طرابلس ـ الدارالبيضاء اليوم
صعّد مجلس النواب الليبي من موقفه تجاه الحكومة الجزائرية لـ«تغاضيها» عن الاعتراف بحكومة «الاستقرار» التي يترأسها فتحي باشاغا، مقابل مواصلة مساندتها لغريمه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.وللمرة الأولى، وجَّه مجلس النواب الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق بشرق البلاد انتقادات علنية للجزائر، دفاعاً عن حكومة باشاغا التي منحها الشرعية مطلع مارس (آذار) الماضي. واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، يوسف العقوري: «إصرار الحكومة الجزائرية على الاعتراف بحكومة الدبيبة، ورفض الحكومة الجديدة التي اختارها البرلمان برئاسة باشاغا، تدخلاً في الشأن الداخلي الليبي؛ وتجاوزاً لقرارات السلطة المنتخبة، ومساساً بالوحدة الوطنية للبلاد».
ورأى العقوري الذي عبر عن استيائه من دعم حكومة الجزائر للدبيبة، أن الموقف الجزائري «لم يكن داعماً لاستقرار الشعب الليبي»، وبينما أكد «عمق الروابط الاجتماعية والتاريخية مع الشعب الجزائري الشقيق»، ذكّر بـ«وقوف بلاده إلى جانب الشعب الجزائري الشقيق في مسيرته النضالية». وقال بهذا الخصوص: «نستغرب موقف الحكومة الجزائرية التي ضربت بعرض الحائط كل اعتبارات الأخوة، وحق الجوار، واحترام سيادة الدولة الليبية».
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد استقبل الدبيبة في الثامن عشر من أبريل (نيسان) الماضي، مؤكداً أن بلاده تدعم حكومته من منطلق دعمها للشرعية الدولية. وقال تبون حينها: «نحن نسير مع الشرعية الدولية في ليبيا، ولا يوجد حل هناك دون الرجوع إلى الشعب... ولا بد من انتخابات تشريعية، كي تعود الشرعية للشعب، والبرلمان هو من يقرر شكل الحكومة الجديدة».
واستقبل البرلمان الليبي هذه التصريحات بالاستغراب، وقال على لسان العقوري إن شرعية حكومة الدبيبة «سقطت وانتهت مهمتها فور سحب الثقة منها، وتكليف أخرى بديلة». وذهب العقوري للتأكيد على أن «بعض الدول استفادت من الفوضى في ليبيا، بنهب مقدراتها النفطية والمعدنية، والتعدي على مواردها داخل البلاد»، ولم يذكر دولاً بعينها؛ لكنه اكتفى بالقول: «تلك الأطراف تتمنى استمرار الأزمة الليبية لتحقيق مصالحها التجارية الضيقة».
ومضى العقوري مناشداً «العقلاء في الجزائر»: «تغليب صوت العقل، ولعب دور إيجابي لصالح الشعب الليبي في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها»، ورأى أن «التاريخ سيسجل كل من ساهم في استقرار ليبيا وعودة السلام إليها».
وفي أعقاب الزيارة التي أجراها الدبيبة لبلاده، والتي أثارت غضباً لدى معسكر شرق ليبيا، قال تبون إن موقف بلاده بشأن الأزمة الليبية «يكاد يكون مخالفاً لمواقف بعض الدول، فقد كنا نسير في موقف واحد؛ لكن تم تعيين حكومة أخرى تقررت من قبل مجلس النواب»، مضيفاً: «نحن لن نتدخل من أجل التفرقة، وسنسعى للإجماع؛ لأن قناعتنا أن الحل لن يكون خارج الإجماع الليبي».
وتشهد ليبيا راهناً حالة من الانقسام على خلفية التنازع على السلطة بين حكومتي «الوحدة الوطنية» برئاسة الدبيبة، و«الاستقرار» بقيادة باشاغا الذي فشل في دخول العاصمة طرابلس لممارسة مهامه من هناك.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر