آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

حرب في كينيا ضد الجراد المدمر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - حرب في كينيا ضد الجراد المدمر

الجراد الصحراوي
نيروبي-الدار البيضاء اليوم

مع طلوع الفجر، يحلق كيران ألين بمروحيته فوق السهول في وسط كينيا ليبدأ بمطاردة الجراد.يسابق ألين الوقت قبل أن تفرد الشمس أشعتها الدافئة وتهاجم هذه الحشرات النهمة الأراضي الزراعية المجاورة.هذا الطيار الذي تستخدم طائرته عادة في السياحة أو مكافحة الحرائق أو إنقاذ متنزهين في محنة، تحول إلى حارس في مواجهة أمواج الجراد التي تجتاح البلاد منذ ما يقرب من 18 شهرا، آتية من الصومال وإثيوبيا المجاورتين.في يناير/كانون الثاني وحده، قطع كيران ما لا يقل عن 25 ألف كيلومتر، محلقاً فوق السهول الشاسعة التي ترعى فيها الحمير الوحشية ومزارع الذرة الخضراء ووديان الغابات والمساحات القاحلة الواقعة إلى الشمال.

في ذلك الصباح، تلقى إشارة عبر الراديو. عليه تغيير الاتجاه والتوجه إلى سفوح جبل كينيا، حيث أبلغ الأهالي مركز مكافحة الجراد عن وجود سرب منها.يؤكد الطيار ما إن يصل إلى المنطقة عبر الراديو "أرى لونًا ورديًا على الأشجار"، مشيرًا إلى سرب من الجراد يغطي مساحة من نحو 30 هكتارًا على حافة غابة الصنوبر.يشير اللون الوردي الداكن إلى أن الحشرات في طور نموها، عندما يتملك منها الجوع.تقع المزارع المجاورة على مسافة جيدة من المنطقة. يتصل كيران ألين بطائرة ستصل بعد بضع دقائق لرش المبيدات.على الأرض، وتحت أشعة الشمس الدافئة، تطير سحابة الجراد السميكة مصدرة حفيفًا يشبه حفيف المطر الخفيف. سوف يستغرق المبيد بضع ساعات ليفعل فعله.يقول كيران "إن حقول القمح هذه تغذي قسمًا كبيرًا من البلاد. وستكون كارثة إذا وصلت إليها"، مشيرًا إلى مزرعة واسعة في هذه المنطقة شديدة الخصوبة من جبل كينيا.

موجة ثانية

ينتقل الجراد الصحراوي الذي غزا تسع دول من شرق إفريقيا منذ منتصف عام 2019 ولا سيما كينيا وإثيوبيا والصومال وكذلك إريتريا والسودان وتنزانيا وجيبوتي، ضمن أسراب مدمرة من ملايين أو حتى مليارات الحشرات التي تجتاز مسافة تصل إلى 150 كيلومترًا في اليوم، مدمرة كل ما يقع في طريقها من مزروعات.تلتهم كل جرادة ما يعادل وزنها من النبات ويزداد عددها بمقدار 20 مرة كل ثلاثة أشهر.وساهمت في تكاثر هذه الحشرات مواسم الأمطار الأخيرة التي كانت من بين أكثر المواسم رطوبة منذ عقود. شهد بعض البلدان مثل كينيا مثل غزو الجراد هذا منذ 70 عاماً، وعانت الاستجابة الأولى لمكافحتها من ضعف التنسيق ونقص المبيدات والطائرات لنشرها، وفق سيريل فيران، الخبير لدى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) المقيم في نيروبي.

لوقف الموجة الثانية التي تضرب كينيا وإثيوبيا والصومال حاليًا، نشرت السلطات موارد إضافية.في كينيا، تعاونت الفاو مع شركة "51 ديجريز" المختصة في إدارة المحميات والتي أعادت توليف برمجياتها المستخدمة لرصد الصيد الجائر أو الحيوانات البرية المصابة أو قطع الأشجار غير القانوني، وأضافت إليها رصد أسراب الجراد.كما استُحدث خط مباشر لتلقي المكالمات من وجهاء القرى أو كشافة مدربين يبلغ عددهم 3000 منتشرين على الأرض.يجري تشارك المعلومات حول حجم الأسراب وخط سيرها مع الحكومات والمنظمات التي تعمل على مكافحة هذه الآفات.يقول باتيان كريج، مدير شركة "51 ديجريز": "لقد تغير نهجنا تماماً بفضل البيانات الجيدة والسريعة والدقيقة".على الجانب الكيني، تركزت العمليات على "خط الدفاع الأول" في مناطق حدودية نائية وأحياناً وعرة مع إثيوبيا والصومال، مما أدى إلى تفتيت أسراب ضخمة قبل وصولها إلى الأراضي الزراعية في كينيا.عندما يتغير اتجاه الرياح وتعود الأسراب إلى إثيوبيا، يتولى الطيارون الذين ينتظرون عبر الحدود زمام الأمور.

لم يتبق شيء

يقول سيريل فيران إن غزو الجراد أثر على غذاء نحو 2,5 مليون شخص في عام 2020 ومن المتوقع أن يؤثر على 3,5 مليون شخص في عام 2021 في جميع أنحاء المنطقة.ويمكن للتنبؤ بهطول كمية أقل من المتوسط من الأمطار جنبًا إلى جنب مع تحسين الرصد أن توقف الغزو، لكن من الصعب تحديد متى سيوضع حد نهائي له.كما لا يمكن استبعاد حدوث غزوات أخرى. إذ يقول الخبير إنه مع التقلبات المناخية الكبيرة في المنطقة: "علينا أن نبدأ في النظر في ما يجب أن نحصل عليه من أدوات إذا بدأت المنطقة تشهد زيادة في الغزوات المتكررة".في غضون ذلك، تستمر الموجة الثانية من الجراد في إحداث الفوضى.في قرية ميرو، يكتسح الجراد النهم مزرعة جين جاتوموا التي تزرع الذرة والفاصوليا على مساحة خمسة هكتارات تقريبًا.تقول المزارعة: "لقد وصلت قبل حوالي خمسة أيام وهي تدمر كل شيء. تساعدنا هذه المحاصيل على دفع الرسوم المدرسية للأطفال وتؤمن لنا القوت.. لم يتبق لنا شيء الآن، وسنواجه مشكلة كبيرة".

قد يهمك ايضا:

 العلماء يبيّنون أن "رائحة لا تقاوم" مسؤولة عن تشكل أسراب الجراد

التغيرات المناخية في شرق أفريقيا تدعم تكاثر وغزو الجراد

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب في كينيا ضد الجراد المدمر حرب في كينيا ضد الجراد المدمر



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca