الجزائر - نورالدين رحماني
فرضتْ قيادة الجيش الوطني الشعبي الجزائري، نظامًا أمنيًّا، مُكوَّنًا من 4 آلاف جندي لتأمين منطقة غرداية، تحسبًا لأي طارئ، في المنطقة، قبيل الانتخابات الرئاسية، بالموازاة مع الأزمة التي تعيشها مند أشهر عدة، بينما دعت "جمعية العلماء المسلمين"، إلى "التهدئة ونبذ التفرقة"، مُحمِّلة "الدولة الجزائرية مسؤولية استرجاع الأمن في المنطقة".وأكَّدت مصادر، الإثنين، أن "قيادة الجيش الوطني الشعبي الجزائري فرضتْ
نظامًا أمنيًّا مُكوَّنًا من 4 آلاف جندي، من كتائب مشاة عدة، في حالة تأهب قصوى، في قواعد قريبة من محافظة غرداية الجزائرية".
وأضافت المصادر ذاتها، أن "تلك القوات سيتم نشرها في المدينة والبلديات القريبة منها عند اقتضاء الضرورة، وهو القرار الذي جاء على إثر اجتماع تنسيقي حضره مسؤولون مدنيون وعسكريون في مقر محافظة غرداية".
ومن جهة أخرى، دعت "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، الدولة الجزائرية إلى "تحمل مسؤوليتها الكاملة للتوقيف الفوري للمحنة التي تعيشها مدينة غرداية، والحد من استفحالها، عن طريق الإسراع في فرض الأمن داخل المنطقة، وحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وتطبيق القانون بكل صرامة وعدل وشفافية".
ودعت الجمعية، الجزائريين كافة إلى أن "يجنِّبوا الوطن أية تصرفات تؤول إلى مواجهات خطيرة".
وذكر رئيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، عبدالرزاق قسوم، في بيان تلقى "المغرب اليوم" نسخة منه، أن "أبناء الجزائر عامةً، ومنطقة غرداية خاصةً، عليهم واجب اليقظة والوعي، وتفويت الفرصة على من وصفهم، بالأعداء من الداخل والخارج، الذين يتربصون بالجزائر، من أجل زرع بُؤر التوتر في أرجائها، وتفكيك وحدتها، قبيل الاستحقاقات الرئاسية".
ووصف قسوم، أحداث غرداية بـ"الفتنة" والصراع المرير، الذي أفضى إلى سقوط الأرواح، وانتهاك الحرمات والاعتداء على المقدسات، والأملاك، والعقارات"، مجددًا عزمه على "بذل المزيد من المساعي بالتعاون مع كل العقلاء والخيرين من أجل تطويق الأزمة".
وختمت الجمعية بيانها، بـ"نداء إلى الشعب الجزائري كافة بصرف النظر عن قناعاتهم ومواقفهم، أن يسلكوا سلوكًا حضاريًّا، ويجنبوا الوطن، أية تصرفات تؤول إلى مواجهات خطيرة تُهدِّد استقرار وأمن البلاد".
وكانت مدينة غرداية الجزائرية شهدت أحداثًا مؤسفة خلال الأسبوع الأخير الذي سبق الانتخابات الرئاسية، نتج عنها وفاة شخصان في أحداث العنف والمواجهات العرقية والمذهبية، التي شهدتها بين السكان العرب الذين يتبعون المذهب المالكي، والسكان الأمازيغ الذين يتبعون المذهب الإباضي.
وكان الشاب بالحاج شعبان حسان تعرض للطعن بالسلاح الأبيض في حي أحباس نشور، في غرداية، بينما كان الشاب بن الناصر ناصر بن نورالدين، طالب جامعي، قُتل الجمعة في طلق ناري من بندقية صيد في حي كاف حمودة في بلدية بريان، خلال الاشتباكات الدامية بين الطرفين.
وبلغ مجموع عدد القتلى في أحداث غرداية المتجددة 10 قتلى منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد أن خرجت الأوضاع خارج السيطرة، وتم تسجيل قرابة 100 إصابة بجروح منذ عودة تلك الأحداث، الإثنين الماضي، بينما تعرض 50 منزلًا ومحلًا تجاريًّا إلى الحرق والتخريب، إضافةً إلى تخريب وحرق 50 سيارة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر