تنطلق بمدينة سوتشي الروسية الأسبوع الحالي فعاليات المنتدى الاقتصادى الافريقى الروسى وأعمال قمة روسيا- أفريقيا، والتى تعقد للمرة الأولى، وذلك برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى بصفته رئيس الاتحاد الأفريقى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وتعد القمة أول حدث على هذا المستوى فى تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية، حيث يشارك فيها حوالى 40 رئيس دولة بالقارة وقادة الاتحادات الكبرى والمؤسسات الإقليمية.
ومن المقرر أن تبحث القمة والمنتدى الاقتصادى آفاق العلاقات بين روسيا ودول القارة، وسبل تعزيزها وتطويرها فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.. كما سيتبادل الزعماء الأفارقة والرئيس الروسى الآراء حول تحديد إجراءات لمواجهة الإرهاب والتحديات التى تهدد الأمن الإقليمى والعالمى.
وقبل انطلاق اعمال القمة سيعقد المنتدى الاقتصادى «روسيا- أفريقيا»، يومى 23 و24 أكتوبر، ويشارك فيه رؤساء الدول المشاركة، وممثلو الشركات التجارية الروسية والأفريقية والدولية ومؤسسات القطاع العام ويتيح المنتدى فرصة جيدة لتنوع أشكال التعاون بين الجانبين، ويعد خطوة استراتيجية مهمة نحو توفير ظروف ملائمة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين موسكو ودول القارة، خاصة أنه يشمل معرضا للمشاركين، يشمل الإنجازات والقدرات الاقتصادية والعلمية والثقافية والبينية، ويستعرض عدداً من المشروعات والتقنيات المتقدمة فى مختلف القطاعات، ومن أبرزها التعدين والكيمياء والطاقة والزراعة والنقل والصحة العامة، وبعض القطاعات التى يمكن أن تساعد فى تنمية القطاع الاستثماري.
وفى السياق شدد قال السفير إيهاب نصر، سفير مصر فى روسيا فى تصريحات خاصة لـ «أخبار اليوم»، على أهمية تلك القمة فى تدشين مرحلة جديدة فى تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية، وأشاد نصر بالتطور الكبير فى العلاقات بين الجانبين فى مختلف المجالات.
وأضاف السفير المصرى أن تلك القمة تؤشر على عودة الاهتمام الروسى بالقارة الافريقية من المنظور الاقتصادى، مضيفاً أن هناك ميراث طويل من التعاون بين أفريقيا والاتحاد السوفيتى، وعلى الرغم من تراجع الاهتمام الروسى بالقارة الافريقية فى بعض الأوقات إلا أن هناك الكثير من المشروعات والكوادر التى تخرجت وساهم بها الاتحاد السوفيتى وروسيا فى دول افريقيا.
وأشار السفير إيهاب نصر إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الافريقى وقيادة الرئيس السيسى للقارة الافريقية فى ٢٠١٩ ودور مصر القيادى فى القارة وعلاقتها بروسيا أسهمت بدور رئيسى فى إنجاح كافة التحضيرات للقمة والمنتدى الاقتصادى الذى سيعقد على هامش القمة والتى ستقعد برئاسة مشتركة فى كافة فاعلياتها وجلساتها.
وكشف السفير المصرى فى روسيا عن رئاسة وافتتاح الرئيس السيسى ونظيره الروسى لفعاليات المنتدى الاقتصادى والذى سيسبق فاعليات القمة وبحضور ضخم وكبير من الدول الافريقية وممثلى الشركات بالجانبين.
وأكد نصر أن مصر هى الشريك الأول لروسيا بلا منازع فى القارة الافريقية كما أن حجم التبادل التجارى بين القاهرة وموسكو يبلغ ٤٠٪ من حجم التبادل التجارى بين روسيا ودول القارة الافريقية.
وقال السفير إيهاب نصر أن مصر هى نقطة الانطلاق الأولى والطبيعية للتعاون المصرى الروسى مع دول القارة فى ظل العديد من المشروعات التى نأمل فى غضون الفترة المقبلة ان يتم تنفيذها وعلى رأسها المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، والتى ستمهد الطريق للبدء فى مشروعات للتصنيع المشترك وتوطين الصناعة والتصدير إلى أسواق العديد من الدول فى مناطق جغرافية مختلفة.
وأضاف أن المنطقة الصناعية الروسية تعد مشروعاً ضخماً تبلغ استثماراته حوالى ٧ مليارات دولار ويوفر ٣٥ الف فرصة عمل.
وشدد السفير المصرى على ان مصر هى نقطة انطلاق روسيا لأفريقيا وعدد من التجمعات الاخرى فى العالم فى ظل اتفاقيات التعاون التى وقعتها مصر مع عدد كبير من التجمعات العربية والافريقية والدولية والتى يبلغ عدد سكانها مليار ونصف نسمة.
وكان الموقع الرسمى للقمة والمنتدى الاقتصادى قد نشر برنامج الأعمال لهذا الحدث، حيث يركز على مجالات التعاون الرئيسية، خاصة محاور «إقامة علاقات اقتصادية» و«إنشاء مشروعات مشتركة» و«التعاون فى القطاع الإنسانى والاجتماعى، ويتضمن محور «إقامة العلاقات الاقتصادية» جلسات ومناقشات حول سبل تعزيز التفاعل الاقتصادى، ويناقش المشاركون قضايا مثل زيادة التمويل للمعاملات الروسية الأفريقية المشتركة، وآفاق تطوير عمليات التكامل والتعاون بين الجماعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية وأفريقيا، والتحول الرقمى والأمن السيبرانى، والسيادة الاقتصادية للبلدان الأفريقية، وستقوم الشركات والحكومات باستخدام النتائج التى تم التوصل إليها خلال مناقشات المنتدى لاتخاذ القرارات اللازمة التى تهدف إلى تحفيز التعاون الاقتصادي.
وسيركز محور «إنشاء مشاريع مشتركة» على المشروعات المشتركة الحالية والمحتملة، فى قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية الصناعية والنقل والبناء والطاقة النووية.
وسيكون من بين الموضوعات الرئيسية المنطقة الصناعية الروسية، التى ستبدأ عملها فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستعراض النجاحات الأولية والنتائج التى تترتب على تنفيذ المشروع، مع تخصيص جلسة لبحث إمكانية توسيع نطاقه.
وفيما يخص محور «التعاون فى القطاع الإنسانى والاجتماعي» فيهتم بسبل تحسين نوعية الحياة فى القارة السمراء، وتوفير الأمن والمستوى المطلوب من التعليم والرعاية الصحية لشعوبها.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أكد فى تصريحات سابقة ارتياحه للطابع الودى والبناء للعلاقات الروسية الأفريقية وأعرب عن ثقته أن القمة المرتقبة والمنتدى الاقتصادى الذى سيقام على هامشها سيخدمان التعزيز النوعى لتلك العلاقات، ويساهمان فى رسم أطر جديدة للتعاون المثمر. ووجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لمساعدته فى الإعداد للقمة، وأشار إلى التطور الديناميكى للعلاقات الروسية المصرية.. وقال: «تتطور علاقاتنا بقوة وتوجد خطط لنقل العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد وأكثر تقدما، وهو الهدف من إتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى التى وقعناها مع مصر فى أكتوبر 2018»، وأضاف: «آمل أن نعمل سويا للتأكد من أن العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية تعطى دفعة جديدة فى تنميتها».
وكان السفير المصرى قد عقد عدة اجتماعات خلال الفترة الماضية للتحضير للقمة مع الجانب الروسى برئاسة السفير «ميخائيل بوجدانوف» نائب وزير الخارجية الروسى ومبعوث الرئيس «بوتين» للشرق الأوسط وأفريقيا، وممثلى البعثات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة لدى موسكو خُصصت لتناول الترتيبات الخاصة للإعداد للقمة، وأعرب السفراء الأفارقة المعتمدين لدى موسكو عن الامتنان للجهود التى تقوم بها جمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية لإنجاح تلك القمة، مشيرين إلى أن عيون كل الأفارقة ستكون مصوبة تجاه سوتشى خلال فترة انعقاد القمة.
قد يهمك ايضا
السيسي يؤكد مصر ملتزمة بحماية حقوقها المائية في النيل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر