آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية "شامة" لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية

العنف الممارس ضد النساء المغربيات
الرباط _ الدار البيضاء اليوم

إذا كانت تجربة الإغلاق الشامل التي فرضتها السلطات المغربية منذ مارس/آذار الماضي لمواجهة فيروس كورونا المستجد، قد شكّلت بالنسبة للعديدين فرصة لتعزيز الترابط الأسري وتثمين العلاقات بين أفراد العائلة، فإنها وعلى نقيض ذلك شكّلت لدى العديد من النساء تجربة مريرة تحولت إلى "جحيم" جراء ما تعرضن له من عنف طوال تلك فترة حسب عدد منهن.

" لم يكن البيت الذي يؤويني أنا وأبنائي خلال فترة الحجر الصحي آمنا، فقد تعرضت فيه لكل أشكال العنف الجسدي واللفظي من قبل زوجي، هذا العنف الشبه يومي حول حياتي إلى كابوس لم أتوقع أنني سأعيشه يوما" تحكي سعاد (38 سنة) عما عاشته من تعنيف زوجي خلال فترة الإغلاق.
وارتفاع حالات العنف الممارس ضد النساء المغربيات خلال فترة الإغلاق، واقع أكده أيضا تقرير لفدرالية رابطة حقوق النساء، الذي كشف عن تلقيه 1774 اتصالا هاتفيا منذ شهر مارس الماضي، للتصريح بالتعرض للعنف عبر منصات الاستماع والتوجيه القانوني النفسي الخاصة به، وهو ما يمثل زيادة تفوق 31 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2019.
وفي سابقة من نوعها، استعان صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالروبوت المغربية "شامة"، لإطلاق حملة من 16 يوما لمناهضة العنف والتمييز الاجتماعي ضد النساء، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام.

 من خلف الأبواب
تقول سعاد من مدينة الدار البيضاء، بأن "زوجها الذي كان يقضي أغلب وقته بين العمل والمقهى، ولا يعود إلى المنزل سوى في ساعة متأخرة من الليل، وبعد أن فقد عمله وألزم عليه الحظر المكوث في البيت، أصبح مزاجيا وعصبيا بشكل ملحوظ، كما بات يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون المنزل".
تستطرد سعاد الأم لطفلين أنها "كانت خلال تلك الفترة تتعرض لجميع أشكال التعنيف المنزلي وأمام أعين أبنائها، لكنها لم تكن تقوى على الاتصال بالأرقام الخاصة بخلايا الاستماع للنساء المعنفات، رغبة منها في المحافظة على زواجها، وعلى لحمة بيتها، وإن كان على حساب صحتها النفسية والجسدية".
لا تختلف حالة أمينة عن سعاد، والتي تقول "كنت أترك منزل زوجي كلما تشاجرت معه لأقصد منزل والدي دون تردد، غير أنه كان علي خلال فترة الحظر تحمل تعنيفه المستمر، إذ لم يكن أمامي خيار سوى ملازمة البيت، رغم أن ما تعرضت له من عنف كان مبالغا فيه".
تتذكر أمينة (43 عاما) من مدينة القنيطرة، إحدى نوبات الغضب التي انتابت زوجها في ليلة من ليالي الحظر وتقول: "قام بضربي ضربا مبرحا سبقه تعنيف نفسي، وبعدها طردني ليلا من البيت، فاضطررت للمبيت عند جارتي، إلى أن هدأ من روعه في اليوم الموالي".

العنف النفسي يتصدر القائمة
سعاد وأمينة نموذجين لعشرات النساء المغربيات ممن تعرضن للعنف، بشتى أنواعه وأشكاله خلال فترة الإغلاق والحظر، حسب ما تؤكده هيئات مدنية تدافع عن حقوق المرأة في مختلف مناطق المملكة، ووفق تقرير لفدرالية رابطة حقوق النساء، أصدرته بمناسبة الحملة الأممية لحماية العنف، فإن 4663 فعل عنف قد مورس على النساء والفتيات المغربيات بمختلف أنواعه وتجلياته خلال فترة الحجر الصحي.
وتصدر العنف النفسي قائمة أنواع العنف التي صرحت بها النساء خلال الفترة المذكورة، وذلك بنسبة 47.9 في المائة، يليه العنف الاقتصادي بنسبة 26.9 في المائة، أما العنف الجسدي فقد احتل المرتبة الثالثة بنسبة 15.2 في المائة، حيث سجلت الفدرالية 709 فعل عنف جسدي منها قتل سيدة ومحاولة قتل اخرى.
كما سجلت منصة الاستماع التي وضعت رهن إشارة النساء والفتيات منذ 16 مارس الماضي، العديد من حالات العنف الزوجي التي صرحت بها النساء، شكل العنف الجنسي 5.1 في المائة منها. 

صعوبة التبليغ عن العنف
وكشفت الفدرالية المدافعة عن حقوق النساء، أن العنف الممارس على المرأة شهد ارتفاعا مستمرا خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، كما سجلت أن النساء المعنفات وجدن صعوبات وإشكالات عديدة للتبليغ عن العنف الذي مورس عليهن خلال فترة الحجر والطوارئ الصحية.
واعتبرت الهيئة النسائية أن قرار تعليق العمل بالمحاكم وضبط عملية الولوج إليها، زاد من تفاقم وضعية العديد من النساء اللواتي وجدن أنفسهن عاجزات عن الوصول إلى العدالة قصد الحصول على حقوقهن وحقوق أبنائهن.
ودعت الفدرالية ضمن توصيات قدمتها في تقريرها إلى ضرورة وضع تدابير خاصة، تضمن تسهيل وتسريع حصول النساء ضحايا العنف أو المهددات به وأفراد من أسرهن على حق التنقل من مدينة إلى أخرى خلال فترة الطوارئ الصحية، ضمانا لسلامتهن وحماية لهن ولأطفالهن من العنف.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الدفاع عن النساء
تختلف الطرق والأساليب التي ينهجها صندوق الأمم المتحدة للسكان كل سنة في برامجه وأنشطته الموجهة لمحاربة العنف ضد النساء، حيث اختار الصندوق هذه السنة العمل بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، لاستكشاف إمكانية الذكاء الاصطناعي في مكافحة جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات.واستعان صندوق الأمم المتحدة للسكان بالروبوت المغربية "شامة"، في إطلاق الحملة العالمية لمناهضة العنف، من خلال شريط فيديو للتعبئة ضد العنف على المنصات الرقمية الخاصة بصندوق الأممي.
تقول الباحثة في الذكاء الاصطناعي والأستاذة في جامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، هاجر مصنف، أن الروبوت شامة تتوفر على خوارزميات دقيقة تصنف ضمن الذكاء الاصطناعي، تمكنها من التفاعل مع الانسان والإجابة على الأسئلة الموجهة إليها باللغة العربية، كما تمنحها القدرة على تحليل تعابير الوجه.
وعن فكرة صنع ربوت مغربي، توضح الباحثة المشرفة على هذا الاختراع، أن التحدي كان في بداية الأمر هو إخراج الروبوت إلى أرض الواقع باستعمال مواد بسيطة جدا، وبالاعتماد على كفاءات مغربية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وحول مشاركة الروبوت "شامة" في الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، تقول الباحثة في الذكاء الاصطناعي، أن هذا ربوت لا يمتلك أي أحاسيس أو ضمير لكنه مع ذلك يناهض العنف ضد المرأة، وهو ما ينبغي الاقتداء به من قبل الإنسان خاصة من يمارس العنف على المرأة.
وتضيف الباحثة المغربية، أن الشراكة بين الجامعة المغربية والصندوق الأممي للسكان، تهدف بالأساس إلى توظيف جميع إمكانيات الذكاء الاصطناعي، للوقوف ضد العنف الممارس على النساء، اللواتي يمكنهن البوح والدردشة مع الروبوت بدون قيود أو حرج.

وقد يهمك ايضا:

رئيس الحكومة المغربية يؤكد أن محاربة العنف ضد النساء يتطلب الإرادة

جمعية التحدي تطلق مشروع الانترنيت لمواجهة العنف الرقمي ضد النساء

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية شامة لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية شامة لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca