الرباط - الدار البيضاء
بعد أن جرى تأجيل حفل تسليم الجوائز إلى النساء المتوجات ب جائزة الريادة النسائية في دورته الثالثة، الذي كان مقررا عقده بمقر البرلمان الأوروبي شهر مارس الماضي، بسبب الإجراءات الاحترازية الصارمة التي أقرتها بلجيكا والمؤسسات الأوروبية الموجودة على ترابها جراء تداعيات وباء كوفيد-19، احتضن مقر جهة هيسن الألمانية (دوقية هيسن سابقا)، بالحي الأوروبي في بروكسيل، فعاليات الدورة الثالثة لجائزة النساء الرائدات التي تمنح لنساء كافحن بجد، في ظروف غير عادية، من أجل تحقيق التنوع والعدالة والإنصاف وإبراز المكانة التي تستحقها المرأة.البرلمانية الأوروبية كورينا كريتشو، رئيسة مجموعة التحالف التقدمي الاشتراكي الديمقراطي بالبرلمان الأوروبي والمفوضة الأوروبية لشؤون السياسة الإقليمية بالاتحاد الأوروبي سابقا، افتتحت كلمتها بشكر المنظمين على الثقة التي وضعوها في شخصها لترؤس الحفل الذي عرف تتويج ثماني نساء من مختلف القارات، إلى جانب المغربية الدكتورة ياسمين حسناوي (المغرب-الولايات المتحدة)؛ وهن: بيسان سلمان (فلسطين، إسرائيل)، وأيونا بولد (منغوليا، بلجيكا)، ومونيكا جريفان (ألمانيا)، وغولنوزا إسماعيلوفا (أوزبكستان)، وإيرين كامانزي (جمهورية الكونغو، بلجيكا)، وشميم شاول (كشمير، المملكة المتحدة)، ويانكوتسو يانكارتسانك (التبت، بلجيكا).
كريتشو عبرت عن سعادتها الغامرة بهذه المبادرة، التي دعت إلى استمرارها واحتضانها لما تحمله من معاني الاعتراف بدور المرأة في بناء المجتمع. أما الألماني مارك وينميستر، كاتب الدولة في الشؤون الفدرالية والأوروبية بولاية هيسن، فقد شكر في كلمته المتوجات، كل واحدة باسمها، متمنيا لهن مزيدا من التألق والعطاء خدمة لمجتمعاتهن ولقضايا المرأة العادلة عبر العالم، كما عبر المتحدث ذاته، عبر للجنة المنظمة، عن استعداده ليكون قيمة مضافة في قادم الدورات ومساهما فعليا في تنظيمها وإنجاحها.رئيس المنتدى رضوان بشيري قال إن الدورة الثالثة تنعقد في ظروف عالمية مضطربة وصعبة بسبب تداعيات الجائحة والتغيرات المناخية، التي يشهدها العالم؛ الشيء الذي يجب ألا يلهينا عن دعم المرأة التي تأثرت هي الأخرى جراء ما سبق.
وأشار بشيري إلى أن إدماج المرأة ونيلها لمراكز الريادة ومشاركتها الفعلية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أضحت من ركائز مؤشرات التنمية المستدامة لدى الأمم؛ مضيفا أن مجتمعاتنا ما زالت تحكمها العقلية الذكورية الأبيسية، على الرغم من أن كونك رجلا أو امرأة ليس معيارا لنيل الريادة والوصول إلى القمة.وختم كلمته بتوجيه الشكر إلى المشاركات اللائي تكبدن عناء التنقل من مختلف الأقطار وتلك اللواتي تعذر عليهن ذلك لأسباب أو لأخرى، مع ثنائه على أعضاء اللجنة المنظمة والبرلمانيين الأوروبيين وكل من ساهم في إنجاح هذا الموعد المهم.
ياسمين حسناوي، في مداخلتها بهذه المناسبة، وبعد أن شكرت المنظمين والساهرين على هذا الموعد السنوي الرائد، قامت باستعراض المكانة الريادية التي وصلتها المرأة المغربية والتطور الذي عرفته في مختلف المجالات، خاصة بعد دستور 2011 بالمملكة الذي أعطى للمرأة مكانة مشرفة بجانب شقيقها الرجل.
ولم يفت ياسمين أن تسلط الضوء، وبكثير من الحسرة، على الأوضاع المزرية التي تحياها المرأة المغربية المحتجزة بمخيمات العار بتندوف، بحيث يمارس عليها تعذيب نفسي ممنهج عن طريق حرمانها من أبسط الحقوق المدنية والآدمية، إلى درجة فصلها عن فلذات كبدها حين يتم إرسال الأطفال إلى دول بعيدة ولسنوات طوال من أجل غسل أدمغتهم وشحنهم بأفكار انفصالية راديكالية.حري بالذكر أيضا أن الدكتورة ياسمين حسناوي سبق لها أن اشتغلت في مجال التعليم لأكثر من 11 عاما بكل من المغرب والولايات المتحدة، كما عملت محاضرة للغات الأجنبية وشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جامعات عديدة بالولايات المتحدة.
وتعد حسناوي متحدثة وضيفة دائمة حول شؤون المغرب العربي والصحراء المغربية في المحافل الدولية والوطنية والجامعات الأمريكية، وكذلك مجلس أوروبا والأمم المتحدة لحقوق الإنسان.كما حصلت المرشحة المغربية على منحة وزارة الخارجية الأمريكية FLTA، وكذا على دكتوراه في العلوم الإنسانية عن بحث حول موضوع “تطور الصراع الصحراوي في السياسة الخارجية الجزائرية” من جامعة محمد الخامس؛ كما أنها حاصلة على ماجستير في دراسات الاتصال والإعلام من كلية القاضي عياض بمراكش.
وسبق لياسمين حسناوي أن كانت رئيسة لمجلس الأعضاء الدوليين في “Global Ties”، وهي منظمة غير حكومية متميزة في الولايات المتحدة الأمريكية.وحصلت حسناوي على العديد من الجوائز من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتعزيز الثقافة المغربية في جامعات الولايات المتحدة، كما عملت رفقة عدد من المؤسسات التعليمية الدولية لتوعية الشباب والمجتمع الدولي بنزاع الصحراء.
قد يهمك ايضا
بنيعيش يؤكد المغرب أمن الحركة التجارية في منطقة الكركارت
سفيرة المغرب تردّ علی استفسار "الخارجية" الإسبانية بشأن ملف سبتة ومليلية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر