آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الغرب يرى أن الإقليم يتجه نحو مزيد من الفوضى والاضطراب

الضغوط تتزايد داخل أميركا على أوباما ليتدخل بقوة في الحرب السورية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الضغوط تتزايد داخل أميركا على أوباما ليتدخل بقوة في الحرب السورية

باراك أوباما يتعرض لانتقادات
 واشنطن - عادل سلامة

 واشنطن - عادل سلامة تتزايد الضغوط في الوقت الراهن داخل الولايات المتحدة على أوباما كي يتخلص من تردده بشأن سورية، والتأكيد مجددًا على الزعامة الأميركية في إقليم الشرق الأوسط، وهو الإقليم الذي ترى عيون الغرب أنه يتجه نحو مزيد من الفوضى والاضطراب، ويشكل المزيد من التهديد يومًا بعد يوم. وأشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية أبرزت بوضوح حالة التردد التي يعيشها الرئيس الأميركي أوباما.
وقال الكاتب الأميركي المحافظ جينيفر روبين "إن إسرائيل عندما تضع خطًا أحمر فإنها تعني بحق ما تقول"، وذلك في إشارة منه إلى تحذيرات أوباما وخطه الأحمر الذي وضعه في آب/ أغسطس الماضي بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية.
وأضاف أن الغارات الإسرائيلية لا تكشف فقط عن عجز الحكومة الأميركية، وإنما تثير أيضًا علامات استفهام بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تفضل قيام إسرائيل بدور الشرطي في الشرق الأوسط.
وأكد أنه من غير اللائق لقوة عظمى أن تترك لدولة إسرائيل الصغيرة الاضطلاع بمهمة التعامل مع عملاء إيران في المنطقة، ذلك أن الأمر على هذا النحو يمكن أن يضعف ثقة حلفاء أميركا في أماكن أخرى، ويزيد من الجرأة العدائية لها في أنحاء أخرى من العالم.
وفي ما يتعلق بموقف أوباما من استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، فإن تصريحات المحققة في الأمم المتحدة كارلا ديل بونيت التي أشارت فيها إلى احتمال قيام المقاومة السورية باستخدام غاز السارين القاتل، قد ساهمت في تعزيز الانطباع بأن فوضى الأزمة السورية أصبح من المتعذر احتواؤها والسيطرة عليها.
وقالت صحيفة "غارديان": "إن الكثيرين من الأنصار والنقاد يرغبون في أن تكون تحذيرات وتهديدات أوباما بشأن الأسلحة الكيميائية جادة وأنه يعني ما يقول".
وفي الوقت الذي تعارض فيه غالبية الرأي العام الأميركي فكرة التدخل العسكري، فإن حالة القلق بسبب توقف الولايات المتحدة عن عمل شيء ما قد امتدت إلى أبعد من سورية، ووصلت إلى مصر، وما يوصف بأنه عدم اكتراث أوباما بالتجربة الديمقراطية المتعثرة بعد الثورة المصرية، بالإضافة إلى الموقف المعلق بشأن الأزمة النووية الإيرانية، والطريق المسدود الذي وصلت إليه العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الكاتب الأميركي بيتر بيكر "إن الرئيس الأميركي يجد نفسه حاليًا داخل صندوق جيوبوليتيكي، وإن مصداقيته باتت في خطر في ظل عدم وجود الكثير من الخيارات الجيدة أمامه".
وأضاف "إن أوباما عندما تحدث عن الخط الأحمر في سورية فإنه كان يفكر في هجوم كيميائي يتسبب في خسائر بشرية جسيمة وليس مجرد خسائر محدودة، مثل تلك التي كشفت عنها التحقيقات الأخيرة، ونتيجة لذلك فإنه وعلى ما يبدو فإن الرئيس يقترب من تزويد المقاومة السورية بأسلحة قتالية، وذلك على الرغم من أنه سبق وأن رفض ذلك قبل أشهر عدة".
وتابع "إن منهج أوباما بعدم التدخل كان الدافع له ما شهدته أميركا في العراق وأفغانستان من كوارث، إلا أن هناك من يردد بأن سورية ليست العراق".
حيث قال رئيس تحرير "نيويورك تايمز" السابق بيل كيلر "إنه من الطبيعي تعلم الدروس من التجربة المحزنة في العراق، ولكن التعقل والتبصر بالنسبة إلى حالة سورية أضاع العديد من الفرص، وأدى إلى فقدان المصداقية، وزاد من حجم المأساة".
وأضاف "إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية ومارست ضغوطا دبلوماسية، ولكن رفضها تسليح المقاومة السورية أو الدفاع عن المدنيين قد أقنع الأسد والعالم بأن أميركا ليست جادة".
وتعرض أوباما إلى انتقادات مماثلة من جانب الليبراليين المناصرين له بقيادة والتر راسل ميد، الذي قال "إن الوقت قد سرق أوباما في سوري"، مشيرًا إلى أن "أوباما يستمتع الآن بقدر نسبي من الراحة على مستوى السياسة الخارجية، والسبب في ذلك أنه ليس جورج بوش".
وأضاف أنه "في الوقت الذي تحترق فيه سورية وتغلي فيه مصر، فإن الكثيرين في الداخل الأميركي بدؤوا يفقدون صبرهم تجاه سياسية أوباما في الشرق الأوسط".
وتابع "إن هذا التطور الذي يدعمه معاناة سورية وعدم الاستقرار الإقليمي الذي تشهده المنطقة قد يكون قويًا بالدرجة التي تستطيع أن تطرد أشباح العراق، وتعيد الحياة من جديد في مبدأ فترة التسعينات، الذي كان يحمل شعار التدخل من أجل الإنسانية".
وبقي السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يستطيع أوباما أن يفعل ذلك؟ إنه لا يستطيع أن يعول على روسيا أو الصين أو مجلس الأمن في وضع حد للأزمة السورية، فالعملية الدبلوماسية متوقفة، الأمر الذي يجعل من قرار تسليح المقاومة السورية قرارًا معتدلاً، وهو القرار الذي تشجع عليه بريطانيا وفرنسا على الرغم مخاوف وقوع هذه الأسلحة في أيدي المتطرفين الإسلاميين.
وجاء من بين الخيارات الأخرى فرض منطقة حظر طيران كتلك التي فرضت على نظام صدام حسين، والقيام بغارات جراحية بهدف إتلاف مطارات نظام الأسد وبطاريات صورايخه ومدفعيته ومخزونه من السلاح، وبالتالي حماية المدنيين وتركيع النظام السوري، أو القيام بغزو بري شامل في حال فشل تلك الخيارات.
وقالت صحيفة "غارديان": "إنه على الرغم من تحذيرات العسكريين التي تسعى إلى إنهاء حروب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأيًا كانت رغبة أوباما، إلا أنه لا بد وأن يقوم بعمل ما وفورًا".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضغوط تتزايد داخل أميركا على أوباما ليتدخل بقوة في الحرب السورية الضغوط تتزايد داخل أميركا على أوباما ليتدخل بقوة في الحرب السورية



GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:32 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

رد فعل حنان ترك على خلع حلا شيحة للحجاب

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

الضريبة التصاعدية بين العدالة والجباية

GMT 03:06 2014 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

"بمبة كشر" نقطة تحول في حياتي الفنية

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

نبات الصبار(الألوفيرا) صيدلية الصحراء

GMT 06:00 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

محبو الطائرات يتجهون إلى منزل وسط كوتسوولدز في انجلترا

GMT 06:14 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

بلاك دوغلاس استرلينج تقتحم عالم الدراجات النارية بقوّة

GMT 15:41 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

ميسي يغيب عن مواجهة المغرب لإصابة "حادة"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca