آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

فشلت في إيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي المعقد

مكتسبات مغربية تواجه "تعثرات أممية" بشأن ملف الصحراء خلال 2019

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مكتسبات مغربية تواجه

استقالة كولر
الرباط - الدار البيضاء اليوم

على الرغم من الزخم الإيجابي الذي شهده ملف الصحراء المغربية على مدار السنة التي نودعها، بتنظيم المائدة المستديرة الثانية في مارس 2019 بمشاركة جميع أطراف النزاع (المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو")، فإن الأمم المتحدة فشلت في إيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي المعقد بعد محادثات جنيف.

استقالة كولر

بعد جيمس بيكر وبيتر فان فالسوم وكريستوفر روس، شهدت سنة 2019 استقالة مفاجئة للمبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كوهلر من منصبه "لدواع صحّية"، حسب بيان الأمم المتحدة؛ لكن الواضح من خلال تطورات النزاع أن صعوبة تحريك الرئيس الألماني الأسبق لرمال الصحراء الراكدة وتقريب وجهات نظر أطراف النزاع كانت وراء استقالته، على الرغم من أنه نجح في عقد جولتين من المشاورات وكان يأمل في مرحلة ثالثة حاسمة في سنة 2020.

ومنذ استقالة كولر بتاريخ 22 ماي 2019، أي بعد حوالي سبعة أشهر، لم تستطع الأمم المتحدة، إلى حدود اليوم، إيجاد "بروفايل" أممي بديل قادر على تولي منصب المبعوث الأممي، خصوصا أن المرحلة المقبلة تتطلب شخصية سياسية لها تجربة واسعة في مجال إدارة الأزمات المعقدة.

وعلى مستوى قرارات مجلس الأمن الدولي، واصلت الدبلوماسية المغربية دفاعها عن القضية الوطنية الأولى، مكرسة نقاطا في صالح المغرب من خلال القرارين رقم 2468 (أبريل 2019) و2494 (أكتوبر 2019) واللذين مكنا من تعزيز المسلسل السياسي تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة.

وعززت القرارات الأممية الصادرة في 2019 مواقف المملكة المغربية، خصوصا على مستوى مأسسة مسلسل الطاولتين المستديرتين بوصفه الإطار الوحيد والأوحد للتوصل إلى الحل السياسي النهائي للخلاف الإقليمي؛ وهو ما يعني مشاركة الجزائر في أي مشاورات أو مفاوضات قادمة، وليس العودة إلى نقطة الصفر.

القرارات الأممية السالفة وضعت الجار الشرقي في صلب الحل السياسي، حيث طالب مجلس الأمن كل الأطراف المشاركة في الطاولتين المائدتين المستديرتين (المغرب والجزائر موريتانيا و"البوليساريو") بمواصلة المشاركة طيلة المسلسل السياسي لضمان تحقيق النجاح.

دعم الحكم الذاتي

واصل مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الصحراوية حشد الدعم الدولي عكس خيار "الانفصال" الذي تطالب به الجزائر و"البوليساريو"، حيث حافظت قرارات مجلس الأمن على مكتسبات المغرب في هذا الصدد.

وعاد المجلس الأممي، في 2019، ليؤكد أولوية مقترح الحكم الذاتي، وأشاد بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للسير قدما بالمسار السياسي. كما حث، مرة أخرى وبلهجة مباشرة، "البوليساريو" على الامتناع عن كل الأعمال الاستفزازية التي من شأنها عرقلة المسلسل الأممي.

مسلسل سحب أو تجميد الاعتراف بالجمهورية الوهمية تواصل أيضا في 2019، خصوصا على مستوى اختراق الدول الإفريقية التي تنتمي إلى مجموعة التنمية لإفريقيا (سادك) وأمريكا اللاتينية.

ومن بين الدول التي سحبت اعترافاتها في هذه الفترة بإفريقيا نجد المالاوي وزامبيا، كما علقت ليسوتو اعترافها بـ"البوليساريو"، وفي أمريكا اللاتينية ربح المغرب نقاطا في سجله الدبلوماسي بعد سحب السلفادور والبارباد اعترافهما أيضا.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، نجح المغرب في إقناع بعض الدول الإفريقية في افتتاح قنصليات عامة في مدن الصحراء؛ وهي خطوة تحمل الكثير من الرمزية السياسية. وفي 18 دجنبر 2019، دشنت جمهورية جزر القمر المتحدة قنصلية لها بالعيون، وجرى الإعلان الرسمي لجمهورية غامبيا عن فتح قنصلية عامة بمدينة الداخلة. كما أعلنت غامبيا وكوت ديفوار والسنغال عن الافتتاح المرتقب لقنصلياتها في العيون والداخلة.

 

انتهاكات "البوليساريو"

ختمت "البوليساريو" سنة 2019 بتدشين انتهاك رسمي جديد للاتفاقيات العسكرية رقم 1 ولاتفاق وقف إطلاق النار، بعقد مؤتمرها الـ15 في منطقة تيفاريتي المغربية المشمولة بوقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من توجيه المغرب لرسائل إلى مجلس الأمن بخصوص خطورة زحف الجبهة نحو المناطق العازلة، فإن الأمم المتحدة لم تقم بأية رد فعل ضد مؤتمر "البوليساريو" الذي حضر إحدى فقراته ممثلون لبعثة "المينورسو"؛ وهو ما اعتبره العديد من المتتبعين بمثابة "تواطؤ واضح للمنظمة الأممية مع "البوليساريو" وخروجها عن الحياد".

العلاقة مع الجوار

جدد الملك محمد السادس، في خطاب عيد العرش الماضي، دعوته إلى الجزائر لفتح صفحة جديدة وطي خلافات الماضي من خلال نهج "اليد الممدودة"؛ غير أن الجارة الشرقية للمملكة كرست مواقفها العدائية تجاه المغرب، بسبب ملف الصحراء.

ولم يُغير وصول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من الوضع القائم، حيث أثارت تصريحاته فور وصوله إلى قصر المرادية غضب الرباط والمغاربة. وكان تبون اعتبر نزاع الصحراء مسألة "تصفية استعمار".

أما لهجة التعبير الدبلوماسي الموريتاني، فتجاوزت مرحلة الفتور التي طبعت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، خصوصا مع وصول إسماعيل ولد الشيخ إلى وزارة الخارجية، والذي زار المملكة المغربية في مناسبتين.

أما الموقف الرسمي الموريتاني من نزاع الصحراء، فطبعه "الحياد" مع وصول الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى السلطة في 2019، والذي مد يده إلى المغرب لتطوير العلاقات الثنائية وفي الوقت نفسه يستمر في إقامة علاقات مع "البوليساريو".

قد يهمك ايضا :

ناصر بوريطة يُطالب بحلول واقعية بشأن الصحراء الغربية

البوليساريو تلوّح باللجوء إلى القضاء الأوروبي للطعن في اتفاقيتي الزراعة والصيد

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتسبات مغربية تواجه تعثرات أممية بشأن ملف الصحراء خلال 2019 مكتسبات مغربية تواجه تعثرات أممية بشأن ملف الصحراء خلال 2019



GMT 02:19 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأدب والفن التشكيلي المغربي ينعي الكاتبة زهرة الزيراوي

GMT 20:08 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

حفل موسيقي كبير مختلط في الرياض بمشاركة فنانين عالميين

GMT 07:47 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

اعتقال شخص أقدم علي التحرش بسيدة في مدينة فاس

GMT 01:44 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

نصائح لتنسيق البوت الطويل الممتد لفوق الركبة

GMT 01:23 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

هبة عيسوي تكشف عن نصائحها للتعامل مع الغضب

GMT 15:28 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

الفيفا" تكشف رسميًا عن موعد مونديال قطر 2022"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca