آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط

اللغة العربية
الرباط- الدارالبيضاء

ارتبط وصول اللغة العربية إلى المغرب خلال القرن الأول الهجري ارتباطا وثيقا بالدين الإسلامي، حيث دخلت تحت مظلة الإسلام، وكان البُعد الديني عاملا رئيسيا في دفع الأمازيغ إلى تعلم لغة الضاد، وبعد ذلك كتب الأمازيغ لغتهم بالحرف العربي، وراكموا تراثا مخطوطا معتبرا.

في ورقة أعدها الوافي نوحي، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ونُشرت في العدد الأخير من مجلة “المناهل” التي تصدرها وزارة الثقافة، نقرأ أن وصول الإسلام إلى المغرب خلال القرن السابع الميلادي صاحبته اللغة العربية أيضا “بوصفها وعاء للدين الجديد وحاملا له”.

ويشير الباحث إلى أن انتشار اللغة العربية في المغرب كان تدريجيا وامتد على قرون عديدة، فتعايشت لغة الضاد مع اللغة الأمازيغية في توليفة جسّدتها بعض الكتابات التي أنتجت منذ النصف الأول من العصر الوسيط.

وتوقف نوحي عند الكتابة لدى الأمازيغ خلال ذلك العصر، مشيرا إلى أنها اتخذت أربعة مناحٍ، وهي: التأليف بالعربية، والتأليف بالأمازيغية، والترجمة من العربية إلى الأمازيغية، والمزاوجة بين اللغتين في التأليف.

الارتباط الوثيق للغة العربية بالإسلام، باعتبارها حاملا له، مهد لها الطريق للانتشار في المغرب، حيث كان لزاما على الأمازيغ، بعد إسلامهم، خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري، “معرفة أحكام الدين الجديد، فأقبلوا، خاصة نخبهم، على تعلم العربية”، كما يوضح الوافي نوحي.

وحسب المصدر نفسه، فإن الأمازيغ لما تمكنوا من إتقان اللغة العربية أقبلوا على التأليف فيها، وفي العلوم الدينية وفي غيرها، فساهموا في تعميق الإسلام في بلادهم، ونشر العلم والمعرفة به، مضيفا أنهم “ألّفوا وأبدعوا في التأليف، حتى نبغ فيهم اللغوي والمفسر والمحدّث والأصولي والطبيب والرياضي والفلكي”.

وتابع الباحث أن مساهمة الأمازيغ في تنشيط حركة التأليف وإنتاج الكتب في المغرب، منذ قرون، كان لبعض وُلاة الأمر دور مهم فيها، “لما اتخذوه من إجراءات في إطار تدبير المشهد اللغوي، بين العربية والأمازيغية، وتصريفه بشكل ييسر وصول الدعوة إلى الناس بلسانهم، وفي الوقت ذاته يضمن خصائص كل لغة ويحفظ لها وظائفها”.

ويشير نوحي إلى أن التآليف التي أنتجها الأمازيغ لم تكن ذات فوائد معنوية فقط، بل كانت لها أخرى مادية، إذ تم تزويد السوق المحلية والمراكز العلمية بالحواضر الكبرى بالكتب، وإغناء خزانات المساجد والمدارس العلمية والزوايا، وكانت الكتب تصدّر من المغرب إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وإلى الشرق عن طريق الحجاز خلال مواسم الحج، وكان إنتاج الكتب وترويجها وصناعتها من أسباب العيش لمحترفيها.

وخلص الباحث إلى أن الدواعي التي كانت وراء التأليف عند الأمازيغي بالعربية تتراوح بين الدينية الدعوية التي ترمي إلى تقريب الدين من أذهان عموم الناس، وبين السياسة الدعائية التي كانت تروّج لأنظمة حكم وتيارات سياسية، لافتا إلى أن الغالب في التأليف في مراحله الأولى كان لأسباب دينية، واكتسى بعد ذلك صبغة سياسية.

قد يهمك ايضا

مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع يقضي بإحداث “صندوق محمد السادس

"مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع قانون خاص بـ "صندوق محمد السادس للاستثمار

   
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط



GMT 02:19 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأدب والفن التشكيلي المغربي ينعي الكاتبة زهرة الزيراوي

GMT 20:08 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

حفل موسيقي كبير مختلط في الرياض بمشاركة فنانين عالميين

GMT 07:47 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

اعتقال شخص أقدم علي التحرش بسيدة في مدينة فاس

GMT 01:44 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

نصائح لتنسيق البوت الطويل الممتد لفوق الركبة

GMT 01:23 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

هبة عيسوي تكشف عن نصائحها للتعامل مع الغضب

GMT 15:28 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

الفيفا" تكشف رسميًا عن موعد مونديال قطر 2022"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca