آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

لطيفة ابن زياتين تحول مأساتها إلى يد للعطاء في فرنسا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - لطيفة ابن زياتين تحول مأساتها إلى يد للعطاء في فرنسا

لطيفة ابن زياتين
باريس _الدار البيضاء اليوم

تعرف لطيفة ابن زياتن، السيدة الفرنسية من أصول مغربية البالغة من العمر 61 عاما في جميع أنحاء فرنسا، كرمز للقوة والتسامح والشهامة، تزور المدارس والسجون والأحياء المهمشة والجمعيات لتوعية الشباب ومنع تطرفهم، منذ اغتيال ابنها في مدينة تولوز جنوب فرنسا، على يد المتطرف محمد مراح في 11 مارس 2012.وتقديرا لعملها والتزامها، تسلمت لطيفة، الخميس الماضي، جائزة زايد للأخوة الإنسانية من يد البابا فرنسيس في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حفل افتراضي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وخلال حوار مع موقع سكاي نيوز عربية، روت لطيفة ابن زياتن، الناشطة الجمعوية، قصة تحولها من أم مكلومة فقدت ابنها برصاصة إرهابي، إلى أم تسعى لنشر السلام في قلوب كل الشباب عبر تأسيس جمعية

تحمل اسم ابنها "عماد".وتكشف عن رياح التغيير التي عاشتها طيلة السنوات الثمانية الماضية والعقبات التي مرت منها كامرأة تدعم العلمانية وترفض التطرف. ما هي الإضافة التي تمثلها جائزة زايد للأخوة الإنسانية لكم ولعملكم؟لطيفة ابن زياتن: أنا سعيدة وأفتخر جدا بحصولي على جائزة زايد للأخوة الإنسانية وأعتبر أن العالم في حاجة ماسة ليتمعن في المعاني والرسائل التي تبعثها هذه الجائزة من دعوة إلى السلام والتسامح والحب التعايش والأخوة. وأدعو من خلالها كل شخص لبذل ولو 5 بالمئة من طاقته لتكريس هذه القيم والمبادئ في المجتمع. أنا من جانبي تحفزني هذه الجائزة على الاستمرار في عملي وفتح أبواب الأمل في وجه الشباب الذي هو في حاجة للمساعدة. لماذا فكرت في إنشاء "جمعية عماد من أجل الشباب والسلام" مباشرة بعد مقتل

ابنك؟لطيفة ابن زياتن: منذ حوالي 8 سنوات، قتل ابني عماد الجندي الشجاع عن عمر يناهز الثلاثين عاما على يد محمد مراح الذي كان لا يتعدى عمره 23 عاما. وفي أوج بكاءي ونحيبي، قررت زيارة الحي حيث كان يقطن من سلب مني ثوب السرور. وخلال بحثي في الحي، التقيت خمسة أو ستة شبان، سألتهم عن بيت مراح، فأجابني أحدهم قائلا:سيدتي ألا تشاهدين التلفاز؟ محمد مراح شهيد وبطل في الإسلام. في هذه اللحظة قلت لنفسي إن هناك شيئا ما خطأ. سألتهم كيف تقولون إنه شهيد؟ إنه قاتل. أنا والدة عماد. تغير لون وجوههم، تأسفوا بشدة لكنهم لفتوا نظري إلى واقع مرير كنت أجهله. قالوا لي انظري أين نعيش، نحن كالجرذان مقفل علينا في هذا الحي، وعندما تصاب الفئران بالصرع وتهيج تكون هذه هي النتيجة. تأملت في قولهم وأخبرتهم أنهم

سلبوا مني وهج حياتي غير أنني سأمد لهم يد العون، سأكون الأذن المصغية واليد الحنون التي تسحبهم برفق من قوقعة أفكار التطرف. ثم أسست جمعية عماد من أجل الشباب والسلام في مدينة تولوز وباريس وكذلك في مدن مغربية. لطيفة ابن زياتن: لدينا متطوعون يعملون على التعريف بعمل الجمعية ويقومون بتوعية الشباب عبر محاورتهم في المدارس والشوارع، كما نجري محادثات مع أولياء الأمور نحثهم من خلالها على الحوار والتفسير بلطف، لأنه علينا معرفة ما يدور في ذهن الشاب وما هي الحلول التي يمكن تقديمها.ابن زياتن: أكيد، لحسن الحظ أن هناك تغيير وإلا كنت قد توقفت عن نشاطي. إذ أن من كان يقول "عاش مراح" أصبح اليوم يعلم أن مراح قاتل. لكن هذا حتى نصحح أفكار فئة كبيرة من الشباب علينا كلنا تحمل المسؤولية اتجاههم، فيد

واحدة لا تصفق. أتذكر شبابا رافقوني في أحد المشاريع إلى الصين، سألوهم ماذا تغير فيكم مع جمعية عماد من أجل الشباب والسلام؟ فأجابوا قائلين: لقد نضجنا. هنا تيقنت أن رسالتي وصلت وأنهم فهموا لب الحياة. لطيفة ابن زياتن: صراحة، عملي يقابل باحترام كبير في فرنسا. كانت مرة وحيدة تمت دعوتي فيها إلى البرلمان الفرنسي، وصادفت برلمانيا هاجمني وهاجم لباسي وحجابي، لكن غير ذلك الحادث الذي سيبقى محفورا في ذاكرتي، يبقى عملي سلسا ويتم في ظروف يطبعها الاحترام والود في كل الأماكن التي زرتها من مدراس ودور رعاية وغيرها.لطيفة ابن زياتن: كلنا مقتنعون بأن التربية تنطلق من البيت. أظن أنه يجب على أولياء الأمور أن يكونوا يقظين ويتابعون أبناءهم في دراستهم ويعلمون بتحركاتهم ورفقتهم. أنا أوجه الدعوة لكل المهاجرين

المغربيين والفرنسيين أيضا ألا يتركوا أبناءهم تربيهم الشوارع، لأن المبادئ والقيم تزرع من خلال الأسرة. وإن أخطأ أبناءنا فنحن أيضا نتقاسم خطأهم. الدولة تفتح المدارس والمراكز ونحن نربي. لهذا لا يجب أن يتخلى أي منا عن مسؤوليته تجاه الشباب الذي هو في حاجة ليثبت ذاته أكثر مما مضى. لطيفة ابن زياتن: نعم، لقد تم ترشيحي لجائزة نوبل للسلام لعام 2018، لم أحصل عليها لكن لم أفقد الأمل، إذ أن لكل جائزة مذاقها في النجاح كما أننا لا نعرف ماذا يحمل لنا المستقبل من مفاجآت وخير دليل حصولي على جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021، إلى جانب شخصية مرموقة في العالم، كأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة. كل هذه الجوائز تمثل بالنسبة لي اعترافا بعملي الذي أمنحه الكثير من حياتي ووقتي، لم أعد أفرق بين الأيام أو العطل أو الأعياد، وأحيانا لا ألتقي بزوجي لأكثر من يومين. تحضرني اللحظة زيارتي لأحد مراكز الاحتجاز مؤخرا حيث لفت انتباهي شاب إلى أن يوم الزيارة يصادف يوم عيد أضحى. فأخبرته أنني أعطيت الموعد دون انتباه مني بأنه يوم عيد، فعملي هو كل ما يشغل بالي.

قد يهمك ايضا

باريس سان جيرمان يحسم "كلاسيكو فرنسا" بثنائية ضد مارسيليا

عاصفية رملية مصدرها منخفض قبالة المغرب تغطي سماء فرنسا

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لطيفة ابن زياتين تحول مأساتها إلى يد للعطاء في فرنسا لطيفة ابن زياتين تحول مأساتها إلى يد للعطاء في فرنسا



GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca