قبل أن تحلق بطائراتها العسكرية “KING”، تجتمع الكومندار هناء الزروالي، بمعية ضباط طيارين متدربين، داخل مقر العمليات الجوية العسكرية بالقاعدة الملكية الجوية الثالثة بالقنيطرة، من أجل معرفة تفاصيل الرحلة الجوية، ومعلومات الطائرة، وحالتها الفنية، وخط سير الرحلة، والأحوال الجوية، تقول الكومندار: “لا بد من المرور عبر هذا المسار قبل أي إقلاع جوي”، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي التوقيع على دفتر المهمات.
برشاقتها المعهودة داخل القاعدة الملكية الجوية الثالثة بالقنيطرة، تنتقل الكومندار هناء الزروالي، ربان ومدرب طيران في طائرة KING، من قاعة العمليات إلى مدرج المطار الخاص بالقاعدة الجوية، هي مثال بارز على نجاح المرأة المغربية في أحد أصعب الميادين العسكرية التي تتطلب تركيزا عاليا ومهارات استثنائية، وهو التحليق بالطائرة العسكرية C130.بالقرب من طائرتها KING داخل القاعدة الملكية الجوية الثالثة، تحكي الكومندار الزروالي مسار حياتها المهنية المليئة بالتحديات قائلة: “تخرجت من المدرسة الملكية الجوية بمراكش سنة 2006 بشهادة مهندس دولة في مجال الطيران.
بعدها تخصصت في ميدان الطيران، جئت إلى القاعدة الجوية الثالثة للقوات الملكية الجوية بالقنيطرة عام 2008، وهنا تخصصت في طيران النقل وحصلت على شهادة ربان طائرة في طائرة C130″.الزروالي، التي تعمل ربان طائرة ومدرب طيران في طائرة King Air، تقول، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “هذا الميدان مليء بالتحديات والصعوبات سواء بالنسبة للعنصر النسوي أوالرجالي، بحيث أن العنصر النسوي له ارتباطات في المجال العائلي ونحاول التنسيق بين الحياة المهنية والعائلية مثل كل باقي نساء المغرب”، داعية “جميع النساء والفتيات المغربيات إلى الولوج إلى ميدان الطيران الحربي”.
وتحكي الكومندار الزروالي بفخر واعتزاز أنها كانت أول امرأة تقود طائرة عسكرية، مضيفة أن “العنصر النسوي أصبح موجودا في هذا الميدان؛ وهو ميدان عادي، سواء بالنسبة للرجال أو النساء”.
وعن تحديات المهنة العسكرية، تقول الزروالي إنها لم تكن تفكر في أن تصير طيارا حربيا؛ ولكن عندما أتيحت لها فرصة ولوج المدرسة الملكية الجوية بمراكش، “فكرت في الموضوع وقررت أن أصبح ضابطة في صفوف القوات المسلحة الملكية الجوية”.
ودائما في نفس مجال الطيران، تشارك الرقيب سعاد مغاري، مساعد ربان على طائرة CASA CN-235 بالقاعدة الملكية الجوية الثالثة بالقنيطرة، نفس طموحات زميلتها الكومندار هناء الزروالي، حيث تحكي عن مسارها المهني: “بعد حصولي على شهادة الباكالوريا، التحقت بالمدرسة الجوية الملكية بمراكش، درست بها سنتين للأقسام التحضيرية، وثلاث سنوات من أجل الحصول على دبلوم مهندسة دولة. حصلت على شهادة طيار من الدرجة الأولى، ثم بعد ذلك مساعد ربان على متن طائرة CN-235.
وتنتمي الكابتان مغاري إلى كوكبة الدعم والإيصال بالقاعدة الملكية الجوية الثالثة، حيث من بين المهام التي تقوم بها نقل المسافرين والبضائع ونقل المظليين ومهام تكتيكية أخرى.ويعبر الرائد صلاح الدين جطي، قائد كوكبة الدعم والإيصال بالقاعدة الملكية الجوية الثالثة بالقنيطرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن اعتزازه بوجود طاقم يضم ضابطات طيارات. ويقول: “نحتفل اليوم بعيد المرأة، وأريد أن أهنئ جميع النساء المغربيات على نجاحهن في جميع الميادين، خصوصا العنصر النسوي بالمؤسسة العسكرية وبالضبط داخل القوات الملكية الجوية”.
ويضيف المسؤول العسكري قائلا: “لقد حققت المرأة المغربية نجاحات مهمة في ميادين صعبة كميدان الطيران الجوي العسكري، ونفتخر بوجود النساء بيننا، حيث إنه يوجد 8 نساء مساعدات طائرات داخل كوكبة الدعم والإيصال بالقاعدة الملكية الجوية. هذه مفخرة لنا”.
أما الرقيب أسماء حسيكة، مساعد قائد الطائرة على متن طائرة هرقل سي-130 ومهندسة دولة في الطيران العسكري، فتقول إن “ولوج ميدان الطيران العسكري لم يكن بالصدفة، وإنما كان ثمرة مجهودات جبارة طبعت مشواري الدراسي”.البداية، تضيف حسيكة، في تصريح لجريدة هسبريس، “كانت من مدينة مراكش عام 2002 حيث التحقت بالثانوية الملكية الإعدادية للتقنيات الجوية وقضيت بها ثلاث سنوات، تمكنت بعد ذلك من الحصول على شهادة الباكالوريا “علوم رياضية ب” بميزة حسن، بعدها ولجت الأقسام التحضيرية للمدارس العليا للمهندسين. بعد نجاحي في المباراة الوطنية المشتركة، تمكنت من ولوج المدرسة الملكية الجوية بمراكش، حيث درست ثلاث سنوات في اختصاص هندسة طيران.
وتابعت المتحدثة: “ومن أجل الحصول على اختصاص الطيران، كان لزاما استكمال الدراسة لثلاث سنوات أخرى؛ السنة الأولى في مراكش بمركز تكوين الطيران من أجل الحصول على الشهادة الأولية، والسنة الثانية في القنيطرة بمركز النقل الجوي من أجل الحصول على الشهادة العليا، والسنة الأخيرة في مركز تكوين أطقم النقل الجوي”.
غير بعيد عن مجال الطيران، تقضي الكولونيل نادية العلمي، مراقبة جوية ببرج مراقبة القاعدة الملكية الجوية الثالثة، كل أوقاتها داخل برج المراقبة الخاص بالقاعدة، تقول في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “من مهام المراقبة الجوية تسيير وإدارة الحركة الجوية بالمنطقة المحيطة بالمطار، حيث تتطلب هذه المهنة تركيزا عاليا وحس المسؤولية والسرعة في اتخاذ القرارات الصائبة؛ لأنه ليس لدينا الوقت الكافي للتفكير في الحل”.
ومن بين التحديات التي تواجه المرأة العسكرية تقول الكولونيل في تصريح لهسبريس إنها مرتبطة بالتوقيت غير العادي مقارنة بالمهن الأخرى، حيث إن المراقِبة الجوية يجب عليها أن تكون حاضرة 24/24 ساعة في العمل، ونحاول أن نوازي بين الحياة المهنية والحياة العائلية”.ومن جانبها، الكابتان سناء عماري، حاصلة على دبلوم هندسة الدولة تخصص ميكانيك الطائرة من المدرسة الملكية الجوية، تقول: “مشواري بدأته قبل 10 سنوات بالقاعدة الملكية الجوية الثالثة كرئيسة ورشات صيانة طائرات C27J في هذا المنصب كانت مهمتي هي إعداد وتحضير وتتبع ورشات صيانة الطائرة، ثم بعد ذلك انتقلت للاشتغال كمديرة للعمليات داخل القاعدة الجوية، بالإضافة إلى تتبع ورشات الصيانة”.
وتشير المسؤولة العسكرية داخل إحدى ورشات الميكانيك بالقاعدة الملكية الجوية الثالثة بالقنيطرة إلى أن من “بين مهامي حاليا تتمثل في مراجعة مطابقة أعمال الطائرة للمراجع الموجودة”، مشددة على أن “هذا المجال فيه مسؤوليات كبيرة، ويتطلب جهدا جسمانيا كبيرا؛ لكن هذه التحديات نتجاوزها بفضل زملائنا الذكور، الذين يحترمون عملنا ويثقون في كفاءتنا العلمية والمهنية”.
اقرأ ايضا
"الداخلية" تستجيب إلى قومي المرأة في مواجهة التحرش وتعين ضابطات
قبولُ النساء المغربيّات ضابطات في سلاح البحريّة بعدما كان حكرًا على الذكور
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر