضية.
وقال هوبس: "الواضح هو أن أي شخص يقضي أوقاتا كثيرة جالسا أو راقدا سوف يستفيد من خلال شغل هذه الأوقات بالوقوف أو المشي".
وأضاف: "وبصرف النظر عن أي تاثير مباشر لتقليل حجم الوقت الذي تقضيه جالسا، فإن القيام بالمزيد من الأنشطة البدنية هو أمر عظيم للمساعدة في الحفاظ على وزن صحي، وهو الطريقة الأفضل لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر