الرباط - كمال العلمي
تتوالى تعبيرات رفض الإدماج المباشر للطلبة العائدين قسرا من أوكرانيا وقد تعدّت نطاق طلبة بعض المؤسسات، ككليات الطب والصيدلة، وطلبة الأقسام التحضيرية للمدارس العليا، لتمتدّ إلى هيئات مهنية؛ إذ عبّرت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة عن رفضها لهذا التوجه.وبينما تمضي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في تنفيذ الخطة التي وضعتها لتسوية وضعية الطلبة المغاربة العائدين قسرا من أوكرانيا، شددت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة على أن يكون الحل مبنيا على مبدأ تكافؤ الفرص في الولوج إلى مدارس الهندسة العمومية، بالإضافة إلى الاستحقاق.
وعللت النقابة المذكورة موقفها الرافض للإدماج المباشر للطلبة العائدين من أوكرانيا بضرورة “الحفاظ على جودة التكوين الهندسي”، مشيرة إلى أن شروط الولوج إلى مدارس المهندسين تقتضي في حدها الأدنى تنظيم مباراة، على غرار تكوينات أخرى كالطب والصيدلة والهندسة المعمارية.وفي الوقت الذي ظل فيه الطلبة العائدون قسرا من أوكرانيا متشبثين بالإدماج المباشر في المؤسسات التعليمية العمومية، وهو المطلب الذي تبدّد بعد فرض الوزارة الوصية على القطاع شرط المباراة، دعت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة الجهات الوصية إلى دراسة الحل الذي يقتضي إدماج هؤلاء الطلبة في مدارس التكوين الهندسي بالقطاع الخاص.
وفي تصريح لهسبريس، قال محمد عيسي، رئيس النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، إن الغاية من الموقف الذي عبرت عنه النقابة، هي “الحفاظ على جودة تكوين المهندسين في مؤسسات التعليم العمومي”، لافتا إلى أن الولوج إلى هذه المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، يمر عبر الانتقاء الأولي واجتياز المباراة، بعد أن يكون الطالب قد درس في الأقسام التحضيرية.وأضاف عيسي: “نحن نتفهم وضعية الطلبة المغاربة العائدين قسرا من أوكرانيا، ونتضامن معهم، ولكن ولوجهم إلى المدارس العليا العمومية للهندسة يجب أن يكون بشروط، أدناها اجتياز المباراة، على غرار كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان”.
ومقابل رفضها لإدماج الطلبة المهندسين بشكل مباشرة، دعت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة إلى إدماج الراغبين منهم في القطاع الخاص، مع التفكير في حلول ملائمة ماديا للظروف الاستثنائية التي يعيشونها، “في إطار التضامن معهم، على غرار ما تم بالنسبة لكليات الطلب في القطاع الخاص”.ويرفض الطلبة العائدون من أوكرانيا التوجه إلى القطاع الخاص بداعي التكلفة المادية للدراسة، غير أن محمد عيسي يرى أن الطلبة الذين كانوا يتابعون دراستهم في جامعات أوكرانيا كانوا يدرسون بمقابل، داعيا إلى التفكير في حلول لمساعدتهم على تجاوز العائق المادي، حسب كل حالة.وبخصوص إجراء المباريات باللغة الفرنسية، التي اعتبرها عدد من الطلبة الذين اجتازوا مباراة ولوج كليات الطب عائقا، اعتبر عيسي أن “هذا الأمر لم يطرح إشكالا كبيرا بالنسبة للطلبة المهندسين، لأن الهندسة تعتمد أكثر على الرياضيات بخلاف الطب الذي يتطلب الإلمام بالكثير من المصطلحات”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
طلبة الطب يحتجُون في الرباط ضٍد السياسات محدودة الرؤية التي أقرتها وزارة التعليم العالي
أساتذة مغاربة يمنحُون وزارة التعليم العالي مهلة لتسوية القضايا العالقة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر