آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ما بيّن إهماله في المباني الرسميّة و كونه رمزًا للتفاؤل في المباريّات

العلمُ الجزائري أيقونة للاحتفالات الوطنيّة ومحفزٌ للانتماءِ والشعور بالفخر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - العلمُ الجزائري أيقونة للاحتفالات الوطنيّة ومحفزٌ للانتماءِ والشعور بالفخر

العلمُ الجزائري أيقونة للاحتفالات الوطنيّة
الجزائرـ سميرة عوام

تعتبر الرايات الوطنية في الجزائر خاصة خلال الاحتفالات الرسمية  عنوانًا لكل زاوية و شارع ،حتى  الأشجار والأعمدة الكهربائية تتزين بالأعلام احتفالا بذاكرة الشعب الجزائري و افتخارًا بما قدمه مليون ونصف مليون  شهيد، أثناء كفاحه أمام الاستعمار الفرنسي الغاشم ،حيث تدمع العين و ينفطر القلب بمجرد رفع الراية الوطنية ترفرف في الساحات العامة، و مقابر الشهداء، تخليدًا لـ"يوم الشهيد"، أو ذكرى أول تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى في المناسبات الأخرى ،و رغم قيمة هذه الأعراس الوطنية ،إلا أن الراية الجزائرية تهمل بين الفينة، و الأخرى من طرف الإدارة و الهيئات المعنية.
و يظهر ذلك جليًا من خلال جولتنا التي قادتنا لبعض المباني الرسمية ،حيث لاحظنا أن أغلب الرايات المعلقة بالمؤسسات التربوية،  و المديريات التنفيذية في الجزائر ممزقة، و أخرى باهتة اللون، لدرجة اختفاء أحد الألوان أو اختلاطها مع بعض ،حيث تظهر مشوهة أمام مرأى الجميع، اقتربنا من المدرسة الابتدائية التي تحمل اسم الشهيدة حسيبة بن بوعلي، وسط العاصمة، حيث دخلنا إلى ساحة المدرسة و نحن نحدق في السماء الزرقاء بحثا عن الراية الوطنية، و التي كانت معلقة بواسطة قضيب حديدي قصير لا يظهر للعيان ،و الأمر من هذا  أن العلم الوطني كان ممزق إلى نصفين  ،لدرجة انفصال النجمة عن الهلال ،وهو منظر يجعلك تشعر بالإهانة و طمس للهوية الوطنية ،و هنا المفارقة العجيبة لأن المدرسة تحمل أحد أسماء رموز الثورة ،إلا أن الإدارة التزمت موقف المتفرج و لم تحمل نفسها عناء التنقل للبلدية لاقتناء راية وطنية جديدة تبعث روح الشهيد في ساحة المدرسة و تصنع في كل حجرة حكاية للنضال و الكفاح الوطني للأجيال المقبلة.
كما تراهن وزارة السياحة  على تصدير الاستثمار المحلي إلى الخارج و جذب المستثمرين الأجانب لتحريك نشاط مناطق التوسع السياحي بالمناطق السياحية ،حيث تعتمد هذه الأخيرة على  مختصين في الدليل السياحي أو شركاء القطاع لتعريف المستثمر بأهمية المكان الذي تكتنزه هذه الأماكن، في مختلف الجوانب ،لكن تهمل مشعل الثورة حيث لا تعطي هذه الهيئة الرسمية أي قيمة للراية الوطنية ،و هذا ما يظهر للعيان حيث تختفي الأعلام  الجزائرية ،عند المدخل الرئيس للكورنيش ، و الشواطئ، فيما تعلق مصالح وزارة الداخلية رايات أخرى شبه قديمة على مستوى الساحات العامة .
و تكتفي الجهات الرسمية بتزيين المباني الأكثر استراتيجية في المنطقة منها مقر الولاية و العدالة ،إلى جانب مقر الميناء ،باعتباره رئة الاقتصاد الجزائري كما يعتبر معبر مختلف المستثمرين الأجانب و متعاملي عملاق الصلب الحجار أرسيلور ميتال  ،وهذا ما ينطبق على المطار الدولي رابح بيطاط و الذي يحظى في كل زيارة رسمية لأعضاء الحكومة بالرايات الوطنية الجديدة ،فيما تغيب الأعلام  الوطنية على  مباني المؤسسات الاقتصادية الكبرى على غرار مجمع سيدار و فرفوس و إن وجدت فهي قديمة و ممزقة ،فقط يبقى عند مدخل مركز الحجار راية وطنية ، اختلطت ألوانها بين الأحمر و الأخضر تظهر بارزة للزائر عند توقيفه في البوابة الرئيسة من طرف أعوان الأمن و كأنه يدخل إلى إمبراطورية غير مستقلة مازالت مستعبدة لدى جون كزادي و الذي يفرض هيمنته على أرسلور ميتال منذ مجيئه إلى المكان .
و من المفارقات العجيبة أن تجد راية وطنية تحمل اسم دولة وشعب مرمية في المزبلة و ممزقة إلى شطرين ،هذه الحادثة رواها لنا بعض عمال النظافة في المدن الجزائرية الكبرى على غرار عنابة و قسنطينة و العاصمة ،حيث تفاجأوا بوجود عدد من الرايات مهملة و أخرى مرمية عشوائيًا، وذلك بعد يومين من الاحتفالات بذكرى أول نوفمبر ،حيث أكد لنا محدثنا أن مصالح البلدية تهتم فقط بعملية تنصيب الرايات خلال المناسبات الوطنية، و بمجرد انتهاء موعد الاحتفالات، تحيل مهام إزالة الرايات  و الأعلام الوطنية للمستفيدين من مشروع الجزائر البيضاء دون أي حسيب أو رقيب ، وهذه هي الإشكالية المطروحة، في عنابة ،خاصة أن الجهات المحلية لا تعطي أهمية لموضوع الراية ،و التي ترى  فيها أنها قطعة قماش تحمل النجمة و الهلال ، الأحمر و الأخضر و الأبيض متناسية الأهمية الوطنية لهذه الأعلام التي سقط لأجلها رجال قدموا أنفسهم فدية للوطن .
أجمع مناصرو كل الفرق الرياضية في الجزائر ، أن الراية الوطنية ، فأل خير لتألق أي فريق خاصة على المستوى الدولي ،حيث أن الراية الجزائرية تحمل دم الشهداء الزكية ،حيث أن الشهداء يشفعون للاعبين بتمثيل الجزائر في المحافل الدولية ،و حسب عبد الحميد ،مناصر الخضر يقول أنه خلال ذهابه إلى أم درمان كان برفقة أصدقائه يناصرون الفريق من أجل رفع الراية الوطنية و سماع النشيد الوطني همهم الوحيد  كان مناصرة الفريق بالأعلام المزينة بالنجمة و الهلال ،ليضيف أنه تم صنع 100ألف راية وطنية كانت برفقة المناصرين خلال رحلتهم إلى السودان و قد تم إعادة الرايات الجزائرية ،في الوقت الذي تم فيه تقديم رايات أخرى لأشقائنا في السودان كعربون محبة بين بلد المليون و نصف مليون شهيد و أم درمان .
من جهته انتقد مشجع  آخر بشدة طريقة تعامل الإدارة الجزائرية مع الراية الوطنية ،و التي تبقى مهملة طول السنة ،حيث تتعرض للتمزيق و الرمي العشوائي في الشوارع ،في الوقت الذي يلتقطها المارة لوضعها في المتاحف الشخصية و استعمالها عند أي مناسبة وطنية .
و أمام إهمال الإدارة للرايات الوطنية ،تبقى الراية الجزائرية بين مطرقة الضياع أو الذهاب إلى المتحف ،و هذا سيحرم جيل مقبل من أهمية رموز الوطن خاصة أن الثورة صنعت مجد الراية في الجبال و الصخور و المغارات ،و في هذا الشأن طالب بعض المجاهدين بضرورة تعزيز الثقافة الوطنية لدى الإدارات و المسؤولين للحفاظ على العلم الوطني في مختلف الأوقات و المناسبات الوطنية و خاصة في المؤسسات التربوية ،لتدريب التلاميذ على الحفاظ على هذا الموروث الوطني .

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلمُ الجزائري أيقونة للاحتفالات الوطنيّة ومحفزٌ للانتماءِ والشعور بالفخر العلمُ الجزائري أيقونة للاحتفالات الوطنيّة ومحفزٌ للانتماءِ والشعور بالفخر



GMT 14:19 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

بريشة الفنان هارون

GMT 21:42 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

عشبة باما الصينية وفوائد علاجية مذهلة

GMT 12:54 2013 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

البربير الخضرة الغنية الرخيصة تقلل الإصابة بأمراض القلب

GMT 21:17 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا كريم تنقذ أسرة فقيرة وتعيدها إلى منزلها بعد ترميمه

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:00 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

توقيف مدير مؤسسة بنكية للاشتباه في صلته بجريمة مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca