آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

القدس المحتلة على "صفيح ساخن" والاحتلال الاسرائيلي يستنفر خوفاً من انتفاضة جديدة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - القدس المحتلة على

القدس المحتلّة
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

منذ وقوع العملية البطولية التي نفذها الشهيد الفلسطيني فادي أبو شخيدم في القدس المحتلّة، والمدينة المقدسة تتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة وغير مسبوقة لا تتوقف، تطال "البشر والحجر والمقدسات" في محاولة للانتقام من سكانها، وفرض مزيد من التضييق والتنكيل بحقهم؛ ما يُنذر بانفجار الأوضاع واشتعال مواجهة مع الاحتلال.
وصباح الأحد، استشهد أبو شخيدم عقب قتله لجندي إسرائيلي وإصابته 4 آخرين، أحدهم بحال الخطر، خلال عملية إطلاق نار وقعت عند باب السلسلة قرب المسجد الأقصى المبارك.
وقد تبنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد أبو شخيدم وأكّدت أنّه أحد قادتها في مخيم شعفاط بالمدينة المقدّسة.
وتتخوف "إسرائيل" من أن تؤدي عملية القدس إلى انفجار الأوضاع، وإشعال فتيل انتفاضة جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلّتين؛ لذلك رفعت شرطة الاحتلال حالة التأهب في المدينة، ودفعت بالمزيد من القوات لتأمين الحماية للمستوطنين.
وعقب العملية، أصدر قائد قوات ما تسمى "حرس الحدود" التابعة لشرطة الاحتلال، تعليماته باستنفار قوات الاحتياط خشية حدوث تدهور أمني آخر، خلال فترة عيد "الأنوار" اليهودي القريب وأعياد رأس السنة الميلادية.
المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول إنّه ما من شكّ أنّ العملية التي نفذها الشهيد أبو شخيدم "أصابت الاحتلال في مكان مؤلم، بحيث رأينا ردود الأفعال الإسرائيلية على العملية، وأبعادها كانت واضحة وخطيرة".
ويرى الهدمي أنّ العملية لها مدلولات خطيرة على المدى البعيد، إذ بدأت سلطات الاحتلال بعدها توجيه الانتقام للمقدسيين ولأهل الشهيد أبو شخيدم، من خلال اقتحام منزله وتدمير محتوياته والتنكيل بأفراد عائلته واعتقالهم والتحقيق معهم.
ويضيف "الاحتلال أراد الانتقام من المقدسيين بشكل عام كذلك عن طريق عمليات هدم المنازل، كما حدث صباح اليوم في وادي الحمص؛ مما يعبر عن مدى الألم الذي أصابه بسبب عملية القدس الفدائية".
ويلفت إلى أنّ سلطات الاحتلال "بدلًا من استيعاب ما حدث شرعت بمزيد من الإجرام والتدنيس لحرمة المسجد الأقصى، والاعتداء على المدينة وسكانها، ومقدساتها مما سيؤدي بالضرورة إلى مزيد من التوتر والمقاومة والمواجهة مع الاحتلال ليس فقط بالقدس، وإنّما في كل فلسطين المحتلة".
ومن وجهة نظر المختص في شؤون القدس فإنّ الاحتلال يدفع المدينة المحتلّة والمنطقة برمّتها "باتجاه الانفجار والمواجهة العسكرية التي قد لا تقف عند حدود فلسطين المحتلة، لأن الواقع الذي تعيشه المدينة المقدسة خطير جدًا".
ويبيّن أن القدس تعيش الآن واقعًا أخطر بكثير مما كانت عليه عام 2017، حينما وضع الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى ما شهدته المدينة من أحداث خلال شهر رمضان الماضي أدت إلى اندلاع مواجهة عسكرية مع الاحتلال في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويرى أنّ على الاحتلال بدلًا من البدء بالتهديد والدعوات للحشد لاقتحام الأقصى والصلاة في رمضان القادم، وإعادة محاولة وضع البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد، أن يستخلص الدروس والعبر من كل الأحداث التي وقعت بالقدس، وآخرها العملية الفدائية التي نفذها الشهيد أبو شخيدم.
وعن الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلّة، يؤكّد الهدمي أنّ "شرطة الاحتلال حولت المدينة إلى ثكنة عسكرية وكثفت تواجد عناصرها وقواتها الخاصة وضباطها، والمستعربين في شوارعها وطرقاتها، وفي البلدة القديمة وأزقتها".
ويفيد بأنّ الاحتلال شدّد من قيوده وتضييقاته على المقدسيين والتجار والمصلين الوافدين للأقصى، عبر التفتيش والتنكيل والتدقيق في الهويات، ناهيك عن الاعتقالات والملاحقة التي ينتهجها بحق الأهالي.
ويصف الأوضاع في المدينة بأنها "صعبة للغاية، وباتت على صفيح ساخن"، بفعل تصاعد إجراءات واعتداءات الاحتلال، حيث يزداد التوتر يومًا بعد يوم، محذرًا في الوقت نفسه من تداعيات ما يجري في المدينة المقدسة.
ويحذّر من أنّ الأمور قد تتجه إلى مزيد من التصعيد والتوتر بشكل واضح، ومن المواجهة والعمليات الفدائية، لأن التجربة أثبتت أن المقدسيين لن يرفعوا الراية البيضاء أمام كل هذه التعديات بحقهم وبحق مقدساتهم.
ورأى الخبير في شؤون القدس جمال عمرو أنّ عملية أبو شخيدم جدّدت الرعب لدى الاحتلال وأصابته بصدمة عنيفة جدًا، بعدما شعر بأن الأمور في المدينة المحتلّة قد استقرت، وأصبح بوسعه أن يُنهي قضية القدس ويستبيحها أكثر ويُسيطر عليها.
وفي حديثه له، يستدرك عمرو "لكن المدينة المقدسة، ومن خلال العملية البطولية، أرادت إرسال رسائل قوية للاحتلال لتذكره بأن الانفجار والطوفان قادمان، وعليك ألّا تفرح كثيرًا".
ويشير إلى أن المدينة، وفي أعقاب العملية، تشهد تعزيزات عسكرية ضخمة، وخاصة في محيط المسجد الأقصى؛ تعكس خشية إسرائيلية من حدوث عمليات أخرى، بالإضافة إلى فرض الاحتلال تضييقات وإجراءات مشددة على المقدسيين، بما تشمله من اعتقالات وعمليات هدم متواصلة وتنكيل بقوة السلاح، واعتداءات على الأقصى بشكل سافر.
وبنظر عمرو فإنّ الأوضاع في القدس المحتلّة ستشهد مزيدًا من التوتر والتصعيد، في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال وممارساته، مؤكّدًا أنّ "الشعب الفلسطيني أصبح أكثر إصرارًا على تحقيق النصر، ولن يتراجع للوراء، ولن يستسلم مهما كان الثمن، وسيقدم المزيد من العطاء سواء كان في القدس أو سائر أنحاء فلسطين".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

وفد مغربي كان في القدس المحتلة وقت وقوع هجوم باب السلسلة

 

الاحتلال الاسرائيلي ينقل وزاراته إلى القدس المحتلة في خطوة خطيرة وتجاوز واضح للقانون الدولي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس المحتلة على صفيح ساخن والاحتلال الاسرائيلي يستنفر خوفاً من انتفاضة جديدة القدس المحتلة على صفيح ساخن والاحتلال الاسرائيلي يستنفر خوفاً من انتفاضة جديدة



GMT 14:19 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

بريشة الفنان هارون

GMT 21:42 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

عشبة باما الصينية وفوائد علاجية مذهلة

GMT 12:54 2013 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

البربير الخضرة الغنية الرخيصة تقلل الإصابة بأمراض القلب

GMT 21:17 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا كريم تنقذ أسرة فقيرة وتعيدها إلى منزلها بعد ترميمه

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:00 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

توقيف مدير مؤسسة بنكية للاشتباه في صلته بجريمة مراكش

GMT 20:34 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

دييجو كوستا يضاعف محنة أتلتيكو مدريد لشعوره بالإصابة

GMT 09:53 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

عمرو يوسف يبدأ تصوير "نيران صديقة"

GMT 20:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يستعيد طريق الانتصارات ويفوز بصعوبة على سموحة

GMT 13:57 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولاً

GMT 02:57 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات KREMENTEZ اختيار المرأة الأنيقة في موسم الأعياد

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca