برلين - الدار البيضاء اليوم
أعلنت إحدى حدائق الحيوان في شمال ألمانيا، أنها وضعت خطة طوارئ استثنائية تقضي بذبح بعض حيوانات الحديقة لإطعام حيوانات أخرى، في حالة استمرار الضغوط المالية الناجمة عن الإغلاق الذي أقرته الحكومة الألمانية في مواجهة انتشار وباء كورونا.
وقالت السيدة «فيرينا كاسباري» مديرة حديقة «تيربارك نيومونستر» للحيوان والتي تقع على مسافة ساعة بالسيارة شمال مدينة هامبورغ، لوكالة «دي بي إيه» الإخبارية الألمانية بأن إدارة الحديقة سوف تتخذ هذه التدابير تحت مسمى الملاذ الأخير.
وقالت السيدة كاسباري: «تلك من أسوأ الحالات التي واجهناها على الإطلاق، وإن لم تتوفر لدي الأموال الكافية لشراء الأعلاف، أو إذا كان موفرو الأعلاف غير قادرين على التسليم بسبب القيود الجديدة، فسوف أكون مضطرة إلى ذبح الحيوانات من أجل إطعام حيوانات أخرى».
ولا تتوافر لدينا أي معلومات عن الحيوانات المزمع ذبحها أولا أو التي سوف تبقى على قيد الحياة وفق خطة الطوارئ التي تعتمدها إدارة الحديقة. ولم يسهل التواصل مع السيدة كاسباري مديرة الحديقة للتعليق على الأنباء الواردة. ولكن حديقة الحيوان، والتي تضم 700 حيوان تقريبا على مساحة تبلغ 24 هكتارا، قد أكدت تصريحات السيدة كاسباري أول من أمس الأربعاء. كما قالت إدارة الحديقة بأن الدب القطبي الثمين الموجود في الحديقة – ويُدعى فيتوس – وهو يعتبر أكبر الدببة القطبية الموجودة في ألمانيا ويبلغ طوله قرابة 12 قدما، سوف يُستثنى حتى آخر القائمة.
ويبدو أن المقترح القاسي الذي تقدمت به إدارة الحديقة هو من محاولات جذب الانتباه إلى الأوضاع المالية العسيرة التي تعاني منها الحديقة، وكذلك بهدف وضع خطة للمحافظة على بعض معالم الزيارة الثمينة خلال الجائحة التي لم يسبق لها مثيل في ذاكرة التاريخ الحديث. ومن المعروف لدى بعض حدائق الحيوان أنها تقوم بإعدام الحيوانات النشطة بهدف منع التزاوج، كما تفتح بعض المحميات الطبيعية المجال للصيد من أجل الإقلال من أعداد بعض قطعان الحيوانات فيها.
لكن لم يسمع أحد من قبل عن المقترح القاسي الذي خرج عن حديقة «تيربارك نيومونستر» للحيوان، كما قال جان باور، الذي يدير حديقة «تيربارك ديساو» للحيوان التي تقترب من مساحة الحديقة الأولى، وتبعد مسافة 180 ميلا إلى الجنوب الشرقي من مدينة نيومونستر.
وأضاف السيد باور في مكالمة هاتفية أول من أمس الأربعاء: «بطبيعة الحال، القرارات المصيرية متروكة لإدارة الحدائق، ولكن إن لم تتوافر لدينا الأعلاف لإطعام الحيوانات، فمن شأن رعاة الحيوانات والسكان المحليين التبرع بالأموال لإنقاذ الأوضاع».
وأقر السيد باور، الذي يتزعم أيضا جمعية حدائق الحيوان الألمانية، أنه نظرا لأن جزءا من ميزانية الحديقة يأتي من مدينة ديساو، فإن القلق لا يساوره كثيرا بشأن التكاليف، حتى في غياب إيرادات الزيارة من مرتادي الحديقة. كما أن حديقته لا تضم طيور البطريق أو الدببة القطبية، وهي من الحيوانات ذات التكاليف الباهظة، ولقد تم الكشف عن خطة حديقة «تيربارك نيومونستر» للحيوان مؤخرا من واقع الاستراتيجية الألمانية الرامية إلى وقف انتشار الوباء المعدي الفتاك حول العالم. ورغم ارتفاع حالات الإصابة في ألمانيا إلى أكثر من 130 ألف حالة، فإن معدل الوفيات الألماني ما يزال منخفضا للغاية.
وأوضحت السيدة كاسباري لوكالة الأنباء الألمانية أن حديقتها كانت تجذب ما يقرب من 150 ألف زائر سنويا قبل قرار الإغلاق الحكومي، وكانت تعتمد على إيرادات الزوار في استمرار العمل. لكن توقفت الإيرادات مع قرار الإغلاق الوطني الذي بدأ من 15 مارس (آذار) الماضي.
ولقد أشيد بحكومة الولاية الألمانية لسرعة إرسال المساعدات المالية إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة بغية المساعدة في التغلب على قرار الإغلاق. لكن يبدو أن حديقة الحيوان كانت تكافح من أجل الحصول على أموال الإنقاذ.
وقالت السيدة كاسباري: «نحن لا نحصل على أي أموال من المدينة، وكل أموال الولاية التي تقدمنا بطلب الحصول عليها لم يصلنا منها أي شيء حتى الآن».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر