آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

ساندته خلال اعتفاله وتزوجت منه وهو لا بزال سجبنًا

رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني

كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني
الدارالبيضاء - حاتم قسيمي

عن عمر تجاوز ثمانين سنة, رحلت الحقوقية الفرنسية كريستين السرفاتي، زوجة إبراهيم السرفاتي, وأعلن عن ذلك ماحي بينبين، أحد الفنانين المغاربة، على صفحته الرسمية في "فيسبوك".
كريستين السرفاتي، هي زوجة المعارض اليهودي المغربي السابق، السرفاتي، مؤسس منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية في المغرب، كانت من أبرز الأسماء المدافعة عن حقوق الإنسان في المغرب، وناضلت من أجل الكشف عن مصير معتقلي تازمامارت.
بجنسية فرنسية وقلب مغربي، قضت الراحلة سنوات طويلة في الكتابة عن جحيم سنوات الرصاص في المغرب، وقاست مع زوجها مِحن الاعتقال وظروف المنفى، وحتى مع وفاته سنة 2010، بقيت كريستين وفية لروحها المغربية، ولم تتخلّ يومًا عن متابعة ما يدور في الدولة العلوية من أحداث، حتى أسلمت الروح في فرنسا.
علاقة كريستين بالمغرب بدأت من ستينيات القرن الماضي، عندما كانت تدرّس في ثانوية محمد الخامس في الدار البيضاء مادة التاريخ والجغرافيا، وكانت حصصها تمثل فرصة للتلاميذ من أجل النهل من المعارف السياسية وفتح نقاشات مهمة حول الواقع السياسي للمغرب، يتذكر جمال الشيشاوي، أحد تلامذتها بداية السبعينيات، أن الراحلة كانت من خيرة الأساتذة في الثانوية، وكان دورها واضحاً في تنمية وعيهم السياسي.
لم تتعرّف كريستين المسيحية على أبراهام اليهودي إلا بعد فراقها من زوجها الأول الذي كان يدرّس معها في الثانوية نفسها، العلاقة كانت في البداية مجرد نقاش سياسي جمع بين ناشطة حقوقية وسياسي معارض ينشط في حركة إلى الأمام الماركسية اللينينية، قبل أن تتطور العلاقة أكثر عندما اختبأ أبراهام في منزلها لمدة معينة من الوقت، بعيداً عن أنظار الشرطة التي كانت تلاحقه.
وم توقيف أبراهام سنة 1974، واقتيد إلى ردهات المعتقلات والسجون لمدة وصلت إلى 17 سنة، وفي الفترة ذاتها، اعتقلت كريستين هي الأخرى لبضعة أشهر، نالت خلالها نصيبها من التعذيب في المعتقل السري "درب مولاي الشريف".
ولأن الحب عنوانه التضحية، قررت كريستين الزواج من أبراهام وهو لا يزال سجيناً، فعقد قرانهما سنة 1990, حسب ما أكد الشيشاوي الذي يقول في هذا الصدد:" نظراً للقوانين التي تمنع زيارة السجناء إلا من طرف أسرتهم، وبسبب المضايقات التي كانت كريستين تتعرض لها كلما أرادت زيارة أبراهام، فقد قرّر الاثنان الزواج".
بعد الزواج كانت ردهات السجن مسرحًا للحظاته الأولى، تمّ الإفراج عن أبراهام سنة 1991، وعوض أن يبقى في البلاد التي عارض سياساتها، قرّر وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، نفيه إلى فرنسا بدعوى حمله للجنسية البرازيلية، وهناك بقيت معه كريستين سبع سنوات، إلى حين رجوعهما سنة 1999 بعدما سمح له الملك محمد السادس بالعودة، في حدث كان عنواناً لبداية التصالح مع الماضي.
وحتى وإن لم تنضم كريستين إلى حركة "إلى الأمام"، فقد كانت مؤمنة بضرورة فضح خروقات حقوق الإنسان في المغرب سنوات الرصاص، فساهمت مع جيل بيرو في تأليف كتاب "صديقنا الملك" الذي يعتبر من أكثر الكتب إثارة للجدل في عهد الراحل الملك الحسن الثاني، ثم ألفت كتاب "تازمامارات.. معتقل الموت في المغرب" الذي كان أول مؤلف يظهر فيه موقع المعتقل في الخريطة المغربية، وكتاب آخر ألفته رفقة أبراهام حمل عنوان "ذاكرة الآخر"، فضلاً عن "رسالة المغرب" الذي ألفته في عهد الملك محمد السادس.
رأت كريستين أن المغرب لم يعد هو نفسه كما كان في السابق، وكانت مبتهجة بقطعه مع سنوات الرصاص واستهلاله مسار البناء الديمقراطي. ويقول الشيشاوي: "فبعد العودة من المنفى، سكنت الأسرة الصغيرة في المحمدية، ومن بعدها إلى مراكش والصويرة، قبل أن تعود كريستين بعد وفاة أبراهام إلى فرنسا دون أن تقطع صلتها بالمغرب، حيث كانت تزوره من حين إلى آخر، تستعيد في زياراتها ذكريات زواجها الأول التي رُزقت فيه بثلاثة أبناء، وذكريات زواجها الثاني الذي ابتلعت فيه مرارة السجون وفرحة التصالح مع الجراح".
لم يتبقّ من صور كرستين وأبراهام على الانترنت إلا نزر قليل، بينه صورة لهما وهي تدفع كرسيه المتحرك إلى الأمام، هي تأكيد على مثل "خلف كل رجل عظيم امرأة"، فالسرفاتي الذي وصفته قناة "دويتشه فيلي" بـ"أشهر معارض سياسي في تاريخ المغرب"، يعتبره الكثيرون قدوة في النضال من أجل مغرب أفضل، حتى ولو كانت الكلفة 17 سنة من السجن، و8 سنوات من النفي.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني



GMT 09:29 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري وميغان ماركل يُطلقان مشروع جديد لدعم المرأة

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:32 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

رد فعل حنان ترك على خلع حلا شيحة للحجاب

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

الضريبة التصاعدية بين العدالة والجباية

GMT 03:06 2014 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

"بمبة كشر" نقطة تحول في حياتي الفنية

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

نبات الصبار(الألوفيرا) صيدلية الصحراء

GMT 06:00 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

محبو الطائرات يتجهون إلى منزل وسط كوتسوولدز في انجلترا

GMT 06:14 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

بلاك دوغلاس استرلينج تقتحم عالم الدراجات النارية بقوّة

GMT 15:41 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

ميسي يغيب عن مواجهة المغرب لإصابة "حادة"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca