آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تضم القاعة أكثر من عائلة بينما لا يتوقف صراخ الأطفال وأحاديث النساء

تخوف من حلول الشتاء وإدارة مخيم "المحمودلي" السوري تدعو العالم للمساعدة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تخوف من حلول الشتاء وإدارة مخيم

دمشق - الدار البيضاء اليوم

كانت دموعها أسرع من كلماتها الممزوجة بالحزن والقهر، قالت بحسرة، شاهيناز البالغة من العمر أربعين عاماً «عشرين سنة أنا وزوجي كنا نبني مستقبلاً لأولادي، في لحظة تركنا كل شيء ونجونا بأرواحنا» هكذا اشتكت السيدة المتحدرة من مدينة رأس العين أو «سري كانيه» بحسب تسميتها الكردية، عن أحوال أسرتها النازحة إلى مدرسة تعليمية في بلدة تل تمر المجاورة، وكان يجلس زوجها بجانبها وقد فضل عدم الحديث، أما أطفالها الثلاثة الذين تراوحت أعمارهم بين 5 و15 سنة، فكانوا يلهون في بهو المدرسة التي اكتظت بنازحي المدينة بعد فرارهم قبل أسبوعين على وقع الهجمات التركية.

تتقاسم عائلة شاهيناز وأكثر من عشرين أسرة قاعات المدرسة التي باتت غرفاً ومكاناً يؤوي هؤلاء القاطنين، وفي بعض الأحيان تضم القاعة أكثر من عائلة بينما لا يتوقف صراخ الأطفال وأحاديث النساء اللواتي لا يعلمن متى العودة إلى مسقط الرأس. تقول شاهيناز التي كانت جالسة على مقعد دراسي: «نتذوق مرارة النزوح للمرة الثانية، ففي نهاية 2012 تعرضنا لهجوم عسكري خرجنا منها لكننا عدنا إليها سريعاً، أما اليوم فأخشى أن نبقى هنا والشتاء على الأبواب».

أما عبلة (32 سنة) والتي كانت جالسة بجانب جارتها في السكن شاهيناز ونساء أخريات يمضين الوقت بتبادل الأخبار والمعلومات القادمة عن الانتهاكات التي تقوم بها الفصائل المدعومة من تركيا، فقد قالت بنبرة صوت غاضبة ومرتفعة: «لا أعتقد أن هذه الحرب قصيرة الأمد، ولا نأمل عودة قريبة إلى ديارنا، أعلم تماماً أننا سنمر بأيام صعبة». 

وعن المشاكل التي تعاني منها في هذا المكان، تابعت قائلة: «لا خصوصية هنا للنساء والأطفال وهم الأكثر تضرراً، لا مكان يأويهم ولا يوجد أكل مناسب، ينقصنا الكثير، حتى المراحيض خدمتها سيئة وأحياناً نضطر للوقوف لكثرة الأعداد القاطنة هنا». 

وبحسب الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، دفعت الأعمال العسكرية التي شنتها تركيا في 13 من الشهر الجاري في مدينتي رأس العين وتل أبيض في شمال شرقي سوريا، أكثر من 300 ألف شخص للنزوح من المناطق الحدودية في وقت تبدو عودة المدنيين صعبة في المدى القريب.

وتوجه قسم من النازحين إلى بلدة تل تمر في شمال شرقي سوريا، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة رأس العين الحدودية، وفتح سكانها الجوامع وصالات الأفراح والمنازل المهجورة والمحال التجارية المغلقة، بالإضافة إلى المستودعات، لتؤوي الأعداد الكبيرة من النازحين، من بين هؤلاء عبد الجليل وهو رجل يبلغ من العمر خمسين عاماً الشيب غزا شعره وشاربه. 

قال بأنه وأسرته لم يحملوا أثناء فرارهم من رأس العين سوى بعض الملابس وأمتعة خفيفة بسبب شدة القصف والهجمات العنيفة، وقصدوا تل تمر وانتهى بهم المطاف الإقامة في قاعة مدرسة. 

وحمل تركيا ما آلت إليه أمور سكان المناطق المحاذية للشريط الحدودي، وقال: «عندما قررنا الهروب كنت أظن أنها مجرد ساعات أو أيام وسنعود، لكن يوماً بعد يوم أشعر بأن الحروب التركية على الأرض السورية ستدوم وتطول بحسب أجنداتها ومصالحها». 

وتابع كلامه بشق الأنفس والكلمات متقطعة وصوته بالكاد يسمع: «لا يمكنني حتى الذهاب إلى منزلنا أو دخول المدينة لإحضار بعض أمتعتنا، الشتاء قادم والبرد ينخر عظامنا».

ويمتد الشريط الحدودي الذي سيطرت عليه القوات التركية وفصائل سورية موالية من مدينة رأس العين شرقاً، إلى تل أبيض غرباً بطول 120 كيلومتراً وبعمق يصل في بعض الأماكن إلى 30 كيلومتراً، الأمر الذي دفع الإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا إلى نقل قاطني مخيم الطوحينية وقسم من مخيم عين عيسى، إلى مخيم جديد أنشأته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويقع مخيم «المحمودلي» على بعد نحو 13 كيلومتراً شمالي مدينة الطبقة التابعة إدارياً لمحافظة الرقة شمال سوريا.

مدير مخيم «المحمودلي» حسين شحاذة قال لـ«الشرق الأوسط»، بأن المخيم ضم سابقا، قرابة 5500 نازح من مناطق سورية مجاورة للطبقة بعد اشتداد المعارك الدائرة في مدنهم، لكنه استقبل ما يزيد على 1300 نازح من مدينة تل أبيض وريفها بعد الهجوم التركي الأخير. 

وأضاف: «يوجد أكثر من 300 عائلة تفترش أرض المخيم دون أي غطاء في ظل ظروف معيشية صعبة، فلا منظمات محلية أو جهات دولية تساعدهم، وإمكانيات إدارة المخيم ضعيفة جداً». 

وأوضح الإداري بأن القدرة الاستيعابية للمخيم لا تكفي لاحتواء كل هذه الأعداد، ونظراً لعدم توفير خيم وأماكن تستوعب الوافدين؛ قررت إدارة المخيم توزيعهم على الجوامع والمدارس والمحال التجارية في الطبقة، وأضاف حسين شحاذة: «فصل الشتاء على الأبواب وسيزيد من التحديات، وسيهدد حياة هؤلاء النازحين إذا لم تتحرك المنظمات المعنية وأمنت احتياجاتهم على وجه السرعة».


 قد يهمك أيضا :

سورية وتركيا تتبادلان الاتهامات وتوجِّهان تصريحات حادة في مجلس الأمن

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخوف من حلول الشتاء وإدارة مخيم المحمودلي السوري  تدعو العالم للمساعدة تخوف من حلول الشتاء وإدارة مخيم المحمودلي السوري  تدعو العالم للمساعدة



GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca