آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ندبن حظَّهن العاثر وأبدين التعاسة التي تحرق قلوبهن على أسرة المتعة العابرة

مغربيات يمتهن الدعارة وبيع الهوى بحثًا عن السترة ولقمة العيش في المدينة الحمراء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مغربيات يمتهن الدعارة وبيع الهوى بحثًا عن السترة ولقمة العيش في المدينة الحمراء

ممارسة الدعارة وبيع الهوى
مراكش - إسماعيل البحراوي

كشفت مجموعة من النساء، اللاتي يكسبن قوت يومهن من ممارسة الدعارة وبيع الهوى، عن أبرز الأسباب والدوافع التي تجبرهن على سلك هذا المسار المنبوذ اجتماعيًا وأخلاقيًا في عتمة الليل وغياهب الطرقات.

وأكدت بائعة الهوى والتي تُدعى "السعدية" بالغة من العمر (41عامًا)، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، أنَّها خرجت من بيتها تبحث عمن يسد عنها فاتورة الماء غير المؤداة، وأجرة منزلها المتراكمة من فرط الأشهر الضيقة.

وأوضحت السعدية التي تجاوزت عتبة بيتها غاضبة والتعاسة تنفذ في لحمها كما تنفذ الإبرة في قطعة القماش, تجر خطاها في انهيار وصدرها جياش وقلبها خافق, تطأ الخجل وترشف هواء المذلة والإهانة, تمقت نفسها.

ومشت تلف أعصابها التي فقدتها ليلة البارحة في مرقد رجل اصطادها من جردة باب دكالة أمام المحطة الطرقية، وانقض بكل قواه على عواطفها, ومد راحته يمررها على شعرها الأسود فنال رغبته الجنسية مقابل ثمن لا يسدد لها فاتورة الماء، وفق ما صرّحت به.

أما "الباتول" بالغة من العمر (33عامًا), وأم لطفلة عادت صباحًا, هاربة تجتر مرارة تلك الليلة التي قضتها مع رجل بات يسل فتيلًا أسود الجوف, ويوقد عود الكبريت أمام أعينها الحمراوين, ملأ رئتيه وقال هامسا في أذنها, وفق الباتول، "دوزي معايل هاذ الليلة ونعطيك ألحبيبة اللي حبات خاطرك"، لعنته في قرارة نفسها ورمته بنظرات قاسية, ثم اكتفت بعدها بابتسامة مصطنعة عسى أن تفوز منه ببعض الدريهمات، كما أوضحت.

إنه نشاط نساء ضاق عيشهن تحت مطرقة غلاء المعيشة وسندان المتعة العابرة, التي اقتضته ضرورة الحياة, حيث أصبح من العادي في مدينة كمراكش, أن تصادف ظاهرة اجتماعية تخدش الحياء العام في أماكن عمومية تعج بالمارة والباعة,وغيرهم ممن تقع أعينهم فجأة على تجمعات نسائية بمختلف الفضاءات المعروفة بذلك والتي تشبه "الموقف".

نساء يظهرن كمن يبحث عن عمل, أو كأنهن في مكان عام للفسحة والترفيه, لكن كل ما في الأمر هو أنهن نساء يعرضن أجسادهن المنهكة لمراهقين قدموا من الأحياء الشعبية للمدينة, بأثمان بخسة لا تتجاوز 50 درهمًا, إذ لم يرغب الزبون في المبيت, أو 100 درهم, يدفعها الزبون قبل ولوج الغرف المفروشة المهيئة لهذا الغرض, أو الذهاب إلى دوار تابع للمدينة.

فاطمة امرأة مربوعة القد, مطلقة, جميلة المظهر, لم يتجاوز عمرها الثلاثين, طالعها عشريني بابتسامة ثم غمزة, حينها ظلت فاطمة صامتة, ألح الشاب على مضايقتها وهو يلتهمها بعينيه, فابتسمت ما شجعه على الاقتراب منها, مبادرًا إياها بكلمات رقيقة لعلها ترضى عنه, مقابل دريهمات طمعًا في احتضانها خارج المباح, تقول لطيفة صديقتها، "إنَّ فاطمة ماتت بين أحضان هذا الأخير في ظروف غامضة ضواحي المدينة".

أما بشرى، صرّحت بنبرة حزينة "لم تعد ذكرى زواجي تتحرك في قلبي, إلا مصحوبة بالأسف والأسى والحزن", مضيفة, "سرعان ما ظهر تمرده علي بعد أشهر معدودة من زواجنا، عشت معه في قهر وحكر, كان سببًا في فسادي".

وتابعت بعدما اختنق صوتها بالبكاء، "لا أحد يموت جوعًا، لكن المرأة تبقى في الأصل شريفة وطهورة, وهي في حاجة ماسة إلى رجل يشعرها بالدفء أنوثتها, ويحفظ كرامتها من القلوب المريضةّ".

 وهكذا يمضين نساء الدعارة الرخيصة في المدينة الحمراء يومهن, كما يمضين مساءاتهن, وسيمضي غدهن بلا أمل, ما عدا البحث عن لقمة عيش للاستمرار في الحياة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربيات يمتهن الدعارة وبيع الهوى بحثًا عن السترة ولقمة العيش في المدينة الحمراء مغربيات يمتهن الدعارة وبيع الهوى بحثًا عن السترة ولقمة العيش في المدينة الحمراء



GMT 09:29 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري وميغان ماركل يُطلقان مشروع جديد لدعم المرأة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca