آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

القصر الكبير تحتفي بالشاعر الكبير الراحل محمد الخمار الگنوني

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - القصر الكبير تحتفي بالشاعر الكبير الراحل محمد الخمار الگنوني

الشاعر الكبير الراحل محمد الخمار
الرباط ـ المغرب اليوم

زينت مدينة القصر الكبير باسم أحد أبنائها الذين بصموا تاريخ الشعر الحديث في المغرب، الشاعر الراحل محمد الخمار الكنوني، الذي جرى تسمية دار الثقافة في المدينة باسمه، عرفانا بما قدمه للمدينة من إشعاع واعترافا بمكانته المرموقة في مضمار الشعر والثقافة بشكل عام.

وأشرف رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، محمد السيمو، بمعيّة السفير الفلسطيني المعتمد لدى المغرب، على رفع الستار عن لوحة إطلاق اسم الشاعر محمد الخمار الكنوني على دار الثقافة بمدينة القصر الكبير، بمناسبة مهرجان التسامح والتلاقح الثقافي المنظم بمدينة العرائش، الذي تحتضن بعض فعالياته مدينة القصر الكبير.

ولد الشاعر الراحل محمد الخمار الكنوني يوم 28 أبريل سنة 1941 بمدينة القصر الكبير، واشتغل قيد حياته أستاذا جامعيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، ووافته المنية سنة 1991، وكان من أبرز شعراء القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة، إذ قعّد لها من خلال ديوانه "رماد هسبريس"، الصادر عام 1987.

يقول الباحث محمد العربي العسري في كتابه "مع محمد الخمار الگنوني في آثاره الأخرى"، إن ديوان "رماد هسبريس"، الذي قُدمت دراسات عديدة حوله، كان عملا تأسيسيا كبيرا، وحجَر الأساس في انطلاق وتطور ورسوخ القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة.

لم يكن الشاعر محمد الخمار الكنوني مهووسا بملء رفوف المكتبات بالدواوين كما هي عادة بعض الشعراء، بل اكتفى بديوان واحد، ضمّ بين دفّتيه من القصائد ما رأى أنه يمثل النموذج الفني الذي كان يصبو إليه، كما كتب الباحث محمد العربي العسري.

ويزكّي ذلك قولُ الشاعر الراحل في حوار صحافي جوابا على سؤال حول سبب عدم جمع كل القصائد التي ألفها في دواوين: "لي ما يعادل الديوان من الشعر التقليدي، لكن ما لا يعرفه أو لا يكاد يعرفه أحد من الجيل الجديد هو أنني لم أجمعه لأنني لم أرَ ضرورة لطبعه، لأنني أعتبره مجرد تمرينات كتابية، أفضل أَن تظل كما هي في الجرائد والمجلات التي أنشرها فيها".

ولئن كان جواب محمد الخمار الگنوني ينضح تواضعا، فإن الباحث محمد العربي العسري لا يشاطره الرأي، فالدارس المتفحص لتلك "التمرينات الكتابية"، يقول المتحدث، تكشف له، على الرغم من التفاوت القائم بينها، عن ميلاد شاعر يمتلك موهبة خلاقة سيكون لها أثرها الكبير في رسم معالم قصيدة مغربية حديثة تضاهي مثيلاتها في المشرق العربي.

وعلى الرغم من أنّ الشاعر الراحل غادر سفينة الحياة وهو بالكاد يبلغ ربيعه الخمسين، فقد تمكن من رسم معالم القصيدة المغربية الحديثة وقعّد لها، كما أنّ القصائد التي ألفها وجدت طريقها إلى مضمار الفن، حيث كتب الشاعر الراحل لابن بلدته الموسيقار عبد السلام عامر أغنيتي "آخر آه"، و "حبيبتي"، اللتين غناهما الموسيقار عبد الوهاب الدكالي.

وجاء إطلاق اسم الشاعر محمد الخمار الگنوني على دار الثقافة بمدينة القصر الكبير "لأنه يُعدّ هرما من أهرامات الثقافة ليس في مدينة القصر الكبير فحسب، بل في المغرب وفي العالم العربي ككل، وأعطى الشيء الكثير لهذه المدينة ولبلده"، بتعبير عبد الجليل الزيغم، مدير دار الثقافة بالقصر الكبير.

وأضاف الزيغم أن الشاعر الراحل "كان أستاذا جامعيا وأديبا وشاعرا معروفا على الصعيد الوطني والعربي، وهو كنز وموروث ثقافي كبير، ومهما قلنا فلن نوفيه حقه"، مبرزا أن فكرة إطلاق اسم الراحل على دار الثقافة التي اقترحها المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير حظيت بترحيب من طرف جميع فعاليات المدينة.

من جهته، قال محمد السيمو، رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، إن المجلس وضع على عاتقه منذ مدة أن يسمي دار الثقافة باسم الشاعر محمد الخمار الگنوني، "لأنه يستحق أكثر من هذا، ونحن، كغيرنا من المغاربة، نفتخر به، لأنه شاعر عظيم ومثقف كبير وأستاذ جامعي مرموق".

بدوره، ثمّن عبد المالك العسري، أستاذ متقاعد فاعل جمعوي، مبادرة إطلاق اسم محمد الخمار الگنوني على دار الثقافة بمدينة القصر الكبير، وإن جاءت متأخرة، لكونه من الوجوه التي نهضت بالقصيدة المغربية وأعطتها نكهتها المغربية الأصيلة.

واعتبر العسري أن هذه المبادرة تحمل دلالات قوية وإشارات دالة إلى أن هذا الفعل هو رد للجميل وتكريس لثقافة الاعتراف للشاعر محمد الخمار الگنوني، عرفانا له بما أسداه من خدمات للثقافة المغربية والعربية عموما.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصر الكبير تحتفي بالشاعر الكبير الراحل محمد الخمار الگنوني القصر الكبير تحتفي بالشاعر الكبير الراحل محمد الخمار الگنوني



GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca