الرباط - الدار البيضاء اليوم
قالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة-الحق في الحياة إن ظاهرة تفشي الأمراض المزمنة والأوبئة الفتاكة الناتجة عن تلوث البيئة، “باتت مقلقة جدا”.وأوضحت الشبكة، في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للصحة (7 أبريل)، أن مختلف المؤشرات المتعلقة بتلوث الهواء والمياه المسؤوليْن عن الإصابة بأمراض مزمنة، تستلزم من صناع القرار السياسي جعل حماية البيئة والرعاية الصحية أولوية في كل البرامج والمخططات الاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت أن الوضع الراهن يتطلب بناء نظام صحي عادل ومنصف، وبيئة سليمة، وتحسين المؤشرات والتأثير على المحددات الاجتماعية للصحة، باعتبار أن نجاح مشروع تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض رهين بإصلاح شامل للمنظومة الصحية الوطنية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة التي يحصل من خلالها جميع الأفراد على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها، ابتداء من تعزيز الصحة إلى الوقاية والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة.
وسجلت الشبكة أنه رغم التحسن الملحوظ الذي شهدته الوضعية الصحية بالمغرب في السنوات الأخيرة على مستوى تقديم الرعاية الصحية الأولية والعلاجات الاستشفائية الثالثية، إلا أن التفاوتات والفوارق الطبقية والمجالية في الولوج إلى هذه الخدمات الصحية ما تزال قائمة.وشددت على ضرورة الانكباب المستعجل على معالجة عدد من العوامل المؤثرة في صحة المواطنين، وخاصة تلوث البيئة والنظام الغذائي والماء الصالح للشرب، إلى جانب إعادة النظر في تمويل القطاع الصحي الذي مازال لا يرقى إلى الانتظارات ومتطلبات المتغيرات والعوامل الديمغرافية والوبائية والاجتماعية، ومعالجة مشكل الخصاص الكبير في الموارد البشرية والكفاءات المهنية “بحكم أن حاجيات القطاع الصحي المغربي من المهنيين تصل إلى نحو 97566 مهنيا، من بينهم 32522 طبيبا وطبيبة و65044 ممرضا وممرضة”.
وفي السياق ذاته، توقفت الشبكة عند أهمية تعبئة الموارد المالية من أجل الإنفاق على القطاع الصحي الوقائي والاستشفائي، وتوفير التمويل الكافي لبرامج الوقاية ودرء الأخطار وتدبيرها، وتمويل المستشفيات العمومية، وخلق وظائف كافية لمهنيي الصحة بما تستدعيه خطة تعميم التغطية الصحية، واستخدام التكنولوجيا الطبية والبيوطبية الحديثة والرقمنة، مما سيؤدي إلى إنقاذ ملايين الأرواح والحد من مخاطر المرض، وهي الرسالة الإنسانية لقطاع الصحة.
وخلصت الشبكة إلى أن تحقيق الأمن الصحي والسيادة الصحية بالمملكة “لا يمكن أن يعتمد فقط على خدمات قطاع الصحة ومسؤولياته التي حددها القانون، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب اختيارات شاملة مندمجة وانتقائية تستهدف التأثير على المحددات الاجتماعية للصحة، وأيضا حماية أمننا الإيكولوجي، وجعل بيئتنا أكثر أمنا وسلامة عبر مقاومة منظمة لمسببات الأمراض والتهديد الذي تشكله التغيرات المناخية وإهمال حماية البيئة وضعف شبكات الأمان الاجتماعي وضعف تدبير المخاطر والاستجابة للتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والديموغرافية والوبائية السريعة.
قد يهمك ايضًا:
البنك الدولي يقْترح تَسعِير تلوث الهواء وتوفير أسواق للانبعاثات الكربونية في دول الشرق الأوسط
عودة “الغبار الأسود” إلى سماء القنيطرة يُرعب سكان المدينة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر