آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يلجأ العديد منهن إليها بعد أن أنكر الأبناء جميلهن

أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى "العجزة"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى

إحدى الأمهات القاطنات في دار العجزة
الجزائر - ربيعة خريس

واحدة تقول "حلمت وربيت كغيري من الأمهات" "هو نام وأنا سهرت، أكل وأنا جعت، أحس بالدفء وأنا بردت"، وأخرى تخاطبني قائلة "حملته في أحشائي تسعة أشهر كاملة، ربيته، وأصبح شابا تمنيت تربية أبنائه لكن أبت الأقدار أن ينتهي بي المطاف في هذه الدار وحيدة بين أربعة جدران، بين أمل اللقاء وألم الفراق، هن أمهات عديدات التقاهم "العرب اليوم"، الذي فضل تسليط الضوء على هذه الفئة تزامنا مع الاحتفال بـ عيد الأم.

قضت "المغرب اليوم" يوما كاملا داخل دار المسنين أو الملقبة هنا في الجزائر بدار العجزة، فهو المكان الذي تلجأ إليه العديد من الأمهات والآباء بعد نكران الأبناء جميل من ضحى من أجلهم، وفي غالب الأحيان يلجأ الابن إلى القيام بهذا الفعل "الشنيع" لإرضاء زوجته.

البداية كانت مع خالتي "مليكة" البالغة من العمر 70 عاما، انتقلت فجأة من جدران بيت الأمومة إلى جدران بيت "العجزة"، كان من الصعب علينا استدراجها في الحديث لأن حكايتها في غاية القسوة، حتى أن الكلمات والأسطر ستعجز عن التعبير عنها لأنها تحمل في طياتها ذكريات لا تأبى أن تفارق مخيلتها، هي كما قالت والدموع تنهمر من عينيها، أم لولد وثلاث بنات، ضحت لأجلهم، كبرتهم إلى أن أصبحوا إطارات مرموقة في الدولة الجزائرية، تخلت من أجلهم عن الرفاهية وتحدت الظروف المعيشية الصعبة، لتحقق حلمها وترى نصب أعينها أبناءها من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية وهو ما وقع فعلا، فتحول قرة عينها الابن البكر إلى شاب من خيرة أبناء المنطقة التي تقطن فيها، تزوج وهو ينتظر كما قالت "صبية"، لكن شاءت الأقدار اللعينة أن يفارقها فلذة كبدها تلبية لرغبة زوجته، فذهبت كما قالت الثلاثين عاما التي أمضتها برفقة ابنها الوحيد، الذي عوضها عن مرارة الحرمان من الأبوين، فخالتي "مليكة" فقدت أمها وأباها وهي شابة في مقتبل عمرها، لكنها قررت أن تكمل قطار الحياة برفقة زوج كان لها سندا، وأربعة أبناء سدوا فراغ حنان الأم والأب، ورغم الأوجاع التي كانت تمزق قلبها الرهيف، والذكريات التي أصبحت أنيسا لها خاصة في "عتمة" الليل والتي تحولت إلى "أشلاء أحلام" رفضت الأم التي كان من الصعب جدا علينا فراقها تأنيب فلذة كبدها وتمنت لقاءه وعودته قبيل ولادة ابنته.

تركنا هذه الأم واتجهنا صوب أخرى، فكل حكاية تنسيك في الأخرى، قابلنا خالتي "لويزة" أم لبنتين وولد، تقيم في دار المسنين لمدة فاقت 21 عاما، رفضت العودة إلى الوراء والحديث عن الذكريات، واكتفت بالقول "لقد أغلقت أبواب الجنة في وجه ابني العاق، فالكل يعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات"، وقالت المتحدثة إنه وبمرور الوقت تحولت الدار إلى بيتها الثاني الذي غادرته منذ عام 1996، فرغم محاولة ابنتيها إقناعها بالعدول والعودة للعيش معهن فإنها رفضت الأمر وقررت البقاء في دار المسنين رفقة أمهات يقاسمنها نفس الوضع.

ويضم مركز دار المسنين الواقع في منطقة دالي إبراهيم أعالي محافظة الجزائر العاصمة، أكثر من 76 أما مسنة، ويخضع القاطنون في هذه الدار إلى رعاية من طرف مجموعة من المؤطرين الاجتماعيين والنفسانيين.

وتضم محافظة الجزائر التي تحوي على ثلاثة مراكز لإيواء المسنين والعجزة واحدا يقع في منطقة سيدي موسى وآخر يقع في منطقة باب الزوار والذي يضم 132 مسنا إضافة إلى مركز دالي إبراهيم الذي تسعى المصالح المحلية لمحافظة ولاية الجزائر جاهدة لإعادة ترميمه وخصصت السلطات الجزائرية للعملية 9 ملايير سنتيم.

وتشرف مجموعة من المؤطرين الاجتماعيين والنفسانيين على رعاية المسنات المتواجدات في المركز وأيضا تتكفل إدارة المركز بتوفير الحاجيات اليومية للمقيمات، وإعادة إدماجهن في وسطهن العائلي عن طريق عمليات تحسيس واسعة في المجتمع.

وحسب الإحصائيات التي كشفت عنها مديرة النشاط الاجتماعي في محافظة الجزائر، صليحة معيوش، فقد سجل "استقرارا" في عدد حالات التخلي عن الأولياء في محافظة الجزائر حيث "لم يرتفع العديد ولم ينخفض أيضا خلال عام 2016".

وتعتبر ظاهرة التخلي عن الأولياء خصوصا الأم ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري، فهي ظاهرة مثيرة للجدل، لطالما أثارت استنكار شريحة واسعة من المجتمع، فالكثير يرفضونها، ويوصف الابن الذي يقوم بهذا العمل الشنيع بـ"العاق" خاصة أن الاعتناء بالوالدين عند الكبر هو نوع من رد الجميل لهما.​

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة



GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"

GMT 10:48 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح محل تجاري خامس من "ديكاتلون" في وجدة

GMT 20:00 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عدد السكان في جهة فاس مكناس يصل إلى 4 ملايين و236 ألف نسمة

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 01:12 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

دنيا عبد العزيز تواصل تصوير مشاهدها في "البارون"

GMT 15:37 2013 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سلال يقوم بوضع في الخدمة مستشفى من 240 سريرًا بالشلف
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca