الرباط - الدار البيضاء
تتأهب خديجة بوكرين، وهي في سن 74 سنة من العمر، لتنظيم المعرض الفني الأول للوحاتها المشكلة من أزرار وعقيق على قطع من الثوب، في تجربة فنية جديدة نهلت من خلالها هذه الفنانة العصامية من الثقافة المغربية ، وصفا وتعبيرا.وسيقام هذا المعرض برواق محمد القاسمي ب مدينة فاس، التابع للمديرية الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بجهة فاس مكناس، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 29 شتنبر الجاري تحت شعار “أمطار من أزرار وعقيق تكتسح سماوات الفن الفطري”.وينظم هذا المعرض برعاية ودعم جمعيتين مهتمتين بمجال الفن والثقافة بمدينة فاس، وهما جمعية رواد القراءة والثقافة وجمعية مغرب الإبداع؛ وذلك احتفاء بالمرأة وبالتجربة الفنية غير المسبوقة لهذه الجدة السبعينية.
خوف وخجل من لقاء الجمهور
تقول خديجة بوكرين، في حديث ، إنها تشعر بالخوف والخجل وهي تستعد لتنظيم معرضها الفني الأول وقد بلغت العقد السابع من العمر، مؤكدة أنها لا تعرف كيف ستستقبل الجمهور، و”حشمانة بزاف” لخوض هذه المغامرة الفنية.
وأوضحت بوكرين، التي قالت بأن أبناءها وأحفادها شجعوها على تنظيم هذا المعرض، أنها ستعرض 40 لوحة أنجزتها بمنزلها بمدينة فاس العتيقة خلال فترة الطوارئ الصحية على مدى سنة ونصف السنة، مبرزة أن إنجاز هذا العدد من اللوحات لم يكن أمرا سهلا؛ لكن أنساها قلق الحجر الصحي وانقطاع زيارة الأهل والأحباب.
وتابعت بوكرين أنها لم يسبق لها أن ولجت المدرسة أو تلقت تكوينا في الفنون التشكيلية، مردفة أنها، كقريناتها من فتيات البادية، اعتادت في طفولتها وشبابها بمسقط رأسها بإحدى قرى تاونات صنع الأواني من طين الأرض والقيام بالأعمال اليدوية التي تنهل من الثقافة الشعبية. فني جديد من رحم المعاناةمن جانبه، قال نور الدين شكردة، أحد أبناء خديجة بوكرين، إن والدته، مع اشتداد وطأة الحجر الصحي في مواجهة الجائحة، أواسط مارس من السنة المنصرمة، دخلت في دوامة من الخوف والترقب.
وأشار نجل خديجة بوكرين إلى أن والدته بينما كانت تشارك أحفادها في لعبهم وبحوزتهم كيس من أزرار وعقيق تذكرت حكايات طفولتها مع النسج والتطريز، فانطلقت في تشكيل لوحاتها التي أثارت إعجاب الصغار والكبار.وشدد نور الدين شكردة، رجل التعليم والمهتم بالمجال الفني، في حديثه مع هسبريس، على أن ما تفعله والدته عمل فني غير مسبوق، مبرزا أنها نأت بنفسها عن قواعد الفن المتعارف عليه في تجربة تعيد فيها حياكة قصة حياتها ومعاناتها في حزن طافح يملأ عينيها الذابلتين.
وأوضح المتحدث ذاته أن لوحات والدته مشكلة من عشرات الآلاف من عقيق الأعقاد والأساور والدمالج المكسرة وأزرار الملابس المستعملة، مشيرا إلى أنها بذلك تعيد الحياة إلى متلاشيات الأسرة، من ألبسة وأثواب.وأضاف شكردة أن والدته، التي قال بأنها لا تحترم نواظم الفن وحساباته، ابتكرت منطقا فنيا جديدا أساسه خلطة غير مسبوقة من الألوان الكثيفة في عوالم جديدة تنسجها بخيط وعقيق وأزرار، مبرزا أن أعمالها الفنية تطغى عليها اللمسة القروية الحافلة بتجربة الصبر والتحمل.
قد يهمك ايضا:
لوحة فنية لمحمد المليحي تكسر كل الأرقام القياسية بمزاد في لندن
بسبب الطوندونس أمينوكس يسخر من كوثر بامو وزهير بهاوي-
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر