القدس المحتلة - الدار البيضاء اليوم
في الوقت الذي تتواصل فيه تعقيدات الأزمة السياسية في إسرائيل، التي تعرقل الجهود لتشكيل الحكومة، بادر عدد من الشخصيات السياسية في اليمين إلى مبادرة لتعديل قانون الانتخابات من “تشريعية” إلى “رئاسية” يخوضها رئيس الحكومة الانتقالية، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة المكلف، بيني غانتس، تنافسًا يقتصر عليهما، من دون إعادة الانتخابات البرلمانية.
وتبيّن أن هذه المبادرة جاءت لإنقاذ نتنياهو من المأزق السياسي الذي دخل فيه، وأنها طرحت بعد ظهور نتائج استطلاع للرأي يشير إلى أن نتنياهو يتغلب على غانتس في انتخابات كهذه.
وحسب هذه النتائج، يفوز نتنياهو بنسبة 40 في المائة من الأصوات، مقابل 36 في المائة لغانتس، بينما قال 24 في المائة إنهم لن يشاركوا في الانتخابات، أو إنهم لا يعرفون لمن سيصوتون.
وفي تفاصيل نتائج الاستطلاع التي بثتها القناة “12” للتلفزيون الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، وأجراه معهد “مدغام”، قال 67 في المائة من ناخبي معسكر الوسط - يسار، إنهم سيدعمون غانتس، في حين قال 7 في المائة إنهم سيصوتون لنتنياهو، ونسبة المترددين بلغت 26 في المائة.
بينما قال 66 في المائة من ناخبي اليمين إنهم سيصوتون لنتنياهو، وقال 15 في المائة منهم إنهم سيدعمون غانتس، بينما قال 19 في المائة من ناخبي اليمين إنهم لم يقرروا مَن سيدعمون، أو إذا ما كانوا سيشاركون أصلًا بانتخابات مماثلة.
وجاءت هذه المبادرة من رئيس كتلة حزب “الليكود” في “الكنيست”، ميكي زوهر، المقرب من نتنياهو، وحظيت بدعم وزيرة القضاء السابقة، أييلت شكيد، من حزب “البيت اليهودي الجديد” اليميني. وكذلك رئيس حزب “شاس لليهود الشرقيين المتدينين”، أرييه درعي. وقد علل ثلاثتهم هذا الاقتراح على بأنه جاء بغرض واحد فقط، هو منع انتخابات عامة جديدة، لأن انتخابات كهذه سترهق المواطن الإسرائيلي وتزيد أعباء الاقتصاد، ولا شيء يضمن أن تأتي بنتائج مختلفة عن النتائج الأخيرة. لكن غانتس رفضه بشدة قائلًا إن هذه واحدة من ألاعيب نتنياهو التي تستهدف الالتفاف على نتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأظهرت بوضوح فوز حزب “كحول لفان” على “الليكود”.
وقد سارع “الليكود”، أمس (الأربعاء)، إلى نفي وقوف الحزب وراء هذا الاقتراح، وأن نتنياهو لا يوافق على الموضوع. لكن زوهر رفض موقف حزبه وقال إن “المبادرة شخصية، وأنا وحدي مسؤول عنها. ومن غير الصحيح القول إن نتنياهو لا يؤيدها. وأعتقد أن هذا هو ما يجب أن يحصل، وأن نتنياهو سيوافق على ذلك في نهاية المطاف”. وردًا على سؤال إن كان نتنياهو سمع الاقتراح وكيف كان رد فعله، أجاب: “لم يقل لا، ولم يقل نعم، لكنه يدرس الاقتراح بجدية؛ فهذا هو الأمر الصائب حاليًا، بالنسبة لنتنياهو، وبالنسبة للدولة”.
وكانت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية قد خرجت بتقرير خاص قالت فيه إنها اعتمدت على مصادر سياسية ذات علاقة وطيدة بالحزبين الكبيرين، يكشف أن هناك “اتصالات سرية تجري في هذه الأثناء بين نتنياهو وغانتس، حول تشكيل حكومة وحدة، وليس صحيحًا القول إن مفاوضات تشكيل حكومة كهذه وصلت إلى الباب الموصد”.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “غلوبس”، أمس، عن المصدر قوله إنه “لن تجري انتخابات ثالثة، والحكومة التي ستتشكل ستكون حكومة وحدة”. وأضاف، متحفظًا، أنه ربما ينجح معارضو حكومة كهذه بإحباطها، وستجري كثير من الاحتكاكات فيها بعد تشكيلها “وهذا هو الاتجاه المعقول والمنطقي أكثر من التوجه لانتخابات”.
وحسب الصحيفة، فإن هذه الاتصالات بين نتنياهو وغانتس بدأت في نهاية شهر سبتمبر، ولم تتوقف، وهي تجري بموازاة المفاوضات بين الحزبين التي استمرت، مساء أمس (الأربعاء).
قد يهمك أيضا :
"ورقة عباس" بشأن الانتخابات الفلسطينية تُثير خلافات مبكِّرة والفصائل تقرر الرد خطيًا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر