الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
أضحت الحرائق التي تشهدها بعض واحات إقليم كلميم بين الفينة والأخرى، تقض مضجع الفلاحين والمسؤولين عن القطاع على حد سواء، خصوصا وأن هذه الحرائق تتكرر بشكل مستمر، إضافة إلى كونها تتلف مصادر رزق عدد كبير من السكان الذين ينشطون داخل الواحة.
ومن أجل التصدي للحرائق، أو التخفيف من حدتها ووطأتها على المنطقة، تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لمواجهتها، وذلك مباشرة بعد الحريق الذي عرفته واحة تيغمرت، في شهر غشت من السنة المنصرمة. ومن بين هذه الإجراءات، توقيع اتفاقية شراكة بين مجموعة من القطاعات للتخفيف من آثار هذه الآفة، من قبيل إحداث وتجهيز 3 نقاط مائية بألواح الطاقة الشمسية، حيث تم الانتهاء أخيرا من هذا المشروع، فيما قامت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بتوزيع فسائل النخيل وشتلات الأشجار المثمرة، ذلك أن نسبة التوزيع بلغت إلى حدود الآن 30 في المائة، كما بلغت نسبة تنقية أعشاش النخيل بالمنطقة حوالي 40 في المائة. ومن أجل التخفيف من وطأة الحرائق وتداعياتها على المتضررين، فقد تم توقيع اتفاقية لاقتناء وتوزيع رؤوس الماشية على المتضررين، في إطار الأنشطة المدرة للدخل.
واستنادا إلى المعطيات، فإن واحات حوض جهة كلميم واد نون تعرف تدهورا في أنظمتها الإيكولوجية والبيئية، بسبب عوامل متعددة، موزعة بين ما هو طبيعي وما هو بشري، وتتجلى الإكراهات الطبيعية بالأساس في الجفاف ومرض البيوض وملوحة التربة، ثم الحرائق التي استفحلت بهذه الواحات خلال السنوات الأخيرة، حيث أتت على مساحات مهمة من أشجار النخيل، مما أدى إلى تراجع أدوارها التنموية، سيما على مستوى النشاط السياحي.
كما تمت المصادقة على اتفاقية شراكة خاصة للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية بالجهة، بعد عمليات تأجيل متعددة. وتهدف الاتفاقية إلى حماية الواحات من الحرائق، وتسريع عملية التدخل للحد من تفاقم حرائق الواحات، وحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة من الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث المختلفة. وبموجب الاتفاقية الموقعة، بين مجلس الجهة وولاية الجهة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، سيتم خلق فوهات مائية جديدة بواحة أسرير بإقليم كلميم، وربط هذه الفوهات بشبكة الماء.
وتصل تكلفة هذا المشروع إلى خمسة ملايين و199 ألفا و450 درهما، تساهم فيه الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بحدود 3 ملايين درهم، فيما يساهم مجلس الجهة وشركاؤه بالمبلغ المتبقي.
وكان حريق شب السنة الماضية في واحة تيغمرت، قد حول الواحة إلى رماد، بعدما أتت عليها ألسنة النيران، مخلفة خسائر مادية كبيرة في الممتلكات، منها احتراق ما يزيد على 200 نخلة مثمرة، وإتلاف بعض المزروعات المعاشية للسكان، ثم احتراق سيارة كانت مركونة قرب مصدر النار، فقد تم نقل أربعة أشخاص إلى المستشفى الجهوي لكلميم لتلقي العلاجات بعد تعرضهم لاختناقات، بسبب قوة الدخان وامتداده.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتحول فيها واحة تيغمرت إلى رماد، بل سبق أن اندلع حريق مماثل خلال شهر غشت من السنة المنصرمة، وحريق آخر خلال شهر مارس من سنة 2019، أتى على مساحات شاسعة من نخيل الواحة، وقبل ذلك في شتنبر من سنة 2017 أتى حريق آخر على حوالي 200 نخلة، بدوار وارغنون بواحة تيغمرت.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر