الرباط - الدار البيضاء
أفاد تقرير حول حصيلة المخطط الأخضر 2008 -2018، الذي أصدرته وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، أن البرامج المهيكلة للتهيئة الهيدروفلاحية التي تمت في إطار المخطط الأخضر، مكنت المغرب من اقتصاد وتثمين ملياري متر مكعب من مياه السقي سنويا، مع المساهمة في تحسين الإنتاجية الفلاحية وتنويع الدورة الزراعية والرفع من مداخيل الفلاحين. وأضاف التقرير، أن المخطط جعل من تأقلم الفلاحة مع التغيرات المناخية أولوية من خلال التحكم في مياه السقي والتشجير المثمر وتغطية المخاطر المناخية والحفاظ على
الأنظمة الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، مشيرا إلى أن التحكم في مياه السقي وترشيدها يقع في صلب إستراتيجية التأقلم مع التغيرات المناخية لمخطط المغرب الأخضر، وذلك من خلال برامج مهيكلة للتهيئة الهيدروفلاحية، حيث تم تجهيز 560 ألف بالتنقيط حتى متم 2018، كما تم توسيع السقي على 000 82 هكتار، منها 200 33 هكتار تم إنجازها، إضافة إلى صيانة 000 150 هكتار من السقي الصغير والمتوسط، ثم تعبئة واستغلال المياه السطحية والمياه غير التقليدية من أجل التخفيف من المخاطر المناخية. من جهة أخرى، يورد التقرير، تم وضع برنامج للتحول وتكثيف التشجير المثمر، يرمي إلى تحويل زراعة الحبوب المتسمة بالحساسية تجاه التقلبات المناخية بزراعات أكثر مناعة وأكثر تثمينا للأراضي الزراعية، خاصة منها الأشجار
المثمرة. وأبزر التقرير، أن ممارسات الفلاحين على الميدان توضح بأن أنظمة الإنتاج قد تطورت لتمكن من الجمع بين الأشجار المثمرة والحبوب كزراعة بينية. إضافة إلى ذلك، فبرامج الـتكثيف التي تروم عصرنة وصيانة المغروسات القائمة مكنت من تحسين الإنتاج (عصرنة البنية التحتية للسقي و تحسين الممارسات الزراعية وتثمين الإنتاج والمكننة ….( وشكلت التحديات المناخية على الدوام، وفق المصدر ذاته، تهديدا جادا وإكراها دائما أمام تنمية القطاع الفلاحي بالمغرب. ويطبع المناخ المغربي عدم انتظام التساقطات في الزمان والمكان، وكذا ارتفاع معدل درجات الحرارة السنوية، مما تترتب عنه فترات من الجفاف متفاوتة الشدة ومنتظمة أكثر في حدوثها. وتوضح الإسقاطات المناخية، المتعلقة بالتساقطات ومعدل درجات الحرارة السنوية لـــ GIEC في أفق 2050 مقارنة مع سنة 2010 ، أن الجفاف سيرتفع تدريجيا بالمغرب بسبب انخفاض التساقطات المطرية بـ 11 في المائة وارتفاع درجات الحرارة بـ 3.1 درجة مئوية.
وسيكون لهذه المتغيرات انعكاسات سلبية على الفلاحة، على مستوى انخفاض وفرة مياه السقي التي يمكن أن تصل إلى أزيد من 25 في المائة على مستوى الخزانات، وعلى مستوى انخفاض مردودية الزراعات غير المسقية التي يمكن أن تصل إلى 10 في المائة في بعض المناطق. كما ستكون لها انعكاسات سلبية فيما يتعلق بضياع في خصوبة التربة نتيجة لتأثيرات عوامل التعرية المائية والريحية وانخفاض محتواها من المواد العضوية، وكذا تراجع في الإنتاج الحيواني نتيجة الانعكاسات السلبية على الإنتاج النباتي، وكذا انخفاض الموارد المائية. وبهدف الحد من تأثيرات التغيرات المناخية وتأمين استدامة الفلاحة وتحسين مناعتها وتكيفها، أكد التقرير، على انخرط مخطط المغرب الأخضر، في انسجام مع السياسة المغربية بالنسبة للتغير المناخي، في مجهودات التأقلم مع التغيرات الفلاحية والحد من تأثيراتها. :
قد يهمك ايضا:
"الفلاحة" المغربية تؤكّد أن التدخل السريع جنّب واحة تيزنيت أضرارًا فادحة
عاصفة الصقيع تلحق الضرر بالمحاصيل الزراعية في 27 جماعة قروية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر