جوبا - المغرب اليوم
حذرت مسؤولة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي الثلاثاء، من أن جنوب السودان يتجه نحو كارثة، مشيرة إلى أن قادة البلد سيعتبرون مسؤولين، إذا تحول "الخطر الحقيقي" في حدوث مجاعة، أمراً واقعاً، مشيرة إلى أن تسعة آلاف طفل مجندون للقتال في المعارك، وسط تحذير أممي آخر من تكرار مذابح رواندا.
وقالت بيلاي، التي التقت الرئيس سلفا كير، وخصمه رياك مشار، للصحافيين في العاصمة جوبا، إن عمليات القتل العرقية لمئات الأشخاص في بلدة بنتيو، وعشرات آخرين في مجمع للأمم المتحدة في مدينة بور "أكدت بشكل صارخ مدى اقتراب جنوب السودان من كارثة".
وأضافت بيلاي "صدمتني اللامبالاة الظاهرة حيال خطر المجاعة الذي أبداه كلا القائدين، لم يبدوا متأثرين كثيراً بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الآلاف من أبناء شعبهم، بسبب فشلهما شخصياً في حل خلافاتهما سلمياً".
وأوضحت بيلاي "إذا حدثت المجاعة في وقت لاحق من العام، وهو ما تخشاه منظمات الإغاثة الإنسانية إلى حد كبير، فإن المسؤولية تقع بالتساوي على قادة البلاد، الذين وافقوا على وقف أعمال العنف في كانون الثاني/يناير، لكنهم فشلوا بالالتزام بالاتفاق واكتفوا بتبادل اللوم".
وصرحت المسؤولة الأممية أمام الصحافيين بأن "أكثر من تسعة آلاف طفل، تم تجنيدهم من قبل الجانبين، كما قتل أطفال خلال هجمات من دون تمييز على المدنيين من الجانبين" في المعارك الدامية المستمرة منذ أربعة شهور، التي أوقعت آلاف القتلى، وأدت إلى نزوح اكثر من مليون شخص خلال القتال بين جيش جنوب السودان، وحركة تمرد بقيادة النائب السابق للرئيس رياك مشار.
بدوره، أكد المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة، أداما دينغ في جوبا أن الأمم المتحدة لن تسمح بتكرار الإبادة التي شهدتها رواندا في 1994 في جنوب السودان.
وقال دينغ "للناجين من المجزرة، نتعهد باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية السكان من تكرار ما حدث في رواندا".
وأضاف دينغ، الذي كان من أعضاء محكمة الجزاء الدولية الخاصة برواندا، "من الواضح أن النزاع يتخذ منحى خطراً والمدنيون يستهدفون بشكل متعمد على أساس انتمائهم القبلي والانتماء السياسي".
وقال المستشار الخاص للأمم المتحدة، في ختام زيارة لجنوب السودان، إن "التحريض على الكراهية" وارتكاب مجازر "على أساس إثني" في جنوب السودان تثير المخاوف من أن "يتجه هذه النزاع إلى مواجهات عنيفة". وأضاف أن "الأمين العام بان كي مون يشعر بقلق شديد، وسيتحرك لتفادي تكرار ما حدث في رواندا في أي مكان آخر في هذه القارة".من جانبه، حضّ كي مون سلفا كير على الدعوة علانية إلى إنهاء "الحملة السلبية" على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر