لندن - الدار البيضاء
أكد بروفسور بكلية العلوم بجامعة السوربون، جون غابرييل غاناسيا، أن الذكاء الاصطناعي يطرح رهانات وتحديات "حقيقية ومهمة" بسبب تطوره يوما بعد يوم.مدير فريق بحثي بمختبر البحث والاعلاميات بجامعة السوربون الذي كان يتحدث يوم الخميس 11 نونبر 2021 خلال فعاليات الأيام العلمية جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير، قال إن "الذكاء الاصطناعي يضع البشرية أمام تحديات وأخطار حقيقية خصوصا فيما يتعلق بالأخبار المفبركة أو deep fake من خلال استغلال الصور والمعطيات لفبركة أخبار معينة وتقديم معطيات زائفة على أنها حقيقية".
وأضاف البروفسور متحدثا عن الرهانات السياسية التي يخلقها الذكاء الاصطناعي أن "سيادة الدول قد تخضع لتأثيرات وتحديات من قبل الشركات الرقمية الكبرى (كالغافا) وذلك في مختلف الميادين التي تتعلق بالدفاع والتعليم والصحة والدبلوماسية.. وهذا ما يجعلنا نطرح تساؤلا مهما هل يهدد الذكاء الاصطناعي سيادة الدول؟".
وأضاف المتحدث أن "الذكاء الاصطناعي يطرح كذلك تحديات أخلاقية مرتبطة بحماية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية"، منبها إلى "تأثير الذكاء الاصطناعي على حياة الحميمية أو الخاصة من خلال استغلال الشركات الرقمية الكبرى ومحركات البحث للمعطيات والمعلومات الشخصية".
ويعتبر البروفسور بجامعة السوربون، أن "قرارات الذكاء الاصطناعي يجب أن تخضع للتحكيم. نعم الذكاء الاصطناعي يساعد كثيرا وعدد من الخدمات حاليا بات القيام بها سهلا"، مستدركا "لكن الخطر المطروح خاصة في عدد من الميادين منها القطاع الصحي والاجتماعي هو أننا نفوت عدد من السلطات ومسؤوليات للذكاء الاصطناعي بدل وضعها في يد الانسان.. تخيلوا معي ماذا سيقع في دولة ما إذا قالت التأمينات الاجتماعية والصحية لطبيب معين أن القرار الذي اتخذه الروبوت أو النظام المعلوماتي مختلف عن القرار الطبيب وأنه أحسن من الناحية الاحصائية وأن الطبيب إذا اتخذ قرارا مغايرا لقرار الذكاء الاصطناعي يجب أن يتحمل مسؤوليته وقد يعرضه ذلك للمتابعة القضائية".
وشدد الأستاذ الجامعي أنه "بالرغم من أهمية الخدمات الأساسية والمهمة التي أصبح يتيحها الذكاء الاصطناعي، إلا أنه من الضروري إخضاع قرارات هذا الأخير للتحكيم الانساني معتمدا على أخلاقيات تحفظ المعطيات الشخصية والحياة الخاصة".وأختتمت، مساء اليوم الخميس، فعاليات الأيام العلمية التي تنظمها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، احتفاء بالعلوم ووقعها الإيجابي على المعيش اليومي للإنسان، لاسيما في وقت الأزمات.
وشكلت التظاهرة مناسبة لتسليط الضوء على آخر التطورات في مجالات البحث والتي تهم الرقمنة، والصحة، وعلوم الفضاء، مع التركيز على عوامل التأثير والتأثر بين العلم والمجتمع.وترمي التظاهرة أيضا إلى "تسليط الضوء على المهام التي تنهض بها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية كأمثل فضاء للتفكير، وإعمال النقاش حول الصيغ المثلى للارتقاء بالبحث العلمي بالمملكة".
قد يهمك أيضا:
شركة "دانة غاز" تلغي صفقة بيع أصولها في مصر
اطلاق ” افواج ” اول برنامج لمواكبة حاملي المشاريع في جهة فاس-مكناس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر