كشفت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة حديثة لها، عن الوضع الوبائي ل فيروس كوفيد-19 وآفاق تطوره في المغرب بحلول نهاية 2020، متوقعة ارتفاع عدد إصابات ووفيات كورونا بالمغرب خلال نهاية السنة الجارية، مما ينذر ب حالة وبائية صعبة، بحسب تعبير المندوبية.
وفيما يتعلق بالوضع الوبائي المرتقب في نهاية عام 2020، حسب التقديرات، أعلنت المندوبية في مذكرتها التي أصدرتها اليوم الخميس، والتي توصل “سيت أنفو” بنسخة منها، أن عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في المغرب، سيستمر في الزيادة مع تذبذب خلال الزمن بحد أقصى (Hi95) من الحالات التي يمكن تسجيلها، وحد أدنى (95مL) مع مراعاة التدابير الوقائية، مضيفة أن الحدود [95 Hi – 95مL] تمثل مجال تقدير الاتجاه الذي تم إجراؤه، حيث أنه في علم الأوبئة، يصبح عدم اليقين في التنبؤ بعدد حالات الإصابة أكبر عندما يكون الأفق الزمني كبيرا، مع مجالات تقدير أوسع.
وأوضحت مندوبية التخطيط، أن ترقب الإصابات الجديدة يكشف عن حالة وبائية “مقلقة”، مع إمكانية ظهور موجة أقوى من التكاثر في حالة رفع إجراءات الاحتواء الجزئي، والتي يجري تنفيذها حاليا في مناطق معينة.
وأضافت المندوبية، أن تطور معدل الوفيات سيستمر بمعدل 1,9 % اعتمادا على التطور الوبائي الحالي، ليتراوح عدد الإصابات في نهاية شهر دجنبر المقبل، ما بين 229 ألف حالة إصابة كحد أدنى، و475 ألف حالة إصابة كحد أقصى، مما ينذر بحالة وبائية صعبة مع إمكانية اعتبار الوضع الصحي المرتبط بكوفيد – 19 قابلا للاحتواء على المستوى الاستشفائي باحتمالية كبيرة.
وفيما يتعلق بالحد الأقصى لعدد الحالات التراكمية التي يمكن الوصول إليها في نهاية ديسمبر، فتوقعت المندوبية أن يصل إلى 59 037 حالة.
وتهدف مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، حول الوضعية الوبائية بالمغرب، إلى دراسة تأثير استراتيجية فرض حجر صحي لمدة يوم واحد في الأسبوع بالمقارنة مع منحنى التطور الوبائي المتوقع، وذلك في إطار تعزيز النقاش حول سياسات الاستجابة في حالة ارتفاع مفرط لعدد الإصابات بفيروس كورونا.
وأشارت المندوبية، إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا بالمغرب، ارتفع بشكل حاد في فترة ما بعد الحجر الصحي، حيث تجاوز عدد الإصابات 1000 حالة في اليوم بنهاية يوليو 2020، وتسارع معدل الإصابة خلال شهر غشت بزيادة قدرها 157 % من الحالات بالمقارنة مع الأشهر الخمسة الأولى من الوباء.
وبحسب بيانات 20 شتنبر 2020، فإن عدد الحالات النشطة لا يزال قريبا من 20 ألف حالة، لكن عدد الوفيات اليومية زاد بمعدل 30 إلى 40 حالة يوميا منذ نهاية يوليو، مما يعكس زيادة مستمرة في عدد الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض.
وبلغت معدلات استغلال أسرة المستشفيات وقدرات الإنعاش 33,7 % و4% على التوالي في فترة بداية مايو 2020، والتي تزامنت مع استمرار تدابير الحجر الصحي، أمابعد انتهاء هذه التدابير، عرف النظام الصحي ضغطا كبيرا، مع نمو سريع في استخدام أسرة المستشفيات بناءا على ذلك، ومع مراعاة نسبة الحالات التي لا تظهر عليها أعراض والتي تبلغ 75% من جميع الحالات المصابة، واستقرار الطاقة الاستيعابية من أسرة المستشفيات عند المستويات المسجلة في بداية مايو 2020، توجد إمكانية كبيرة لدخول النظام الصحي الوطني في حالة ذروة»، إذا تجاوز عدد الحالات النشطة 31 ألف حالة.
ويخفي ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا على المستوى الوطني خلال فترة ما بعد الحجر الصحي تطورا غير متجانس على مستوى الجهات.
بالنسبة للدار البيضاء-سطات، ففي بداية فترة ما بعد الحجر الصحي، كان معدل التكاثر الفعال Rt في هذه المنطقة تحت السيطرة، مما دفع السلطات المحلية إلى تخفيف الإجراءات الوقائية، وعلى مستوى مدينة الدار البيضاء، أصبح الوضع مقلقا منذ منتصف يوليو مع تجاوز Rt عتبة التحكم (1<Rt)، تورد دراسة المندوبية السامية للتخطيط.
و بخصوص جهة مراكش-آسفي، فقد شهدت الفترة من نهاية يوليوز إلى بداية غشت تطورا مستداما في عدد الإصابات في هذه المنطقة، حيث تجاوز معدل Rt بشكل كبير العتبة الحرجة خلال هذه الفترة وارتفع عدد الحالات النشطة إلى 2133 في متم غشت، وأدت جهود الاحتواء الجزئي المنفذة في مدينة مراكش المدينة الأكثر تضررا في المنطقة إلى استقرار الوضع الوبائي بها في سبتمبر، لكن الطبيعة المتقلبة للحالات المسجلة لا توحي بالسيطرة الكاملة على الوضع الوبائي.
أما جهة الرباط-سلا-القنيطرة، فكان تطور معدل Rt تحت السيطرة للشهر الأول ما بعد الحجر الصحي، مما دفع السلطات إلى تصنيف غالبية مدن هذه الجهة في المنطقة 1، وفي نهاية يوليوز، تجاوز عدد معدل التكاثر الفعال العتبة الحرج (1<Rt)، معلنا عن استمرار المرض ووضع وبائي مقلق، بحسب المذكرة ذاتها.
أما طنجة-تطوان-الحسيمة، فقد شهدت هذه المنطقة موجة شديدة من العدوى، حيث بلغ معدل 1,9 Rt في يوليوز، قبل أن يتناقص تدريجيا في شهر غشت مع الإجراءات والقيود الوقائية المتخذة.
و خلال شهر سبتمبر، استقر معدل Rt كما بلغ معدل الشفاء 91%، مما يشير إلى وضع وبائي “خاضع للسيطرة” حتى حدود المعطيات المستقاة .
وفيما يتعلق بجهة فاس- مكناس، فبعد وضع صعب في نهاية يوليوز (1<Rt)، انخفض معدل التكاثر تدريجيا، قبل أن يتأرجح إلى أقل من 1، وبلغ معدل الشفاء 92,3 %، بزيادة 13 نقطة عن المعدل الوطني في 20 سبتمبر، مما يشير إلى حالة “مستقرة” لانتشار الفيروس.
قد يهمك ايضا
غياب "بريمات كورونا" وإلغاء العطل يخنقان أنفاس العاملين الصحيين المغربيين
"الضغط وإلغاء العُطل" يقود الشغيلة الصحية إلى الإرهاق والإحباط في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر