تُواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لليوم الثالث، معاركها ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في الجبهات الشمالية والغربية لمحافظة الضالع، في جنوب البلاد، وسط تقدمها والسيطرة على عدد من القرى والجبال الاستراتيجية في جبهة قعطبة، غربا، وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية، وأسر عدد من عناصر ميليشيات الحوثي.
وقال مصدر إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من محافظة إب، وسط اليمن، إلى المواقع التي ما زالت تحت سيطرتها في محافظة الضالع، وذلك عقب الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها الميليشيات»، مضيفا أن «ميليشيات الانقلاب تستميت لاستعادة مواقعها التي تم دحرها بما فيها المواقع العسكرية المحادة لمحافظة إب».
وأشاد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش في الضالع وما يحرزونه من تقدم ميداني يهدف إلى استكمال التحرير بالمحافظة وطرد الميليشيات الانقلابية واستعادة مؤسسات الدولة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الأحمر، الأربعاء، بقائد محور الضالع قائد اللواء 30 مدرع العميد الركن هادي العولقي، للاطلاع على المستجدات الميدانية. ونوه إلى جهود وتضحيات جميع الوحدات العسكرية من منتسبي الجيش والمقاومة التي شاركت في العملية والمرابطة في مختلف الجبهات ضد الحوثيين، طبقا لما أورده موقع وكالة «سبأ» للأنباء اليمنية الرسمية.
وعبر الأحمر عن الشكر والتقدير للأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعمهم للشرعية في مواجهة المشروع الإيراني التخريبي في بلادنا والمنطقة. مشددا على مضاعفة الجهود والعمل لاستكمال التقدم الميداني.
وأكد الناطق باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده عبد الله مجلي، أن «الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في محافظة الضالع، تمثل أهمية استراتيجية، لكونها تؤمّن محافظات الضالع ولحج وعدن، وتعد مفتاحا لتحرير محافظة إب». ونقل موقع الجيش الوطني الرسمي «سبتمبر. نت» قوله إن «قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير مناطق واسعة واستراتيجية في مديرية قعطبة، منها الزبيريات، والقفلة، والفاخر، وباب غلق، عقب معارك خاضتها مع ميليشيا الحوثي المتمردة» و«تمكن من تأمين تحرك قوات الجيش الوطني، في اتجاه مواقع تمركز الميليشيا الحوثية، في محافظة إب».
وذكر مجلي أن «الفرق الهندسية لقوات الجيش الوطني، شرعت في تطهير المناطق المحررة من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، التي زرعتها الميليشيا الحوثية، تمهيدا لعودة المواطنين الذين شردتهم الميليشيات».
تزامن ذلك مع استمرار المعارك وتقدم الجيش الوطني في معقل ميليشيات الحوثي بمحافظة صعدة، شمال غربي صنعاء، واستمرار التصعيد العسكري للميليشيات الانقلابية في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن.
ففي محافظة صعدة، أكدت قيادة محور كتاف العسكري الحكومي، تمكن الجيش الوطني، الأربعاء، من إسقاط صاروخ حوثي من نوع «قاهر» إيراني الصنع فوق جبال كتاف، شرق صعدة، الواقعة شمال غربي صنعاء.
وقالت القيادة في بيان مقتضب لها، تابعته «الشرق الأوسط» إن «قوات الدفاع الجوية في محور كتاف صعد، بقيادة اللواء رداد الهاشمي، وبمساندة من قوات التحالف العربي، تمكنت صباح الأربعاء، من إسقاط صاروخ نوع (قاهر) أطلقته الميليشيات الحوثية في أحد جبال كتاف. وبعد الفحص والتحري تبين أن الصاروخ إيراني الصنع يحمل تاريخ 2019».
وأضاف: «ويأتي هذا التطور في إدخال منظومة جديدة لدى كتيبة الدفاعات الجوية لمحور كتاف، وبحمد الله وتوفيقه تم إسقاطه ونحن لهم بالمرصاد».
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل المعارك في مختلف جبهات محافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأبرزها في جبهات كتاف وباقم والظاهر، وسط تقدم قوات الجيش الوطني، الثلاثاء، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في مديرية الظاهر، جنوب غربي صعدة، من خلال «السيطرة على جبال بني سعد وعدد من التباب المحيطة بها عقب هجوم مباغت شنته على مواقع تمركز ميليشيا الحوثي المتمردة التي لاذت بالفرار»، وتمكن قوات الجيش من «قطع خطوط إمداد الميليشيا الحوثي في (لية) الممتد من الظاهر وحتى عمق حيدان».
وفي الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، شهدت الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة، معارك عنيفة، خلال اليومين الماضيين، بين القوات المشتركة من الجيش الوطني وميليشيات الانقلاب عقب شن الميليشيات على مواقع القوات في محيط مدينة الصالح وشارع الخمسين ومحيط مستشفى (22) مايو، بالتزامن مع إفشال القوات المشتركة محاولة تقدم مجاميع حوثية إلى مواقعه في منطقة الفازة الساحلية بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، وعدد من المواقع في مديرية الدريهمي، ما أسفر عن قصف حوثي مكثف على مواقع القوات المشتركة والقرى المأهولة بالسكان.
وأفادت مصادر ميدانية، نقل عنها مركز إعلام قوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، بقولها إن «الميليشيات قامت بحشد مجموعات مسلحة في مدينة زبيد ويجري الدفع بها باتجاه المزارع التابعة لمناطق الجبلية والتحيتا، جنوب الحديدة، على متن أطقم تابعة للميلشيا الحوثية».
وأوضحت أنها «رصدت وصول بعض عناصر مسلحة تابعة للميلشيات الحوثية إلى مناطق قريبة من مديرية حيس، جنوبا، قادمة من مثلث القهرة الواقعة غرب محافظة إب والمحاذية لمدينة حيس»، إضافة إلى «تعزيزات للميليشيات بمواقعها في أطراف مديرية الدريهمي، ومنطقة كيلو 16 جنوب الحديدة، وصلت على متن أطقم تابعة للميليشيا».
وأكدت «العمالقة» أن «هذه التحركات واستقدام التعزيزات للميلشيات الموالية لإيران، تأتي في إطار التصعيد الخطير الذي تمارسه للقضاء على عملية السلام، وضمن خروقاتها اليومية للهدنة الأممية في الحديدة».
وأعلنت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، الثلاثاء، تفكيك حقل ألغام فردية زرعتها ميليشيات الحوثي، شرق مدينة الصالح. ونقل مركز إعلام «العمالقة»، عن مصدر في الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، قوله إن «الفرق وأثناء قيامها بعملية مسح ميداني عثرت على حقل ألغام فردية زرعتها ميليشيات الحوثي شرق مدينة الصالح قبل دحرها منها، وتمكنت الفرق من تفكيك الألغام ونزعها».
وأضاف المصدر أن «الفرق الهندسية عملت على تفكيك ونزع أكثر من خمسة عشر لغماً فردياً شديدة الانفجار، وتجري عمليات مسح شاملة للمنطقة لتطهيرها من حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا».
وقالت «العمالقة» إن «مخزن أسلحة تابع لميليشيات الحوثي الانقلابية في أحد منازل بقرية بيت بش في شمال مديرية حيس، جنوب الحديدة، انفجر صباح الخميس، وتلته انفجارات متفرقة استمرت لأكثر من ساعة وتصاعدت النيران وسحب دخان في سماء المنطقة».
وذكرت أن «الميليشيات الحوثية ونتيجة لسلوكها الإجرامي تتعمد تكديس وتخزين الأسلحة والقذائف الخاصة بها في المناطق المأهولة بالسكان غير آبهة بالأخطار التي تهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم نتيجة انفجارات تلك المخازن كما حدث وقد أدى الانفجار إلى تدمير المنزل بالكامل متسبباً في حالة هلع في أوساط سكان القرية والقرى المحيطة».
وأكدت أن «تكديس الميليشيات للأسلحة داخل منازل المواطنين واستمرار تصعيد خروقاتها وتحشيد عناصرها إلى مناطق التماس دلائل واضحة تؤكد عدم جديتها لتنفيذ بنود اتفاق استوكهولهم، وأنها تستعد لتفجير الوضع عسكريا في الساحل الغربي».
وسبق أن قامت ميليشيات الحوثي باستخدام منازل داخل مدينة الحديدة وفي أوساط الأحياء المكتظة بالسكان مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء.
إلى ذلك، نفت الفرق الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عملية إتلاف وتفجير لـ2704 ألغام وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في الساحل الغربي.
وذكر «مسام» في بيان له، أن هذه «العملية التي نفذتها فرق (مسام) الهندسية في الساحل الغربي، تعد الرابعة، ليصل مجموع ما تم إتلافه وتفجيره 36455 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة».
وقال العقيد قايد هيثم، نائب مدير عام البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، إن «العملية التي تم تنفيذها من قبل الفريقين 21 و30 مسام في منطقة الكدحة بمديرية المخا تشمل 2001 لغم مضاد للدروع، و650 قذيفة غير منفجرة، و50 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 3 صواريخ مفخخة».
وأضاف أن «عمليات الإتلاف والتفجير التي تنفذها فرق مشروع مسام الهندسية والبرنامج الوطني مستمرة، وستتبع هذه العملية كثير من عمليات الإتلاف، والتفجير خلال الأيام القادمة في الساحل الغربي».
ويعمل المشروع السعودي «مسام»» في الساحل الغربي بـ16 فريقا هندسيا موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، ومديرية الدريهمي، وموزع، والوزاعية، ومديرية الخوخة، وحيس، ويختل، بالإضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج.
قد يهمك أيضا :
القوات المشتركة اليمنية تتقدَّم في الضالع والمقاومة تحرِّر مناطق جديدة من قبضة الحوثيين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر