بيّن التقييم الأوّلي لحصيلة برنامج "المدارس المحتضَنة"، الذي تتولى بموجبه مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط احتضان واحد وثلاثين مؤسسة تعليمية عمومية، في خمسة أقاليم، تحقيق نتائج إيجابية، في رفع نسبة النجاح في صفوف التلاميذ، والحد من الهدر المدرسي.ونوّه عدد من الفاعلين التربويين بالنتائج التي حققها برنامج "المدارس المحتضنة" إلى حد الآن، وذلك في لقاء تحتضنه مدينة مراكش، حيث قال عبد اللطيف شوقي، وهو مدير إقليمي بالجديدة، إن
نتائج التلاميذ في المدرسة التي تحتضنها مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط بالمديرية التي يديرها تحسّنت كثيرا مقارنة مع السنوات الفارطة.وتُمكّن مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط تلاميذ "المدارس المحتضَنة" من الدعم المدرسي من أجل تقوية معارفهم وتهيئتهم لاجتياز الامتحانات، خاصة الإشهادية، وهو ما مكّن من تحسين النتائج التي يحققونها، لكون أغلبهم ينتمون إلى أسر تعاني من الهشاشة الاجتماعية، ولا تستطيع أن توفر الدعم المدرسي لأبنائها.زنزَّه
محمد البحبوحي رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بثانوية صالح السرغيني بالرحامنة، بالنتائج التي حققها برنامج "المدارس المحتضنة"، قائلا: "النتائج التي حققها تلاميذ مدرستنا كانت مشرّفة، بفضل الدعم المدرسي الذي تقدمه لهم مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، إذ وصلت نسبة النجاح إلى ثلاثة وثمانين في المائة".وتحقَّقت نتائجُ مماثلة بفضل برنامج "المدارس المحتضنة" في مؤسسات تعليمية أخرى، ومنها مدرسة سيدي أحمد بمدينة اليوسفية، التي قال مديرها، سعيد الغندوري، إن نسبة النجاح بها في المستوى السادس ابتدائي وصلت إلى أكثر من 93 في المائة.وأضاف الغندوري، "جعل برنامج
المدارس المحتضنة مؤسستنا التعليمية، اليوم، تتحاور بالدليل والبرهان مع محيطها الخارجي، بأن هذا الورش جاء ليطوّر شخصية المتعلم على مستوى تطوير المهارات والمعارف، وعلى مستوى القيم والسلوك أيضا".ويولي المسؤولون المشرفون على برنامج "المدارس المحتضنة"، وهو ثمرة شراكة إستراتيجية بين مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة التربية الوطنية، اهتماما كبيرا لجانب تحسين سلوك التلاميذ والتربية على القيم الحميدة، وهو ما مكّن من تغيير علاقة التلاميذ مع أساتذتهم، وحسّن اندماجهم في المحيط المدرسي، حسب شهادة الفعالين التربويين المشاركين في تفعيل هذا الورش.هذا
المعطى أكدته زينب صالح، الأستاذة في مؤسسة تعليمية بآسفي، قائلة: "برنامج المدارس المحتضنة مكّن من تحسين سلوك التلاميذ، وضبط انفعالاتهم، كما مكّن من إكسابهم الثقة في النفس، من خلال الأنشطة المختلفة التي يستفيدون منها، وهذا عنصر مهم جدا، لأن الثقة في النفس مدخل أساسي لتحقيق التلميذ لأهدافه في الحياة".وسجّلت الفاعلة التربوية التحسّن المطرد لسلوك التلاميذ المستفيدين من مواكبة مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، وقالت موضحة:
"قمنا بأنشطة كثيرة استفاد منها التلاميذ في النوادي المحدثة لهذا الغرض، وقد مكّن هذا العمل من تقويم سلوكهم وضبط شغب بعضهم".وقدمت المتحدثة ذاتها مثالا على ذلك بقصة تلميذ قالت إن أساتذة المؤسسة التعليمية التي تدرّسها بها كانوا يشتكون منه جميعهم، نظرا لكونه تلميذا مشاغبا، كما أنه رفض في البداية الانخراط في النادي الذي أنشئ في إطار برنامج "المدارس المحتضنة"، لكنّ المشرفين على النادي تمكنوا من إقناعه بالانخراط، ونجحوا في إدماجه، وزادت: "كان هذا تحدّيا كبيرا بالنسبة إلينا نجحنا في ربحه".وبرنامج "المدارس المحتضنة" لا يستهدف فقط التلاميذ، بل الأطر التربوية أيضا. وقد
بلغ عدد المستفيدين من الورشات التي تنظمها مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط أكثر من ألفيْ إطار تربوي، تلقوا تكوينات حول كيفية التعامل مع التلاميذ، لمواجهة المشاكل التي يمكن أن تحدث في المدرسة، وكذا مساعدة التلاميذ على تجاوز المشاكل النفسية والاجتماعية التي قد تعترضهم وتؤثر على مسارهم الدراسي.وعلاوة على الجانب البيداغوجي، تقوم مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط بإعادة تهيئة المؤسسات التعليمية العمومية التي تشرف عليها، لجعلها
فضاءات تلبي حاجيات التلاميذ. وقد مكنت هذه العملية من "تحبيب المدارس والأنشطة التي تقام داخلها إلى نفوس التلاميذ"، يقول مصطفى شكري، مدير مدرسة أولاد بوعلي بخريبكة.وأشار شكري إلى أن المؤسسة التعليمية التي يديرها أعطت رونقا جديدا لمدخل الفضاء الترابي حيث تتواجد، بعد إعادة هيكلتها وفق طراز معماري حديث، إذ تم تعويض الأقسام المفككة بثلاث حجرات دراسية صممت وفق هندسة حديثة، فضلا عن بناء ثمانية مراحيض مجهزة بآلات نظافة عصرية وسخانات مائية، ومطعم جديد مجهزة بمطبخ عصري، وقاعة للتربية، مضيفا: "لقد صارت المدرسة جذّابة وأصبح التلاميذ
يحبونها".النتائج التي حققتها برنامج "المدارس المحتضنة" تحققت بفضل الحكامة التي تسم تفعيل هذا المشروع، إذ ينفّذ تحت مواكبة لجان تضمّ ممثلي جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وجمعية النجاح، ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، حسب كريمة الصغيري، مديرة البرامج الوطنية بالمجمع الشريف للفوسفاط.وفضلا عن المواكبة التي تقوم بها هذه الأطراف، هناك لجنة التتبع على الصعيد الإقليمي برئاسة المدير الإقليمي، تجتمع كل ثلاثة شهور، ولجنة
التوجيه، يرأسها الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، تجتمع مرة أو مرتين في السنة، لدراسة وتقويم حصيلة العمل.واستفاد من برنامج "المدارس المحتضنة"، إلى حد الآن، 15.600 تلميذة وتلميذ، على صعيد 31 مؤسسة تعليمية محتضَنة بخمسة أقاليم، وهي ابن جرير والجديدة وخريبكة وآسفي واليوسفية؛ ويستهدف 60 مدرسة في أفق 2020.ويركّز برنامج "المدارس المحتضنة" بشكل أكبر على تطوير واكتشاف مواهب التلاميذ وتنمية روح الإبداع لديهم، عبر إنشاء نوادٍ للتنشيط المدرسي في المؤسسات العمومية، بلغ عددها إلى حد الآن أكثر من 150 ناديا؛ كما مكّن من استفادة 200 مدرّس ومدرّسة من برامج للدعم البيداغوحي.
قد يهمك ايضا
أكاديمية "الداخلة"تطلق تغييرات على مواعيد دخول المدارس في المغرب
"اليونيسيف" تدعو إلى تأهيل مدارس المملكة المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر