آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

تعتبر موجة الاحتجاجات الجارية الأكبر والأكثر دموية في البلاد

تظاهرات العراق تُصيب 3 آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة منذ انطلاقها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تظاهرات العراق تُصيب 3 آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة منذ انطلاقها

تظاهرات العراق تُصيب 3 آلاف شخص
بغداد - الدار البيضاء اليوم

خرج حمزة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) إلى شوارع بغداد للمطالبة بحياة كريمة، لكنه عاد بفجوة في ظهره وكسر في عموده الفقري، وساق مشلولة، ويقول الشاب البالغ من العمر 16 عاماً بصوت بالكاد يمكن سماعه: «هذه تضحية من أجل العراق. ولو أستطيع أن أمشي، لعدت الآن إلى المظاهرات»، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأسفرت عملية قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي انطلقت في بغداد ومدن جنوبية عدة في الأول من أكتوبر عن إصابة ثلاثة آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة، بحسب إحصاءات منظمة «تجمع المعوقين في العراق» غير الحكومية. ويضيف ذلك عبئا على كاهل بلد تشير الأمم المتحدة إلى أنه بين الدول التي فيها أكبر معدلات إعاقة في العالم.
وتعتبر موجة الاحتجاجات الجارية في العراق ضد فساد الطبقة السياسية الأكبر والأكثر دموية في البلاد منذ عقود، وتستخدم فيها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية. ووجهت منظمات حقوقية انتقادات للقوات الأمنية العراقية لإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع من مسافة قريبة، ما أدى إلى وفيات وإصابات «مروعة»، إذ تخترق تلك القنابل الجماجم والصدور. في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، أصيب نحو 20 متظاهراً بينهم حمزة، بالرصاص الحي في بغداد. اخترقت الرصاصة معدة حمزة، وخرجت من ظهره مخلفة فجوة كبيرة، فيما أصابت رصاصتان أخريان ساقيه.
يقول والده أبو ليث إن حمزة وصل إلى مستشفى قريب وكان دمه قد سال بغزارة وقلبه يكاد يتوقف.
ويروي الوالد الذي وصل إلى المستشفى بعدما اتصلت به القوات الأمنية من هاتف حمزة، أن الأطباء استخدموا جهاز الصدمات الكهربائية وأربع وحدات دم وأدخلوا حمزة إلى غرفة العمليات. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان ميتاً. الأطباء أعادوه إلى الحياة».
وكشفت الأشعة المقطعية والتقارير الطبية التي أظهرتها عائلة حمزة، عن كسور متعددة في أسفل العمود الفقري، ما أدى إلى حدوث شلل في الساق اليمنى. ويشير الوالد إلى أن حمزة عاد الآن إلى المنزل، حيث يعيش على جرعات ثابتة من المخدر ومسكنات الألم، و«في بعض الأحيان يصرخ من الألم ليلاً».
وللعراق تاريخ طويل من النزاعات الدامية، من حرب مع إيران بين عامي 1980 و1988، مروراً بالغزو الأميركي للبلاد في 2003 لإطاحة نظام صدام حسين، ومعارك طائفية، وعرقية مع الأكراد، استخدم فيها الأسلحة الكيماوية، وصولاً إلى المعارك ضد «تنظيم داعش» الإرهابي.
كان لكل نزاع ضحاياه، وبين الضحايا في كل مرة «الجرحى» وهم الآلاف من الذين أصيبوا بإعاقة دائمة. وبحسب تعداد لـ«تجمع المعوقين في العراق»، يبلغ عدد المعوقين في البلاد أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وهو ما يتقارب مع إحصاءات أخرى لمنظمات دولية وحقوقية. وتشير وزارة التخطيط العراقية إلى وجود أكثر من مليوني معوق في 13 محافظة من أصل 18.
ويقول رئيس التجمع موفق الخفاجي لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك تزايد مستمر لحالات الإعاقة... نخرج من أزمة وندخل في أخرى». وفي ظل غياب الأرقام الرسمية، يشير الخفاجي إلى أن فريقه يضطر إلى الاتصال بالمستشفيات والتواصل مع العائلات في بغداد والمدن الجنوبية، لتحديد عدد الأشخاص الذين تعرضوا لتشوهات أو عمليات بتر في الشهر الماضي. ويعتبر أن رقم ثلاثة آلاف شخص، ليس إلا إحصاء تقديرياً، إذ إن الرقم قد يكون أعلى بكثير.
وعلى الرغم من أن العراق طرف في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن المعوقين يعانون من ضعف الخدمات الصحية، ونقص في فرص العمل، وتهميش اجتماعي. لذلك، نظموا مسيراتهم الخاصة في بغداد كجزء من حركة الاحتجاج الكبرى، مطالبين بتحسين الرعاية الحكومية لهم. ويقول الخفاجي «البنى التحتية في العراق غير ميسرة أصلاً للأشخاص غير المعوقين. نحتاج أكثر من حبر على ورق».
وقتل أكثر من 330 شخصاً، وأصيب 15 ألفاً على الأقل بجروح، منذ بدء الاحتجاجات في الأول من أكتوبر، مع إحجام كثيرين عن الذهاب إلى المستشفيات خوفاً من الاعتقالات.
وأدى ذلك إلى التهاب بعض الإصابات، ما أرغم في بعض الحالات الممرضين والأطباء على بتر أعضاء من الجسم، بحسب ما تقول فرح، وهي طالبة طب تبلغ من العمر 19 عاماً وتعمل بشكل تطوعي في ساحة التحرير، المركز الرئيسي للمظاهرات في وسط بغداد. ويتذكر علي عمشة، وهو يجلس في عيادة علاجية ميدانية في ساحة التحرير وتغطي خده الأيمن ضمادة، ليلة الرابع والعشرين من أكتوبر، مشيرا إلى أنه في تلك الليلة، سمع طلقات نارية على جسر في بغداد، وشاهد مئات المحتجين يفرون مذعورين.
ويقول عمشة (30 عاماً)، وهو أب لأربعة أطفال وعاطل عن العمل، إنه بعد ذلك، شعر بدوار ووقع أرضا بعد انفجار قنبلة صوتية إلى جانبه. واستعاد وعيه في مستشفى قريب بعد ساعة واحدة، لكنه لم يستطع سوى فتح عينه اليسرى، بعدما فقد الأخرى بشظية. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم يحاولون ردع المتظاهرين، ولكن الناس يزدادون حماسة. الشعب العراقي تحمّل كل شيء. نحن ولدنا لنموت».

قد يهمك أيضا :

استدعاء مسؤولين عراقيين ونائب عن كتلة الصدر يُؤكِّد أنّ استقالة الحكومة "أولوية"

العربية والحدث تحققان المرتبة الأولى في تغطية تظاهرات العراق

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تظاهرات العراق تُصيب 3 آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة منذ انطلاقها تظاهرات العراق تُصيب 3 آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة منذ انطلاقها



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 06:00 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"مكلارين" تطرح سيارة رياضية جديدة في الأسواق

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة

GMT 05:37 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كارلي كلوس ترتدي ثوبًا برتقاليًا في بريدجستون

GMT 12:44 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ودعّي تساقط وتقصف الشعر مع هذه الطرق السحرية

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 06:33 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

10 سنوات سجنا لمغتصب طفل في شهر رمضان

GMT 15:51 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

فضيحة جنسية لشباب داخل "رياض" يمتلكه ابن وزير سابق

GMT 10:04 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رواية "كل نفس" لنيكولاس سباركس تتصدر أعلى المبيعات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca