الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
منازل محطمة ومحاصيل متلفة وقطعان ماشية متفحمة وعائلات هجرت منازلها قسرا، هكذا تبدو المظاهر الأولى للحريق المهول الذي أتى على مساحة شاسعة من الغطاء الغابوي الكثيف بعدة مداشر ودواوير ضواحي القصر الكبير بإقليم العرائش.هنا دوار العزيب علامات الصدمة بادية على وجوه الساكنة التي فقدت مساكنها وممتلكاتها، ومظاهر الخراب تتراءى للوافد وراء الجبل تحولت معها مكونات الغابة إلى رماد، قلبت التجمع السكاني رأسا على عقب.
محمد المريني، من ساكنة دوار العزيب الأعلى، أوضح أن التجمع السكاني تضرر بشكل بالغ وكبير بعدما داهمت ألسنة اللهب السكان ولم تترك لهم فرصة إخراج متاعهم بفعل هبوب رياح الشركي الذي ساهم في انتشار الحريق، الذي تجهل أسبابه، وأتى على عشرات البيوت والتهم محتوياتها وأجلى الأسر التي باتت مشردة.
وشدد المريني، في تصريح على أن الحريق يواصل ابتلاع الأخضر واليابس، مستحضرا توقف عمليات الإطفاء طيلة صباح اليوم الجمعة قبل أن تعود طائرتان، واحدة من نوع كنادير وأخرى من نوع توربوتراش، إلى التحليق وتفعيل طلعات جوية في حدود الثالثة والنصف بدوار تارية.
وفند المتحدث ذاته المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها بين الفينة والأخرى بخصوص السيطرة على الحريق، مؤكدا استعار النيران التي باتت تطوق مداشر تاريا والدمنة واحميموا وتتجه نحو قبيلة بني كرفط، مدينا تأخر السلطات في الاستجابة لنداءات الساكنة بعد عصر يوم أول أمس وفي بداية نشوب الحريق.
بنبرة مكسورة وقسمات جامدة، تحدثت فطيمو عن اللحظات الأولى للفاجعة، مبرزة أن الحريق كان بالإمكان السيطرة عليه في بدايته إذا كانت الاستجابة لنداءات شباب المنطقة في الوهلة الأولى.
وطالبت السيدة الستينية، في تصريح بضرورة تقديم المساعدات للمتضررين وتمكينهم من أغذية وأفرشة بعدما فقدوا كل شيء. وزادت متابعة: “البهايم ماتوا والزرع تحرق والزيت والزيتون مشاو، غير ربي حفظ أما كون مشينا حتى حنا”.
وإلى حدود الرابعة وخمس دقائق من يوم الجمعة، تواصل رقعة الحريق في الاتساع وسط تصاعد أدخنة كثيفة تحجب مجال الرؤية؛ لكنها لن تخفي فداحة الخسائر التي حولت الغابة إلى أراض جرداء في انتظار رحمة من السماء.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر