آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تحقيق يرصد "خطر السموم" في تدخين المغاربة للسجائر السويسرية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تحقيق يرصد

تدخين المغاربة للسجائر السويسرية
الرباط - المغرب اليوم

كشف تحقيق أعدته منظمة غير حكومية سويسرية أن السجائر السويسرية التي تباع في القارة الإفريقية، وفي المغرب خاصة، أكثر سُمِّية بسبب احتوائها على نسب مرتفعة من النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون، مقارنة مع تلك التي تباع في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف التحقيق، الذي أجرته منظمة "Public Eye"، أن المغاربة، رجالا ونساء ومراهقين، يقبلون أكثر على السجائر المصنوعة في سويسرا، خصوصاً "ونستون" و"كامل" و"مارلبورو".

وأشارت المنظمة إلى أن "سويسرا غالباً ما تفتخر بتصديرها للشوكولاتة اللذيذة أو الساعات الفاخرة إلى دول العالم، لكنها منتجات تبقى أقل رواجاً مقارنة مع سجائرها، فقد صنعت سويسرا سنة 2016 ما يقارب 34.6 مليار سيجارة بما مجموعه ملياري علبة، توجه منها فقط 25 في المائة إلى السوق الداخلية، وتتم تصدير 75 في المائة إلى الخارج".

وكشف التحقيق أن سويسرا صدرت إلى المغرب سنة 2017 حوالي 2900 طن من السجائر، وتباع العلبة الواحدة في محلات البقالة والتبغ في مختلف مدن المغرب بـ33 درهماً.

وإلى حدود سنة 2003، يقول التحقيق، كانت علب السجائر تصنع محلياً من طرف الشركة المغربية للتبغ، لكن بعد وفاة الملك الحسن الثاني تم الإعلان عن تحرير القطاع مع صدور القانون رقم 46.02 المتعلق بالتبغ المصنع.

هذا الأمر دفع المجموعات الدولية إلى غزو السوق المغربية، واليوم يتم استيراد 55 في المائة من السجائر المدخنة في المملكة، ومعظمها من سويسرا وتركيا، وتصل عن طريق البواخر إلى ميناء طنجة أو ميناء الدار البيضاء.

لكن التحقيق أشار إلى أن "مصالح الجمارك في المغرب تقوم بتفتيش البضائع من خلال فتح الحاويات واختيار عشوائي للعلب والتأكد من كون الشحنة تتماشى مع ما هو مصرح به، لكن المراقبة لا تشمل مكونات السجائر أو سُميتها".

وفي العالم، يعيش 8 في المائة من المدخنين في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد المدخنين في القارة الإفريقية بـ77 مليون شخص، أي 6.5 في المائة من مجموع السكان، لكن التوقعات تشير إلى أن هذه النسبة سترتفع بـ 40 في المائة مقارنة مع نسبة سنة 2010.

ويؤشر هذا الارتفاع على تضاعف الوفيات المرتبطة بالتدخين، ويعتبر المغرب بالنسبة لمصنعي التبغ سوقاً ممتازة، فأرقام وزارة الصحة تقول إن 13 في المائة من المدخنين تقل أعمارهم عن 15 سنة، ونسبة الفتيات المدخنات على وشك أن تتطابق مع نسبة الذكور.

وفي الوقت الذي يتوقع أن ترتفع فيه نسبة المدخنين في الجنوب، ففي الشمال، أي أوروبا، يتجه الأمر إلى الانخفاض؛ فقد تراجعت مبيعات التبغ في سويسرا بنسبة 38 في المائة بفعل حملات الوقاية والزيادات في الأسعار، وهو ما دفع الشركات المصنعة إلى تقديم منتجات جديدة تسمى "منتجات منخفضة المخاطر".

وأورد التحقيق أن المغرب أقر قانوناً لمنع التدخين في الحانات والمطاعم، لكن لا يتم تطبيقه. كما أن برامج الوقاية في المدارس نادرة جداً وتقوم بها جمعيات بميزانيات محدودة للغاية، بالإضافة إلى وجود قانون يحد من محتوى القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون، لكن لم يتم إصدار مرسومه التنفيذي.

المنظمة غير الحكومية ذهبت أبعد من هذا ووصلت إلى حد تحليل عينات السجائر السويسرية المدخنة في المغرب مقارنة مع تلك المدخنة في أوروبا، من حيث مستويات القطران والنيكوتين وأول أوكسيد الكربون، في معهد الصحة بلوزان الذي يتوفر على آلة مُدخنة، وهو معهد من ضمن المختبرات المصنفة من طرف منظمة الصحة العالمية.

وقام خبيران من المعهد، هما غريغوري بلاتيل ونيكولاس لوزانو، بتحليل عينات ما لا يقل عن 30 علبة سجائر من المغرب وفرنسا وسويسرا لرصد مدى احترامها للمعايير السويسرية والأوروبية التي تؤكد على مكونات قصوى لا يمكن تجاوزها: 10 ملغ من القطران، و1 ملغ من النيكوتين، و10 ملغ من أول أكسيد الكربون.

خلاصة التحليل تقول إن "السجائر المُصنعة في التراب السويسري المباعة في المغرب أقوى بكثير وأكثر إدماناً وأكثر سُمية من تلك المباعة في سويسرا أو فرنسا".

وأضافت منظمة "Public Eye" أن "المغاربة يدخنون سجائر أكثر ضرراً من الأوروبيين، لأن سجائرهم تحتوي على المكونات الثلاثة بمستويات أعلى من المعايير السويسرية والأوروبية".

وأورد التحقيق مثالاً على ذلك بالقول: "بالنسبة للنيكوتين، فالفرق بين السجائر التي يتم تسويقها في المغرب وتلك التي يتم بيعها في سويسرا مثير جداً، فسيجارة (كاميل) المصنوعة في سويسرا المباعة في المغرب تحتوي على 1.28 مليغرام، مقابل 0.75 ميلغرام بالنسبة لنظيرتها التي تباع في سويسرا".

وبالنسبة لأول أكسيد الكربون، الذي يسبب خفض كمية الأوكسجين المتداولة في الدم، فإن "ونستون بلو" المدخنة في المغرب تحتوي على 9.62 ميليغرام في السيجارة الواحدة، مقابل 5.45 ميليغرام في نظيرتها المسوقة بسويسرا.

مقابل هذه النتائج الصادمة، لجأت منظمة "Public Eye" إلى الشركة المصنعة لكل من سيجارة "Winston" و"Camel"، وردت عليها بالقول: "كل المنتجات المتعلقة بالتبغ تحتوي على مخاطر صحية، ولا يمكن لأحد أن يقول إن سيجارة أقل سُمية من غيرها"، لكن احتواء السجائر المدخنة في المغرب على مستويات أكثر من المكونات الثلاثة لم ترد عليه الشركة.

أكثر من ذلك، فالشركة المصنعة دعت إلى عدم التركيز على مستوى القطران، مشيرةً إلى أن هناك إجماعاً على أنه ليس مؤشراً دقيقاً على المخاطر. أما بالنسبة لمستوى النيكوتين، فقالت إن ذلك يتوافق مع متطلبات معيار "ISO8243" الذي يسمح بفرق معين.

الدكتور مجدي بدران يكشف تأثير النيكوتين السلبي على البشرة

تنظيف الجسم من النيكوتين بطرق طبيعية

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحقيق يرصد خطر السموم في تدخين المغاربة للسجائر السويسرية تحقيق يرصد خطر السموم في تدخين المغاربة للسجائر السويسرية



GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca