في أول خروج إعلامي له، يرد محمد العموري، رئيس الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء، على الانتقادات التي وجهت إلى ضيعات ومعامل الفراولة إثر تفجر "بؤر كورونا" بدائرة للا ميمونة بإقليم القنيطرة.وأكد العموري أن جميع المعامل والضيعات الفلاحية من القنيطرة إلى العرائش التزمت بتعليمات السلطات المغربية منذ بداية الجائحة، وحرصت على توفير شروط السلامة والوقاية والتباعد الاجتماعي داخل مراكز العمل ووسائل النقل والضيعات؛ لكنه يشدد على أن أرباب العمل لا يملكون أية وسيلة لمراقبة العاملات في منازلهم أو محيطهم.
السلامة والوقاية
رئيس الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء أشار، أن قرار الدولة في البداية كان هو عدم توقف القطاع الفلاحي والاستمرار في توفير الأمن الغذائي، مورداً: "طبقنا تعليمات السلطات بالحرف داخل المعامل والضيعات، وكنا جنودا مجندين في الصفوف الأمامية طيلة هذه المرحلة لتأمين الأمن الغذائي والعملة الصعبة وفرص الشغل في وقت تمر فيه بلادنا في وضعية اقتصادية صعبة".
وأضاف: "كما نقلت ربورتاجات التلفزيون سابقاً، حرصنا على توفير شروط السلامة والتباعد الجسدي عبر وضع المسافة القانونية داخل المعامل ووضع حواجز فاصلة بين العاملات، وتقليص عدد الركاب في وسائل النقل بـ50 في المائة إضافة إلى تعقيمها في الليل والنهار، ثم اقتنينا أزيد من 700 ألف كمامة، ناهيك عن لجال ميدانية للتوعية بالمعامل والضيعات"، وتابع قائلاً: "كل هذا كلفنا مصاريف بالملايين، وفي الأخير أصبحنا مجرمين، وهناك من ينادي بمتابعتنا قضائياً".
وشدد المتحدث على أن "جميع السلطات الإقليمية والمحلية قامت بدورها في مراقبة تنزيل شروط السلامة والوقاية، وكانت هناك لجان يومية سواء من وزارة الفلاحة أو المديريات الجهوية أو الإقليمية تراقب الوضع؛ لكن المشكل الأساسي وراء انتشار الفيروس يكمن في تهاون البشر، وليس في أرباب العمل".
وأكد العموري أن جميع الإصابات في قطاع الفراولة، كما أعلنت وزارة الصحة، هي بدون أعراض مرضية، قبل أن يتساءل قائلاً: "إذن، كيف يمكننا اكتشاف الحالات المصابة وهي لا تظهر عليها أي أعراض، من قبيل ارتفاع درجات الحرارة أو السعال أو العطس أو العياء؟"، مضيفا: "لو كانت الحالات المصابة بأعراض وبائية فنحن نقبل أن نتحمل المسؤولية".
وعلى الرغم من عدم وجود أية أعراض مرضية، يوضح العموري، فإن "أرباب العمل حرصوا على مراقبة درجات الحرارة للعاملات عند كل يوم عمل؛ غير أننا لا يمكننا مراقبة المستخدمين في منازلهم أو محيطهم، خصوصا ـ أنتم تعلمون ـ أن جميعهم ينحدرن من مناطق هشة يصعب فيها احترام شروط السلامة الصحية للوقاية من كوفيد 19".
تحاليل كورونا
رئيس الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء انتقد تأخر وزارة الصحة في إجراء تحاليل "كورونا" مبكراً على العمال والعاملات في القطاع الفلاحي، وقال: "لو كانت التحاليل في شهر أبريل لم نكن نصل إلى تسجيل كل هذه الحالات".
وجواباً عن سؤال مصدر حول عدم مبادرة أرباب العمل لإجراء التحاليل على حسابهم، أوضح المتحدث ذاته أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب اقترح على قطاع التأمينات أن يتحمل جزءا من التحاليل، خصوصا إذا علمنا أن تحليلة واحدة بـ 600 درهم؛ لكنهم رفضوا بمبرر أن التحاليل لا تدخل ضمن الأمراض المعوض عنها، وزاد أنه من الصعب على المقاول أن يتحمل لوحده نفقات التحاليل.
وتأسف العموري لإصابة حوالي 600 عاملة بالوباء؛ لكنه شدد على أن توقيف العمل كانت كلفته ستكون أكبر، خصوصا أن المعامل والضيعات تشغل 25 ألف عاملة وجلها تعيل أسرتها ولم تذهب لطلب المساعدة من صندوق "كورونا"، وبالتالي لم تشكل ثقلا على الدولة في فترة حرجة، بتعبيره.
واستغرب رئيس الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء من تصريحات بعض البرلمانيين، وقال إنهم يتبعون "الموجة والبوز" للركوب على قضايا إنسانية ويجهلون التطور الذي وقع في قطاع إنتاج الفراولة في المغرب.
فرص عمل
ولفت العموري إلى أنه "يكفي مراجعة سجلات الضمان الاجتماعي في العرائش والقصر الكبير والقنيطرة والنواحي ليعرفوا حقيقة الوضع، بالإضافة إلى عشرات شركات النقل التي خصصناها فقط خلال هذه الفترة لاحترام شروط السلامة والوقاية".
وأكد المتحدث أن أرباب المقاولات، وعددها 23 شركة تتوزع بين 30 معملا و400 ضيعة فلاحية بالمنطقة، يؤدون واجبات الضمان الاجتماعي ويوفرون شروط الكرامة خلافاً للشعارات التي تروج على "فيسبوك" وتصفهم بـ"الرأسمالية البشعة".
"بغيتو نوقفو العمل ماشي مشكل وشوفو فين تخدم 25 ألف عاملة، هذه الحملة ضدنا غير معقولة وغير عادلة وحزت في أنفسنا كثيرا"، يورد رئيس الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء، والذي قال إن "المقاولات الفلاحية غارقة في الديون وواصلت العمل في ظرفية صعبة، وفي الأخير هناك من يطلب متابعتنا قضائيا وكأننا مجرمون".
ويشير العموري إلى أن قطاع توت الأرض يدر على الدولة خمسة ملايير درهم من العملة الصعبة سنوياً، والمغرب ضمن الدول الأكثر إنتاجا للفواكه الحمراء في العالم، مع تسجيل ارتفاع هذه السنة بنسبة بلغت 25 في المائة.
قد يهمك ايضا
حالة استنفار في وحدة صناعية في إقليم سطات بعد إصابة 7 عمال بـ"كورونا "
تسجيل حالة وفاة و 138 إصابة جديدة بكورونا في المغرب في 24 ساعة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر