آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل

تربية النحل
الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

لم يحدث يوما أن شاهد النحال المغربي رشيد الزروالي موسما كارثيا بالحجم الذي عاينه خلال هذا الموسم، سنوات من الجهد المتواصل والعمل المضنى في تربية النحل ذهبت سدى وجعلته يتكبد خسائر فادحة بعد أن اختفت طوائف النحل من منحله بمنطقة الخميسات، وسط المغرب.ويصف الزروالي انهيار طوائف النحل التي شهدتها المملكة بالظاهرة غير المسبوقة، مشددا على أنه لم يرى مثيلا لما وقع طيلة سنوات اشتغاله في هذا المجال.

يقول رشيد الزروالي"منذ أكتوبر الماضي بدأ مربو النحل يلحظون اتساع نطاق انتشار هذه الظاهرة الغريبة، والتي تسببت في القضاء على 200 خلية نحلة تعود لملكيتي بالرغم من كل المحاولات التي قمت بها والتدخلات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

ما تكبده رشيد والمئات من المزارعين ومن النحالة المغاربة دفع الحكومة للتدخل حيث أعلن وزير الزراعة المغربي، محمد صديقي، بداية هذا الأسبوع، أن الحكومة ستشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل، بداية من شهر أغسطس المقبل.

ويشدد النحال رشيد على الأهمية التي يكتسيها تدخل الحكومة في إنقاذ هذا القطاع من الانهيار التام، والمحافظة على وثيرة إنتاج العسل الذي تراجع بشكل كبير جراء اختفاء خلايا النحل وتضاعفت أسعاره في الأسواق.

ويشغل قطاع تربية النحل بالمغرب أكثر من 38 ألف شخص، ويقدر حجم الإنتاج بـ 8 ألف طن من العسل سنويا حسب أرقام رسمية.

برنامج لدعم المتضررين

وأثار اختفاء النحل أواخر السنة الماضية في عدد من مناطق المغرب قلقا وسط مربي النحل وجميع الأطراف المعنية بهذا القطاع، حيث لم يسبق للمملكة أن شهدت مثل هذه الظاهرة.

وقد تفاعلت الحكومة مع تداعيات اختفاء النحل في مناطق متفرقة من المملكة، حيث أعلنت وزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في أواخر يناير الماضي، عن إطلاق برنامج خاص لفائدة مربي النحل.

وكشفت الوزارة عن تخصيص مبلغ 130 مليون درهم (حوالي 13.8 ملايين دولار) من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية الرامية إلى دعم مربي النحل المتضررين من ما عرف بـ" انهيار طوائف النحل".

وأكد وزير الزراعة محمد الصديقي، أن عدد مربي النحل الذين سيستفدون من التعويضات عن الخسائر التي لحقتهم بفعل اختفاء خلايا النحل يبلغ 500 مربي.

خسائر فادحة

تؤكد المستشار الفلاحية في المركز الوطني للاستشارة الفلاحية مليكة إدمين، أن الخسائر التي تكبدها النحالون المغاربة جراء تضرر خلايا النحل واختفاءها تعد خسائر فادحة وكانت لها انعكاسات وخيمة على إنتاج العسل، وبأن موسم الجفاف غير المسبوق الذي شهدته المملكة هذه السنة قد زاد من تفاقم الوضع.

وأبرزت إدمين في، أن البرنامج الذي خصصته الحكومة لدعم المتضررين سيهم بشكل خاص توزيع خلايا نحل جديدة من أجل إعادة إعمار الخلايا المصابة، بالإضافة إلى تقديم أدوية لمحاربة الأمراض والقيام بحملات تحسيسية حول طرق العناية بالنحل.

وتشدد المتحدثة، على أهمية هذه الحزمة من الإجراءات المعلنة من قبل االحكومة والتي تروم التخفيف من الأضرار التي لحقت بالنحالين وتعويضهم عن جزء من الخسائر التي تكبدوها بسبب اندثار طوائف النحل.

وتلفت إدمين، إلى أن مربي النحل باتوا متخوفين من تكرار ظاهرة انهيار النحل مرة أخرى خلال الموسم المقبل خاصة وأن أسبابها المباشرة لم يتم تحديدها إلى غاية اليوم.

وتشير المستشارة الفلاحية، إلى الأهمية التي تكتسيها الحملات التحسيسية والمراقبة المستمرة في حماية خلايا النحل السليمة والمحافظة عليها وفي معالجة الأمراض التي قد تصيب الخلايا.

الإخلال بالتوازن البيئي

وقد سجلت ظاهرة اختفاء النحل في عدة دول عبر العالم وأرجعت أسبابها إلى عوامل مرتبطة بالتغيرات المناخية وبعض مظاهرها كتوالي فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما كان له انعكاس سلبي ومباشر على وفرة الغذاء في المراعي بالنسبة للنحل.

وكانت الأبحاث التي أجرتها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التباع لوزارة الفلاحة، قد استبعدت فرضية أن يكون مرض ما قد أدى إلى "انهيار طوائف النحل" في المغرب، مرجحة عوامل متداخلة من بينها التغيرات المناخية.

يقول محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، إنه وفي ظل عدم صدور أي تقرير يحدد الأسباب الرئيسية لاختفاء النحل بالمغرب، فمن المرجح أن يكون الاستعمال المكثف للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية إلى جانب التغيرات المناخية من العوامل المؤدية إلى نشوء مثل هذه الظواهر المقلقة.

ويشدد المتحدث، على أهمية وجود النحل في المنظومة البيئية بالنظر إلى الدور الذي يلعبه في تلقيح النبات والأشجار المثمرة، وبأن اختفاء النحل في منطقة ما هو مؤشر على وجود خلل بيئي يتوجب البحث في أسبابه من أجل معالجتها.

ويدعو بنعبو، إلى ضرورة التوقف عن استخدام المبيدات الحشرية والعمل على تحسيس السكان المتواجدين على مقربة من المنظومات البيئية بأهمية حمايتها لتفادي بروز ظواهر غير مؤلوفة قد تشكل خطرا على البيئة والإنسان على غرار ظاهرة اختفاء النحل التي تركت اثارها واضحا على التوازن البيئي وعلى النشاط الاقتصادي لمربي النحل على حد سواء.

قد يهمك أيضا

الفيدرالية البيمهنية المغربية تتفاعل مع انهيار خلايا النحل في المغرب

 

مرض فيروسي غامض يصيب خلايا النحل في المغرب

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل



GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"

GMT 09:56 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة الأربعاء

GMT 14:26 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

التدليك الحل السحري للتخلص من المشكلات الصحية

GMT 02:23 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كولم كيليهر يؤكد أنّ المملكة السعودية سوق جاذبة للاستثمار

GMT 08:30 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حملة أمنية على محلات درب عمر بسبب الدمى الجنسية

GMT 00:14 2015 السبت ,28 شباط / فبراير

استخدمي طرقًا بسيطة للحصول على فضيات مميزة

GMT 15:48 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

الزواج المبكر فى مصر يتراوح بين 13-15%
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca