الجزائر _الدار البيضاء اليوم
اعتبر خبراء في علم الزلازل والكوارث الطبيعية أن الهزة الأرضية التي عرفتها بجاية في الجزائر، فجر الخميس، "حدث طبيعي عادي" نظرا لمعدل الهزة المتوسط الذي وصل إلى 5.9 على سلم ريشتر، مشيرين إلى أنه لا يجب القلق من الهزات الارتدادية لأنها تتبع الهزة الأساسية وتكون أقل درجة منها.ويقول الخبير في الهندسة المقاومة للزلازل والكوارث الطبيعية والصناعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم إن "الهزة الأرضية بمنطقة كاب كربون ببجاية عادية بالنظر للزلازل التي تعرفها عادة مناطق الشمال الجزائري". ولكن الخبير عبد الكريم شلغوم، أشار إلى نقطة وصفها بأنها مشكلة وهي "العدد المعتبر من الهزات الأرضية التي عرفتها مناطق شرق البلاد خلال الشهرين الماضيين فقط". ولذلك أفاد بأنه طلب من مركز
البحث في علم الفلك الواقع بالجزائر العاصمة بوضع دراسة لحالة النشاط الزلزالي في تلك الجهة للوصول إلى استنتاجات علمية دقيقة عن طبيعة زلازل المنطقة. فيما استبعد المندوب الوطني للمخاطر الكبرى بوزارة الداخلية، عبد الحميد عفرة في تصريح للتلفزيون الجزائري حدوث تسونامي رغم أن الهزة الأرضية وقعت في البحر، مؤكدا أن "التشكيلة الجيولوجية للمنطقة تمنع حدوث تسونامي"، وشرح ذلك بقوله "في حالة ما حدث ذلك فإن قطبية الموجة الزلزالية تتجه إلى أوروبا لا ترجع لليابسة أي إلى الجزائر، وبالتالي ليس هناك خطر تسونامي". وكتب رئيس المنظمة الوطنية للمبدعين والبحث العلمي، لوط بوناطيرو على صفحته في فيسبوك، معلقا على زلزال بجاية بأن "سلسلة الزلازل التي وقعت الليلة الماضية في أوقات مختلفة وفي أماكن شتى من
الساحل الجزائري تندرج ضمن النشاط الزلزالي لحوض البحر الأبيض المتوسط الذي بدأ في شهر كانون الاول الماضي بعد سبات طويل والذي توقعنه وحذرنا منه منذ ستة أشهر عبر وسائل الإعلام". وأضاف بوناطيرو في تحليله أن "النشاط المحلي الذي بدأ من أيام بزلازل ميلة، باتنة، تيبازة إلخ... يندرج ضمن انتعاش نشاط عالمي وانتعاش في النشاط البركاني العالمي المسجل عبر العالم في الأيام القليلة الماضية (مثل بركان إيطاليا وأندونسيا إلخ...).وأكد رئيس المنظمة الوطنية للمبدعين والبحث العلمي أنه "نشاط جيوفيزيائى عالمي يستمر في الأشهر المقبلة في مناطق الحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم. ميزاته، هذه المرة، حدوث هزات فردية منفصلة أو متتالية زمنيا ومكانيا حسب طبيعة التركيبة الجيوتكتونيكية لطبقات القشرة الأرضية والخريطة
الزلزالية لكل منطقة". وعرفت الجزائر في الساعات القليلة الماضية نشاطا زلزاليا معتبرا أكبر درجاته ما شهدته محافظة بجاية شرق البلاد فجر الخميس، حيث بلغت الهزة الأرضية 9ر5 درجات بمقياس ريشتر، شعر بها سكان 12 محافظة أخرى مجاورة بما فيها الجزائر العاصمة وعنابة أقصى الشرق تبعتها عدة هزات ارتدادية في الساعات اللاحقة. ورغم أن زلزال بجاية لم يخلف خسائر بشرية إلا أنه سجل تصدعات للمباني وأثار هلعا وفزعا وسط المواطنين هناك وفي ولايات مجاورة. في حين بلغ عدد الهزات الأرضية المسجلة بالمنطقة لحد كتابة هذه الأسطر ثمانية هزات آخرها تلك التي سجلت على الساعة 46ر07 وقوتها 3 درجة بمقياس ريشتر. وتحركت السلطات منذ صباح الخميس، لمعاينة أضرار زلزال بجاية، حيث تنقل وفد وزاري يرأسه
وزير الداخلية والجماعات المحلية، كمال بلجود إلى منطقة "كاب كربون" للوقوف على حجم الخسائر واتخاذ الإجراءات اللازمة.وفي هذا الصدد، أمر وزير الداخلية بضرورة التكفل بالمتضررين من الزلزال والإسراع في ترميم المؤسسات التربوية، من خلال جلب شركات بناء للعمل على مدار 24 ساعة، حتى لا يتأخر التلاميذ عن العودة للدراسة ومتابعة مقررهم الدراسي. من جهته، شدد وزير السكن والعمران والمدينة طارق بلعريبي، في تصريح له على ضرورة التعجيل في معاينة الخسائر المادية التي خلفها زلزال بجاية، ودراسة سبل ترميم المدارس المتضررة. وقبل ذلك نصّب والي محافظة بجاية منذ صباح الخميس، خلية أزمة لمتابعة آثار الزلزال والتكفل بالعائلات التي تضررت منه. وللعلم فإن الخسائر مادية وتمثلت في "انهيار جزئي لثلاثة منازل
قديمة"، دون تسجيل أي خسائر في الأرواح البشرية. أما في محافظة جيجل المجاورة لبجاية، فتم تسجيل إصابة 5 أشخاص بكسور والتواءات من جراء الهلع والفزع، وإجلاء شخص أصيب بكسر في كاحل الرجلين على إثر قفزه من الطابق الأول، وكذا إجلاء امرأة تعاني من ارتفاع في الضغط الدم على إثر حالة فزع وهلع شديدين. كما وضعت مصالح الدفاع المدني، 17 فرقة للدعم والتدخل الأولي المختص في التدخل في الكوارث في حالة تأهب، وذكرت في هذا الصدد، بالرقمين الأخضر ورقم النجدة لاستقبال اتصالات المواطنين.وطمأنت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من أن هذا النشاط الزلزالي "نشاط معتدل"، داعية إياهم إلى الالتزام بالحيطة والحذر وعدم الهلع والفزع، على إثر بعض الهزات الإرتدادية التي تسجل من حين لآخر.
ويتابع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مستجدات الوضع، منذ الهزة الأرضية الأولى ببجاية، مساء الأربعاء.وتلقى المسؤولون والوزراء تعليمات واضحة من تبون، لتوفير كل الدعم والإمكانيات اللازمة للتكفل بسكان الولاية، حسب ما أفاد كمال بلجود. وتناقلت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي بالجزائر منذ فجر الخميس، أخبار وصور الهزة الأرضية التي عرفتها بجاية حيث أظهرت الصور جدران تشققات في بعض السكنات وانهيارات جزئية لأخرى، إضافة إلى الأضرار التي ألحقها الزلزال بالإقامة الجامعية في "تارقة أوزمور" بالمحافظة ذاتها، وسقوط رفوف بعض المحلات التجارية بما فيها من مواد غذائية.ونشرت إحدى السيدات القاطنات بالمحافظة ذاتها على حسابها في موقع فيسبوك صورا من غرفة الاستقبال والمطبخ والمكتبة، حيث تبدو الأواني محطمة والخزانة مرمية على الأرض، مرفوقة بمنشور "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. خسائر الجيران والأصدقاء أكثر مني. ربي لطف بنا. ربي يسترنا جميعا". كما جرى تناقل فيديوهات لمواطنين هرعوا إلى الشوارع في الظلام الحالك خوفا من هزات أخرى داخل بيوتهم. في المقابل نشر رواد هذه المواقع أدعية وعبروا عن تمنياتهم في أن يحفظهم الله من أي مكروه خاصة أن الجزائريين يحتفظون بصور حزينة عن الكوارث التي خلفتها الزلازل في السابق.
قديهمك ايضا
تركيب 7 أجهزة للإنذار المبكر بالزلازل في عدة مدن مغربية
"ميني تسونامي" يضرب ثلاث مدن مغربية وخبير يكشف مخاطر تغيّر المنظومة المناخية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر