آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ارتفعت مُعدّل المُتمدرسين بمقدار 3 أضعاف في غضون 10 أعوام

الأسر المغربية تُقبِل على التعليم الخصوصي لزيادة نِسب التحصيل العلمي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الأسر المغربية تُقبِل على التعليم الخصوصي لزيادة نِسب التحصيل العلمي

"التعليم الخصوصي"
الرباط- المغرب اليوم

توسّع قطاع التعليم الخصوصي في المغرب على نحو مضطرد سنة بعد أخرى استجابة لتزايد الإقبال من جانب الأسر، إذ أصبح عدد المدارس الخاصة بالآلاف وباتت تستقطب نسبة مهمة من المتمدرسين في المملكة، بل ويجد بعضها صعوبة في الاستجابة لجميع طلبات الالتحاق.

وتشير إحصائيات تضمنتها دراسة حديثة إلى أن نسبة المتمدرسين في التعليم الخصوصي ارتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف في غضون عشر سنين إلى 14 في المائة، ومن المتوقع أن تتضاعف النسبة لتصل إلى حدود 24 في المائة في أفق سنة 2020، ثم 90 في المائة في أفق 2038.

ولاحظت الدراسة أن توسع التعليم الخصوصي يفرض الحاجة الملحة إلى فرض مراقبة صارمة بخصوص التفاوتات التي يتم رصدها على مستوى متطلبات التسجيل ونوعية التعليم، والتباين بين المستويات التعليمية لدى التلاميذ، وهو ما يشكل “اضطرابا حقيقيا” للمشهد التعليمي عموما.

إقرأ أيضا:

"التربية" المغربية توضح موقفها من كتب "التعليم الخصوصي"

ويستتبع هذا الواقع طرح أسئلة كبرى تتعلق بالشق الاجتماعي لأسر المتمدرسين وبجودة ما تقدمه هذه المدارس في ظل تكاثرها المضطرد.

وأفادت معطيات رسمية وردت السنة الماضية في تقارير قطاعية حكومية صادرة عن مصالح وزارة الاقتصاد والمالية، بأن أسعار خدمات التعليم الخصوصي ارتفعت خلال السنوات العشر الماضية في كبريات المدن بنسب فاقت 60 في المائة.

ويسجل أستاذ علم الاجتماع الدكتور محسن بنزاكور أن التعليم الخصوصي، الذي أصبح أكثر فأكثر “فئويا ونخبويا”، قد بات يثقل كاهل الأسر التي تضطر إلى تقديم تضحيات جسام على حساب معيشها اليومي باللجوء أحيانا إلى الاقتراض، مع ما يستتبعه ذلك من تأثير على استقرارها واضطرار كثير منها إلى العمل الإضافي لتغطية مصاريف التمدرس الباهظة، وهو ما ينعكس سلبا على الجانب التربوي في البيت.

وأعرب الدكتور بنزاكور، في هذا السياق، عن الأسف لكون تحرير الأسعار في إطار مبدأ الاقتصاد الليبرالي وتشجيع المنافسة لم يواكبه وضع شروط وحدود للتمييز بين المنطق الاقتصادي وبين المنطق الاجتماعي الذي يفرض المراقبة والحفاظ على الاستقرار والأمن والتوازن الاجتماعي، داعيا إلى إعادة النظر في عمل المدارس الخصوصية بالنظر إلى أنها ليست في الأصل مؤسسات تجارية بل هي مؤسسات تقدم خدمة اجتماعية.

وفي معرض تقييمه لجودة الخدمة التي تقدمها هذه المدارس، سجل الأستاذ بنزاكور أنه لم يصدر حتى الآن أي تقرير رسمي من المصالح المختصة، يتيح تقييم مدى جودة التعليم بهذه المؤسسات، إلى جانب غياب التفتيش أو أي آلية تتولى رصد وتتبع جودة الخدمة المقدمة، على غرار ما هو معمول بها في المدارس العمومية.

واعتبر الأستاذ الباحث أنه إذا كان مقياس الجودة الوحيد المتاح هو الإعلانات الإشهارية التي تقدمها المدارس الخصوصية، والتي تفيد بأن نسبة النجاح بها تصل إلى 100 في المائة، فإن هذا الأمر مفتوح للنقاش ولا يمكن التسليم به على وجه اليقين، مذكرا في هذا السياق بأن أكاديمية الدار البيضاء كانت قد وجهت قبل سنتين توبيخا إلى مدارس خاصة حول الفارق الجوهري والضخم ما بين المعدلات المحرزة في المراقبة المستمرة وما بين معدلات الامتحانات الإشهادية.

ويرى أستاذ علم الاجتماع أن تفضيل الآباء للمدرسة الخصوصية بدل العمومية يعزى أساسا إلى تصورات مغلوطة (…) وهي تصورات يلاحظ الأستاذ بنزاكور أن بعض وسائل الإعلام، تسهم في تكريسها، إذ تشحن مخيلة الآباء وتوجه الرأي العام بأمور لا تعكس بالضرورة واقع المدرسة العمومية، وتركز على ما يعتريها من جوانب الخلل أكثر مما تركز على مواطن قوتها.

ملاحظة تجد صدى لها عند عبد المجيد خ. الذي يؤكد أن اختياره تسجيل ابنيه في مدرسة خاصة عوض المدرسة العمومية أملاه توجسه مما يتناهى إلى سمعه وبصره من مظاهر وسلوكات ترصدها وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية الالكترونية.

وأوضح هذا المستخدم بالقطاع الخاص، أن الإشكال غير مطروح بحدة في المستويات الابتدائية في المدرسة العمومية، لكنه يبرز بدرجة أكبر في مستوى الإعدادي فما فوق، متسائلا عن الأسباب والعوامل التي تجعل فئة من التلاميذ تعزف عن الكد والتحصيل وتلجأ في المقابل إلى أسلوب الاستهتار وأحيانا التهجم على رجال التعليم.

وشأنه شأن كثير من الآباء الذين اكتووا بنار الرسوم الباهظة التي تفرضها المدارس الخصوصية، لم يملك عبد المجيد إلا التعبير عن الأمل في تفعيل إصلاح جذري لمنظومة التعليم بحيث تعود المدرسة العمومية إلى سالف عهدها يوم كانت مقصد الجميع غنيهم وفقيرهم تخرج أفواجا قد حصلت العلم والتربية معا وتشربت فيها مكارم الأخلاق.

ذلك الإصلاح المنشود الذي يأسف الأستاذ بنزاكور لعدم تحقيقه للنتائج المرجوة على مدى السنوات الماضية ، مسجلا أن ما حصل منذئذ هو تنامي التعليم الخصوصي بوتيرة متسارعة ، وهو وضع يرى أنه قد ينم عن إرادة في أن يكون التعليم الخصوصي مفتاحا لحل أزمة المنظومة التعليمية بتخفيف الضغط على ميزانية التعليم، غير أنه يرى أن هذا التوجه لا يعدو كونه “مخرجا إحصائيا” وليس مخرجا يكفل الجودة والمضمون.

ويتساءل الباحث عن طبيعة النموذج التربوي الذي تؤسس له هذه الوضعية وهذه المقاربة، باعتبار أن التعليم ليس فقط مجالا للتمدرس والتدريس بل أيضا لبناء شخصية إنسان سوي ومتوازن، وعن الإضافة النوعية التي قدمها التعليم الخصوصي ما دامت المنظومة واحدة والمقررات والمناهج والامتحانات هي نفسها.

رأي يشاطره آباء اختاروا لأبنائهم حضن التعليم العمومي وإن لم يكن عن قناعة تامة، مثل حميد ن.، إطار بشركة للاتصالات، الذي يرى أن المدرسة العمومية ليست بالسوء أو السوداوية التي يصورها بها الكثيرون: “ألا تسجل أعلى النقاط في التعليم العمومي. ألم تزل المدرسة العمومية تنجب المتميزين على مر السنين، ومدرسوها عموما من ذوي التكوين العالي؟”، يتساءل بنبرة جازمة.

ويخلص حميد إلى أن منظومة التعليم العمومي تعاني بالفعل أعطابا واختلالات شتى تتصل أساسا بالإطار العام المتسم بكثير من الظواهر السلبية، غير أنها ليست هي المسؤولة حصرا عن ضعف التحصيل، “فالمسألة في نهاية المطاف تتعلق بمدى طموح التلميذ في التحصيل والارتقاء في مدارج العلم وبحسن توجيه الأسرة، بصرف النظر عن العوامل المحيطة”.

قد يهمك أيضا:

محمد حصاد يهدد بكشف المزيد من الفضائح في التعليم الخصوصي

أكاديمية جهة الدار البيضاء سطات تحذر من بعض مؤسسات التعليم الخصوصي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسر المغربية تُقبِل على التعليم الخصوصي لزيادة نِسب التحصيل العلمي الأسر المغربية تُقبِل على التعليم الخصوصي لزيادة نِسب التحصيل العلمي



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca