آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يقف حراس مدججون بالسلاح على بابه يمنعون دخول أي شخص إلا بإذن

العربية الفصحى والإنجليزية لغة نساء "الدواعش" في مخيم "الهول" شرق "الحسكة"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - العربية الفصحى والإنجليزية لغة نساء

مخيم الهول شرق الحسكة
دمشق-الدارالبيضاء اليوم

في قسم منعزل داخل مخيم الهول شرق الحسكة يطلق عليه «فيز المهاجرات»، يقف حراس مدججون بالسلاح من «قوات سوريا الديمقراطية» على بابه. يمنعون دخول أي شخص إلا بإذن من إدارة المخيم وقوات الأمن الداخلي. هذا المكان يبدو أنه مخصص لنساء عناصر «داعش» وأبنائهن.

نساء؛ بملامح أوروبية وروسية وآسيوية وعربية قطعنَ مسافات طويلة لتحقيق حلم تبيّن أنه وهم في الواقع وسحابة صيف، قدمن من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا ومن هولندا ودول غربية كثيرة، بالإضافة إلى روسيات ومن الشيشان وأذربيجانيات ومن إندونيسيا وماليزيا وتركيا، إلى جانب عربيات من تونس والمغرب ومصر وغيرهنّ من اللاتي خرجنّ من بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، بعد القضاء على وجود التنظيم المتطرف في سوريا بشهر مارس (آذار) العام الجاري.

- 160 امرأة وطفل
كثير من النساء تساءلن بغضب واستغراب وارتسمت علامات الحيرة على وجوههن وأردن الحصول على إجابات شافية، فالمخيم يؤوي نساءً وأطفالاً تخلى عنهم آباؤهم من عناصر التنظيم إما بالذهاب إلى جبهات القتال وقتلوا؛ أو استمروا بالقتال واستسلموا في الباغوز وهم محتجزون خلف القضبان ومصيرهم مجهول، كما تخلت عنهم حكوماتهم وترفض معظم الدول استعادة رعاياها رغم مطالبات الأكراد وحليفتها الولايات المتحدة.

اقرا ايضا:

استمرار معاناة العائلات العراقية على الحدود مع سورية

 

وتقول سيدة ألمانية إنها قدمت إلى سوريا بداية 2015 وتزوجت من مقاتل ألماني في صفوف التنظيم ليقتل بعد عام من زواجهما ثم تزوجت من مقاتل روسي. شرحت أنه لم يتبقَ معها مال كافٍ لتصرف على نفسها وطفليها، وقالت: «لم أعد أملك المال لأعيش هنا ولا توجد اتصالات كي أطلب من عائلتي هناك في بلدي»، تساءلت: «متى سنخرج من هنا؟ يجب إخراجنا سريعاً! حالتي تزداد سوءاً كل يوم».

وهذه السيدة و160 امرأة وطفلاً ألمانياً ينتظرون من حكومتهم السماح لهم بالعودة، لكن دولتهم ومعظم الدول الغربية رفضت استعادة رعاياها من مواطنيها الموجودين في مخيم الهول والمحتجزين لدى «قوات سوريا الديمقراطية».
هذه الألمانية أم لطفلين، الأول ولد من زوجها الألماني الذي قتل بغارة جوية من طيران التحالف، والثاني ولد بالباغوز من مقاتل روسي لا تعلم عنه شيئاً، إذا كان على قيد الحياة أم قتل في المعارك الدائرة قبل فرارهم، لتضيف: «لهذه الدرجة أصبحت عبئاً على حكومتي حتى ترفض استقبالي، ماذا فعلت! كنت ملازمة المنزل طوال الوقت ولم أرتكب جريمة، لقد خدعت كحال الجميع»، على حد تعبيرها.
في هذه البقعة الصحراوية من سوريا والتي تبعد نحو 30 كلم عن الحدود العراقية؛ تتعدى درجات الحرارة 45 درجة مئوية، فالمخيم الذي صمم لاستقبال 20 ألف شخص بحده الأقصى؛ تجاوز عدد قاطنيه الآن سبعين ألفاً، غير أن بعض النسوة لم تستسلمن لحالة الانتظار وافتتحنّ سوقاً محلية، وعلى جانبي الشارع الرئيسي نُصبت أكشاك تعرض مواد غذائية وخضراوات وفاكهة صيفية، بالإضافة إلى مأكولات شعبية خاصة بجنسية صاحبة المحل وبعض أنواع الحُلي والإكسسوار و«الميك أب».
وفي السوق، حيث ضجيج الأطفال والنساء اللواتي يتحدثون بجميع لغات العالم، بينما اللغة المشتركة بين البائعة وزبائنها عموماً تكون الإنجليزية أو العربية الفصحى، وقالت سيدة تتحدر من إندونيسيا: «إن هذه الأشياء كانت محرمة أيام (الدولة)، أما اليوم بات بالإمكان عرضها وبيعها ومعظم النساء تقمن بشرائها».

أما الخضراوات والفاكهة عرضت في صناديق مصفوفة، توجد بداخلها طماطم وباذنجان وبصل، فضلاً عن الكرز والمشمش والخوخ، وبقربها حفاظات للأطفال وعلب حليب، مع اكتظاظ المارة والبائعات المتجولات، وكل من تسكن هذا القسم لا تعلم ما ينتظرها. وبالقرب من السوق وقف طابور جلهم من الأطفال وبعض النسوة أمام ماكينة بيع البوظة، تنتظر فتاة روسية رفعت النقاب عن وجهها وظهرت عيناها الزرقاوان، دورها لتشتري ما لم تتذوقه منذ سنوات، لكنها عندما انتبهت لعدسة الكاميرا قامت بغطاء وجهها بخمارها الأسود، وطلبت بصوت عالٍ مسح صورتها، فهذه الفتاة و2010 امرأة روسية مع طفلها ينتظرون في هذا القسم سلطات بلادها لاستعادتهم.

- ضحايا «دعاية إعلامية»
عززت المشاهد المروعة المتتالية عن مجريات الحرب في سوريا مشاعر التعاطف والدعم؛ وأدى انتشارها كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إثارة عواطف كثير من مواطني بلدان قريبة وبعيدة، لكنهم وقعوا في نهاية المطاف في شراك دعاية «داعش» الإعلامية، الذي عمل منذ نهاية 2013 من خلال شبكاته السرية على إدخال المقاتلين والنساء المهاجرات الأجانب إلى سوريا.
إحداهن مواطنة بلجيكية كانت طفلة بعمر 15 سنة عندما جاءت إلى سوريا نهاية 2014. ما زالت تتمسك بوهم أنها ساعدت نساء سوريا وأطفالها من ظلم النظام الحاكم، حيث قضت ست سنوات في هذا البلد التي مزقتها نيران الحرب، لم تخفِ تأثرها بتلك الصور والمشاهد التي عرضتها منصات التواصل الاجتماعي.
وعندما سئلت عن العملية الانتحارية التي وقعت في عاصمة بلادها عام 2016. وراح ضحيتها 32 مدنياً تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي وأعلن مسؤوليته عنها آنذاك، أعربت أنها كانت ضحية وأخبرت أنها تنتظر بفارغ الصبر سلطات دولتها للموافقة على عودتها وأطفالها الثلاثة، الذين أنجبوا من ثلاثة آباء من جنسيات مختلفة، وأردفت قائلة: «نعم هذا كان قراري، في بلدي بلجيكا لم يكن بإمكاني ارتداء الخمار، ولذا كنت هناك»، في إشارة إلى المناطق الجغرافية التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش» قبل طردهم على يد «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية وبلجيكا من بين دول الأعضاء.
وعلى مد النظر تمتد صفوف متراصة من الخيام رسم عليها شعار المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، وسط هبوب رياح جافة مغبرة وأكوام من النفايات وخزانات ضخمة حمراء اللون يتزود منها قاطنو المخيم بالمياه، فاللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت هذه الصهاريج إلى جانب بناء المطابخ في كل قسم مع دورات المياه والحمامات.

على كل حبل أو سور خيمة تشاهد مزيجاً من الألوان الزاهية غير الأسود التي كانت ترتديه جميع النساء والفتيات اللواتي يعشن في هذه البقعة؛ الوردي، والأزرق، والأحمر، والأخضر، والأصفر، هي ألوان الملابس المغسولة من فساتين، وبيجامات وقمصان، وجوارب أطفال.
ونقلت مواطنة فرنسية أن النسوة الروسيات والمتحدرات من دول المغرب العربي هم الأسوأ فهن كنّ آخر من خرجنّ من الباغوز، عبرت عن مشاعرها بالندم ليس فقط لوضعها الحالي، ولكن يعود إلى قبل دحر التنظيم بسنوات طويلة، وأكدت أنها حاولت وبمساعدة أسرتها الهرب لإخراجها من ذلك الجحيم على حد وصفها، وقالت: «اتفقنا مع مهرب بالفعل ولكن الأذرع (الدولة) الأمنية ألقوا القبض عليه وقتلوه، أما أنا سُجنت بالرقة شهراً، وصادروا كل وثائقي، بعدها حاولت عدة مرات لكنني فشلت».
أما سكان هذا القسم جلهم من الأطفال، فهم يشكلون تقريباً ثلث تعداد سكان المخيم، يتحدثون بجميع اللغات العالمية واللغة المشتركة بينهم كانت العربية بلكنة الفصحى، أحياناً يبدو عليهم الخجل على وجوههم وترتسم علامات الفضول في أعينهم، لكن هذه الظروف حتماً ليست المكان الملائم لينمو فيها هؤلاء الأطفال ويترعرعوا، فالبعض منهم كان في صفوف «أشبال الخلافة» إبان سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات جغرافية بسوريا والعراق المجاور.

- نساء «مهاجرات»
أمام مستودعات توزيع السلال والحصص الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة أميركية، تنتظر طوابير لا تنتهي من النساء، وكان بالإمكان مشاهدة سيدات حوامل وأخريات يحملنّ أطفالاً رضع حديثي الولادة.
في السوق كانت روسية برفقة صديقتها من أوكرانيا يتجولنّ لشراء مستحضرات تجميل، ومن خلال النقاب الذي كانتا ترتديانه ظهر أنهما مجرد مراهقتين، وذكرت الفتاة الروسية أن عمرها 20 سنة وعندما سافرت إلى سوريا كانت بعمر 15 سنة، أما الأوكرانية أكدت أنها وقعت ضحية عملية احتيال وكيف خدعوها بالعمل مع منظمة إنسانية برواتب عالية، وبعد وصولها اكتشفت زيف ادعاءاتهم.
ونقلت الروسية أنها لا تزال فتاة ورفضت كل عروض الزواج من مقاتلين روس وغيرهم، وقالت: «نساء الحسبة والمشرفات عن المهاجرات ضغطنّ لقبول الزواج لكنني رفضت».
فيما قالت الأوكرانية إنها حاولت كثيراً الهرب من مناطق التنظيم سابقاً دون جدوى، وأضافت: «كنت أجهل جغرافية المكان وكلما أتفق مع مهرب يكون نصاباً، ثلاث مرات احتالوا علي وسرقوا أموالي وبقيت في مناطقهم حتى خرجنا من الباغوز»، وكحال الأخريات من المهاجرات، أعربت الأوكرانية أن صبرها نفد، وأصبحت حالة الانتظار كابوساً تعيشه مرغمة، وهناك 134 سيدة وابنها يتحدرون من أوكرانيا بمخيم الهول.

العربية الفصحى والإنجليزية لغة نساء الـ «دواعش» في الهول
10734 امرأة مع أطفالهن يتحدرون من جنسيات غربية وروسية في قسم المهاجرات بالمخيم

في قسم منعزل داخل مخيم الهول شرق الحسكة يطلق عليه «فيز المهاجرات»، يقف حراس مدججون بالسلاح من «قوات سوريا الديمقراطية» على بابه. يمنعون دخول أي شخص إلا بإذن من إدارة المخيم وقوات الأمن الداخلي. هذا المكان يبدو أنه مخصص لنساء عناصر «داعش» وأبنائهن.
نساء؛ بملامح أوروبية وروسية وآسيوية وعربية قطعنَ مسافات طويلة لتحقيق حلم تبيّن أنه وهم في الواقع وسحابة صيف، قدمن من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا ومن هولندا ودول غربية كثيرة، بالإضافة إلى روسيات ومن الشيشان وأذربيجانيات ومن إندونيسيا وماليزيا وتركيا، إلى جانب عربيات من تونس والمغرب ومصر وغيرهنّ من اللاتي خرجنّ من بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، بعد القضاء على وجود التنظيم المتطرف في سوريا بشهر مارس (آذار) العام الجاري.
- 160 امرأة وطفل

كثير من النساء تساءلن بغضب واستغراب وارتسمت علامات الحيرة على وجوههن وأردن الحصول على إجابات شافية، فالمخيم يؤوي نساءً وأطفالاً تخلى عنهم آباؤهم من عناصر التنظيم إما بالذهاب إلى جبهات القتال وقتلوا؛ أو استمروا بالقتال واستسلموا في الباغوز وهم محتجزون خلف القضبان ومصيرهم مجهول، كما تخلت عنهم حكوماتهم وترفض معظم الدول استعادة رعاياها رغم مطالبات الأكراد وحليفتها الولايات المتحدة.

وتقول سيدة ألمانية إنها قدمت إلى سوريا بداية 2015 وتزوجت من مقاتل ألماني في صفوف التنظيم ليقتل بعد عام من زواجهما ثم تزوجت من مقاتل روسي. شرحت أنه لم يتبقَ معها مال كافٍ لتصرف على نفسها وطفليها، وقالت: «لم أعد أملك المال لأعيش هنا ولا توجد اتصالات كي أطلب من عائلتي هناك في بلدي»، تساءلت: «متى سنخرج من هنا؟ يجب إخراجنا سريعاً! حالتي تزداد سوءاً كل يوم».

وهذه السيدة و160 امرأة وطفلاً ألمانياً ينتظرون من حكومتهم السماح لهم بالعودة، لكن دولتهم ومعظم الدول الغربية رفضت استعادة

رعاياها من مواطنيها الموجودين في مخيم الهول والمحتجزين لدى «قوات سوريا الديمقراطية».
هذه الألمانية أم لطفلين، الأول ولد من زوجها الألماني الذي قتل بغارة جوية من طيران التحالف، والثاني ولد بالباغوز من مقاتل روسي لا تعلم عنه شيئاً، إذا كان على قيد الحياة أم قتل في المعارك الدائرة قبل فرارهم، لتضيف: «لهذه الدرجة أصبحت عبئاً على حكومتي حتى ترفض استقبالي، ماذا فعلت! كنت ملازمة المنزل طوال الوقت ولم أرتكب جريمة، لقد خدعت كحال الجميع»، على حد تعبيرها.
في هذه البقعة الصحراوية من سوريا والتي تبعد نحو 30 كلم عن الحدود العراقية؛ تتعدى درجات الحرارة 45 درجة مئوية، فالمخيم الذي صمم لاستقبال 20 ألف شخص بحده الأقصى؛ تجاوز عدد قاطنيه الآن سبعين ألفاً، غير أن بعض النسوة لم تستسلمن لحالة الانتظار وافتتحنّ سوقاً محلية، وعلى جانبي الشارع الرئيسي نُصبت أكشاك تعرض مواد غذائية وخضراوات وفاكهة صيفية، بالإضافة إلى مأكولات شعبية خاصة بجنسية صاحبة المحل وبعض أنواع الحُلي والإكسسوار و«الميك أب».
وفي السوق، حيث ضجيج الأطفال والنساء اللواتي يتحدثون بجميع لغات العالم، بينما اللغة المشتركة بين البائعة وزبائنها عموماً تكون الإنجليزية أو العربية الفصحى، وقالت سيدة تتحدر من إندونيسيا: «إن هذه الأشياء كانت محرمة أيام (الدولة)، أما اليوم بات بالإمكان عرضها وبيعها ومعظم النساء تقمن بشرائها».

أما الخضراوات والفاكهة عرضت في صناديق مصفوفة، توجد بداخلها طماطم وباذنجان وبصل، فضلاً عن الكرز والمشمش والخوخ، وبقربها حفاظات للأطفال وعلب حليب، مع اكتظاظ المارة والبائعات المتجولات، وكل من تسكن هذا القسم لا تعلم ما ينتظرها. وبالقرب من السوق وقف طابور جلهم من الأطفال وبعض النسوة أمام ماكينة بيع البوظة، تنتظر فتاة روسية رفعت النقاب عن وجهها وظهرت عيناها الزرقاوان، دورها لتشتري ما لم تتذوقه منذ سنوات، لكنها عندما انتبهت لعدسة الكاميرا قامت بغطاء وجهها بخمارها الأسود، وطلبت بصوت عالٍ مسح صورتها، فهذه الفتاة و2010 امرأة روسية مع طفلها ينتظرون في هذا القسم سلطات بلادها لاستعادتهم.
- ضحايا «دعاية إعلامية»

عززت المشاهد المروعة المتتالية عن مجريات الحرب في سوريا مشاعر التعاطف والدعم؛ وأدى انتشارها كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إثارة عواطف كثير من مواطني بلدان قريبة وبعيدة، لكنهم وقعوا في نهاية المطاف في شراك دعاية «داعش» الإعلامية، الذي عمل منذ نهاية 2013 من خلال شبكاته السرية على إدخال المقاتلين والنساء المهاجرات الأجانب إلى سوريا.
إحداهن مواطنة بلجيكية كانت طفلة بعمر 15 سنة عندما جاءت إلى سوريا نهاية 2014. ما زالت تتمسك بوهم أنها ساعدت نساء سوريا وأطفالها من ظلم النظام الحاكم، حيث قضت ست سنوات في هذا البلد التي مزقتها نيران الحرب، لم تخفِ تأثرها بتلك الصور والمشاهد التي عرضتها منصات التواصل الاجتماعي.
وعندما سئلت عن العملية الانتحارية التي وقعت في عاصمة بلادها عام 2016. وراح ضحيتها 32 مدنياً تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي وأعلن مسؤوليته عنها آنذاك، أعربت أنها كانت ضحية وأخبرت أنها تنتظر بفارغ الصبر سلطات دولتها للموافقة على عودتها وأطفالها الثلاثة، الذين أنجبوا من ثلاثة آباء من جنسيات مختلفة، وأردفت قائلة: «نعم هذا كان قراري، في بلدي بلجيكا لم يكن بإمكاني ارتداء الخمار، ولذا كنت هناك»، في إشارة إلى المناطق الجغرافية التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش» قبل طردهم على يد «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية وبلجيكا من بين دول الأعضاء.
وعلى مد النظر تمتد صفوف متراصة من الخيام رسم عليها شعار المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، وسط هبوب رياح جافة مغبرة وأكوام من النفايات وخزانات ضخمة حمراء اللون يتزود منها قاطنو المخيم بالمياه، فاللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت هذه الصهاريج إلى جانب بناء المطابخ في كل قسم مع دورات المياه والحمامات.
على كل حبل أو سور خيمة تشاهد مزيجاً من الألوان الزاهية غير الأسود التي كانت ترتديه جميع النساء والفتيات اللواتي يعشن في هذه البقعة؛ الوردي، والأزرق، والأحمر، والأخضر، والأصفر، هي ألوان الملابس المغسولة من فساتين، وبيجامات وقمصان، وجوارب أطفال.
ونقلت مواطنة فرنسية أن النسوة الروسيات والمتحدرات من دول المغرب العربي هم الأسوأ فهن كنّ آخر من خرجنّ من الباغوز، عبرت عن مشاعرها بالندم ليس فقط لوضعها الحالي، ولكن يعود إلى قبل دحر التنظيم بسنوات طويلة، وأكدت أنها حاولت وبمساعدة أسرتها الهرب لإخراجها من ذلك الجحيم على حد وصفها، وقالت: «اتفقنا مع مهرب بالفعل ولكن الأذرع (الدولة) الأمنية ألقوا القبض عليه

وقتلوه، أما أنا سُجنت بالرقة شهراً، وصادروا كل وثائقي، بعدها حاولت عدة مرات لكنني فشلت».
أما سكان هذا القسم جلهم من الأطفال، فهم يشكلون تقريباً ثلث تعداد سكان المخيم، يتحدثون بجميع اللغات العالمية واللغة المشتركة بينهم كانت العربية بلكنة الفصحى، أحياناً يبدو عليهم الخجل على وجوههم وترتسم علامات الفضول في أعينهم، لكن هذه الظروف حتماً ليست المكان الملائم لينمو فيها هؤلاء الأطفال ويترعرعوا، فالبعض منهم كان في صفوف «أشبال الخلافة» إبان سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات جغرافية بسوريا والعراق المجاور.

- نساء «مهاجرات»
أمام مستودعات توزيع السلال والحصص الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة أميركية، تنتظر طوابير لا تنتهي من النساء، وكان بالإمكان مشاهدة سيدات حوامل وأخريات يحملنّ أطفالاً رضع حديثي الولادة.
في السوق كانت روسية برفقة صديقتها من أوكرانيا يتجولنّ لشراء مستحضرات تجميل، ومن خلال النقاب الذي كانتا ترتديانه ظهر أنهما مجرد مراهقتين، وذكرت الفتاة الروسية أن عمرها 20 سنة وعندما سافرت إلى سوريا كانت بعمر 15 سنة، أما الأوكرانية أكدت أنها وقعت ضحية عملية احتيال وكيف خدعوها بالعمل مع منظمة إنسانية برواتب عالية، وبعد وصولها اكتشفت زيف ادعاءاتهم.
ونقلت الروسية أنها لا تزال فتاة ورفضت كل عروض الزواج من مقاتلين روس وغيرهم، وقالت: «نساء الحسبة والمشرفات عن المهاجرات ضغطنّ لقبول الزواج لكنني رفضت».

فيما قالت الأوكرانية إنها حاولت كثيراً الهرب من مناطق التنظيم سابقاً دون جدوى، وأضافت: «كنت أجهل جغرافية المكان وكلما أتفق مع

مهرب يكون نصاباً، ثلاث مرات احتالوا علي وسرقوا أموالي وبقيت في مناطقهم حتى خرجنا من الباغوز»، وكحال الأخريات من المهاجرات، أعربت الأوكرانية أن صبرها نفد، وأصبحت حالة الانتظار كابوساً تعيشه مرغمة، وهناك 134 سيدة وابنها يتحدرون من أوكرانيا بمخيم الهول.

قد يهمك ايضا:

شاهد: قصص مُبكية للاجئين السوريين في مخيم الهول العراقي

قصف مدفعي متبادل في حلب يخلف 30 قتيلا على الأقل والمعارضة تحاول اقتحام الأحياء الغربية للمدينة

 

المصدر :

واس / spa

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربية الفصحى والإنجليزية لغة نساء الدواعش في مخيم الهول شرق الحسكة العربية الفصحى والإنجليزية لغة نساء الدواعش في مخيم الهول شرق الحسكة



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca