بعد إعلانه عن نيته التصويت للمرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، شنّ الرئيس دونالد ترمب الأحد، هجوماً شرساً ضد وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول، وحمّله مسؤولية حرب العراق.
وبعد إعلان وزير خارجية جورج بوش الابن دعمه بايدن، غرّد ترمب قائلاً: "كولن باول، متغطرس حقيقي، كان مسؤولاً عن إدخالنا في حروب الشرق الأوسط الكارثية، وقد أعلن لتوه أنه سيصوت لمتغطرس آخر، هو جو بايدن النعسان".
وأضاف ترمب "ألم يقل باول إن العراق امتلك أسلحة دمار شامل؟ العراق لم يمتلكها، لكننا خضنا الحرب!".
وقال باول، خلال مشاركته في برنامج "ستيت أوف ذي يونيون" على شبكة " سي إن إن" الأميركية: "لدينا دستور، علينا أن نتّبع هذا الدستور، والرئيس ترمب ابتعد عنه"، ونوّه بأنه سيصوت لبايدن قائلاً: "لا أستطيع قطعاً أن أدعم الرئيس ترمب هذا العام".
تأتي تصريحات باول، أول وزير للخارجية وأول رئيس لهيئة الأركان المشتركة من أصول إفريقية، وسط تزايد عدد المسؤولين الرفيعين السابقين الذين يعبرون عن استيائهم إزاء نهج ترمب في التعامل مع الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة جورج فلويد.
وأعرب باول عن "فخره" إزاء عدد المسؤولين العسكريين السابقين والدبلوماسيين الذين انتقدوا رد ترمب على الاحتجاجات التي تخللتها أعمال نهب وتخريب.
وباول الذي كان من أشد المدافعين عن غزو العراق، قدم في الخامس من فبراير 2003 أمام مجلس الأمن الدولي عرضا كاملا حول أسلحة دمار شامل يملكها العراق وشكلت ذريعة لغزو هذا البلد.
واعترف باول بأن ذلك "لطخ" سمعته. وقال "إنها وصمة لأنني أنا من قدم هذا العرض باسم الولايات المتحدة أمام العالم، وهذا سيبقى جزءا من حصيلة عملي".
من جهة أخرى جنح وزير الخارجية الأميركي الأسبق، كولن باول، إلى خارج سرب الحزب الجمهوري معلنا تأييده للنائب السابق للرئيس جو بايدن، ليصبح بذلك أول جمهوري بارز يعلن صراحة تأييده لبايدن في انتخابات الرئاسة المقررة في شهر نوفمبر.
وقال بأول، الذي كان يترأس الجيش الأميركي خلال حرب الخليج عام 1991، إن ترامب ابتعد عن الدستور الأميركي ويمثل خطرا على البلاد وديمقراطيتها.
وأضاف باول، الذي لم يصوت لصالح ترامب في انتخابات 2016 لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية "لا يمكنني بأي حال دعم الرئيس ترامب هذا العام". وعندما سُئل إذا كان سيصوت لصالح بايدن قال "سأصوت له".
كما وصف ترامب، الذي كان من منتقدي حرب العراق، باول في تغريدة على تويتر بأنه "فظ". وندد وزير الدفاع السابق جيم ماتيس وضباط متقاعدون آخرون بترامب في الأيام الأخيرة .
وشن ماتيس هجوما لاذعا على ترامب، قائلا إن البلاد تشهد تداعيات ثلاث سنوات من قيادة غير ناضجة، مضيفا: دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين ولا يحاول حتى التظاهر بالقيام بذلك، عوضا عن ذلك هو يحاول أن يفرقنا.. نحن نشهد تداعيات ثلاث سنوات دون قيادة ناضجة".
وكانت قد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن القائد الأسبق للبحرية الأميركية وليام ماكرافين، الذي قاد فريق الفقمات الذي أجهز على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قد وبخ ترامب، ووصفه بأنه يفتقر للصفات الموائمة كقائد أعلى للقوات المسلحة.
وفي تقرير لها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن عددا من السياسيين البارزين في الحزب الجمهوري ربما لن يؤيدوا إعادة انتخاب ترامب، ومن بينهم الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وأرملة جون ماكين، سيندي ماكين، وعضو مجلس الشيوخ ميت رومني.
وأشارت الصحيفة أنه من غير المؤكد أن يتم الإعلان بصراحة عن الموقف السياسي بشأن تأييد بايدن، خاصة وأنهم لم يصوتوا لصالح دونالد ترامب في 2016.
قد يهمك أيضَا :
محكمة أميركية تبطل قرارًا للبيت الأبيض ألغى اعتماد صحافي "بلاي بوي"
"فيسبوك" بصدد إجراء تغييرات بعد نشر منشورات لترامب مثيرة للجدل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر