آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بيَّن ضرورة أن يُركّز التعليم الفني العالي على الرّسم الحرفي

جاكوب ويلر يُوضِّح أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم التعليم اللازم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جاكوب ويلر يُوضِّح أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم التعليم اللازم

الرسام والناقد الفني جاكوب ويلر
لندن ـ كاتيا حداد

أكّد الرسام والناقد الفني جاكوب ويلر، أن شهادات الفنون الجميلة لا تقدم التعليم اللازم لإنتاج فنانين استثنائيين اليوم، وكتب في بحث جديد: "أصبح الرسم والتصوير لا يعدو كونه أكثر من شكلا لمدارس الفن القديمة"، وأشار ويلر، الذي زار مدارس الفنون في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إلى أنه رغم أن هناك العديد من الطلاب الموهوبين فإن المعيار العام في كليات ومدارس الفنون كان "منخفضا بشكل مزعج". 

وأضاف "أود أن أشجعكم على الرجوع إلى كلية لندن الجامعية (UCL) لرؤية جودة اللوحات التي قام بها الطلاب بشكل روتيني في النصف الأول من القرن الماضي، وسوف ترون بأنفسكم كيف تغيرت الأمور"، ويضيف ويلر أنه من أجل استعادة المعايير السابقة يجب أن يركز التعليم الفني العالي مرة أخرى على الرسم الحرفي ومزجه بالواقعية لكن -كما يقول- بما أن المعلمين الحاليين لن يكونوا قادرين في معظم الأحيان على تعليم الرسم والتلوين "لأن معظمهم لا يعرفون شيئا عن ذلك"، فإن أفضل طريقة يمكن للطلاب التطور من خلالها هي قضاء وقت أكبر لدراسة فن الأساتذة القدامى أمثال "تيتيان" و"رامبرانت".
وأوضح ميلر: "إذا نظرت إلى أفضل الفنانين في عصرنا الحالي ستعرف أن لكل منهم فنانا قديما مفضل بالنسبة إليه، وسوف تكتشف في النهاية معيارا خاصا بك.. أعتقد بأن هذا هو أفضل ما يمكننا القيام به الآن"، لقد تغيرت ممارسات التدريس في مدارس الفنون بالفعل على مدى العقود القليلة الماضية، كما أن أسس مدارس اليوم تعتمد بشكل أساسي على مدارس الستينات، عندما اندمجت الكليات المحلية لإنشاء مدارس للفنون والتخصصات الفنية، حيث يمكن للطلاب الحصول على دبلوم في الفن والتصميم، وكانوا يعاملون بشكل متزايد كفنانين أكثر من كونهم تلاميذ، لكن كانت هناك تحولات سياسية وثقافية كبيرة منذ ذلك الحين. وفي عام 1992 جعل قانون التعليم الإضافي والعالي لمعاهد الفنون التطبيقية والكليات المستقلة، جامعات خاصة، ومدارس فنية مستقلة التي بدأت في التعامل مع نفس القضايا التي تطرحها الجامعات الأخرى، أبرزها ارتفاع الرسوم الدراسية.
ويعتقد الكثيرون بأن هذه التغييرات لم تكن للأسوأ. بالنسبة إلى مايكل آرتشر، أستاذ الفنون في جامعة غولدسميث، فإن مناهج المدارس الفنية أقل إلزامية، مستندة إلى مجموعة متنامية من التقاليد والثقافات، ويقول إن العودة إلى التركيز الفني على الرسم والتلوين سيكون مقيدا.
يقول ريتشارد تالبوت، رئيس الفنون الجميلة وأستاذ الرسم المعاصر في نيوكاسل، إن دروس الرسم الحي الأسبوعية مخصصة لأي طالب يرغب في الذهاب "ولكن من المهم أن يكون هناك مزيد من المعلمين الذي يفهمون مدى أهمية خلق فنانين إبداعيين وليس فقط رسامين".
وطوّر تالبوت الدورة التدريبية بشأن تجربته في مشروع "Goldsmiths" والذي يهدف إلى استكشاف اهتمامات الطلاب دون أي قيود. ويتبع هذا النهج مفتوح العضوية في حين يقدم لطلابه مجموعة متنوعة من ورش العمل العملية بشأن مهارات محددة مثل تطوير لوحة الألوان الخاصة بهم، وتطبيق الطلاء واختيار المواد المستخدمة.
يشير المعلمون إلى أن التعرض لوسائل التواصل الإجتماعية والتقاليد المختلفة يجب أن لا يأتي على حساب التعليم الفني. يقول آندي بانكهورست، وهو فنان يدرس في العديد من المؤسسات بما في ذلك مدرسة رويال للرسم، "أنا أؤيد تقليد ونمذجة أي شيء، لكن الفن والإبداع يأتيان من الملاحظة ورسم الحي".
ويقدم بانكهورست دورة تأسيس الفنانين "القائمة على المهارات والرسم الحي الإلزامي في أول فترتين.
يقول بانكهورست إن العديد من طلاب الدراسات العليا يعتقدون بأنهم تعلموا "أساسيات" الفن في دوراتهم الجامعية باكتساب مهارات الرسم، وأضاف: "إنني أكره استخدام كلمة (مهارات) فهي تعني أن مدرسة الفنون هي منشأة تلقن الطلاب موادا علمية خالصة، لكن تخيل لو كنت قد أعطيت شخصا بيانو وأخبرته التعبير عن نفسه وتكتفي فقط بتعليمه المفاتيح".
تساعد الهياكل التعليمية الأكثر حرية على استيعاب التنوع الجديد لطلابها، الذين يأتون من عدد لا يحصى من البلدان والخلفيات والثقافات. على هذا النحو فإن التقيد بالأساليب التي تم تدريسها في بريطانيا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لن يكون له معنى في الوقت الحالي.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاكوب ويلر يُوضِّح أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم التعليم اللازم جاكوب ويلر يُوضِّح أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم التعليم اللازم



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca