الجزائر ـ سميرة عوام
كثّفت قوات الأمن الجزائريّة من انتشارها في غرادية، اليوم الأحد، بعد أن تم الاستنجاد بعناصر قوات مكافحة الشغب، إثر خروج الشباب إلى الشوارع في انتفاضات شعبيّة، أقدموا خلالها على حرق العجلات المطاطيّة وغلق الطرق والمنافذ المؤدية إلى المركز الأمنيّ الذي نصبته المديرية العامة للأمن الوطنيّ خلال الأشهر الأخيرة تحسُّبًا لأي طارئ.
وأكّدمصدر أمنيّ، أن الأوضاع خرجت عن مسارها الحقيقيّ، بعد إقدام عدد من الشباب على تخريب المحلات وحرق 5سيارات، وهي النقطة التي فجّرت مستوى الغليان الشعبيّ، وتطوّرت الفوضى إلى تسجيل 7 جرحى في صفوف المحتجّين خلال مواجهتهم مع قوات الأمن، فيمما أطلق الأمن سراح 20 شخصًا تم اعتقالهم منذ فجر اليوم الأحد عقب تورّطهم في المناوشات والتحريض على التجمهر غير المرخص واستعمال العنف والقوة ضد عناصر الشرطة.
وقد جاء خروج المئات من الشباب الثائر إلى الشارع في مدينة غرداية، على خلفية تأخّر رئيس الوزراء عبدالمالك سلال في الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بالتشغيل والسكن وإعادة فتح برامج تنمويّة تُخرج المنطقة من بوتقة الفقر والتهميش، بعدما وعدتهم سلال بتحويل ملفاتهم إلى طاولته لتسوية وضعهم الراهن والحفاظ على الهدوء واستقرار البلاد، إلا أن ذلك حال من دون إطلاق أدنى مشروع، وهي المشكلة التي لم يستسغها الشباب العاطلين عن العمل، والذين هدّدوا بحرق المقرات التابعة لأملاك الدولة، وتخريب المراكز الأمنيّة، في حال عدم النظر في مطالبهم.
ورأى أعيان غرداية، أن الحكومة منشغلة بتعديل الدستور التوافقيّ في الوقت الذي تعيش فيه غرداية على بركان من المشاكل والصراعات الطائفيّة، بعد أن عاشت أكثر من شهر حالة من الهدوء الحذر بعيدًا عن التقتيل والتخريب، إلا أن تماطل الحكومة في تسوية الوضع الحالي من شأنه تفجير سلسلة من الاحتجاجات والانتفاضات الشعبيّة الدامية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر