القاهرةـ الدارالبيضاء اليوم
في الآونة الأخيرة، أصبح دمج عناصر من الطبيعة بالديكور الداخلي أمراً لا بدّ منه، لجعل الساكنين يشعرون بالراحة، على الرغم من الانغلاق داخل المنازل. تتمثّل العناصر المذكورة في النباتات التي تجمّل الغرف والأركان، وتشيع جوّاً تفاؤلياً، بالإضافة إلى عناصر أخرى يتحدّث عنها صاحب "شركة بوادقجي للتصميم الداخلي" المهندس لؤي بوادقجي، في الآتي.
ألوان الطبيعة في ديكورات المنزل الحديث
أضف إلى الشتول الداخليّة، تتعدّد الطرق التي تجعل المنزل يعبّر عن جوّ الطبيعة المنعش والإيجابي، وتشتمل على الألوان. عمليّة اختيار الألوان للمنزل رئيسة في عكس هويّته، وفي تقريبه من الطبيعة. يتطلّب اختيار الألوان الإلمام بخفايا تأثيراتها على جوّ كلّ غرفة أو ركن، لتأتي النتيجة متكاملة. تشتمل الألوان التي ترمز إلى الطبيعة، على: الأزرق الذي يضفي هالةً من الهدوء والسكينة على المنزل، مع إشارة المهندس لؤي إلى أن التدرج المثالي منه للأثاث والطلاء هو ذلك الخاصّ بلون السماء والبحر. الأخضر، بدوره، يحقّق الاسترخاء ويعزّز الهدوء النفسي. الأصفر يرمز إلى الثراء والشمس، وهو يعدّ من الألوان الدافئة والمشرقة والباعثة على التفاؤل والسعادة، كما يساعد في تنشيط الذهن ويخلّص من الإرهاق والتوتر. من مميزات اللون الأصفر الأخرى أنه يجعل كل أثاث أو إكسسوار يتمركز أسفله يبدو كبيراً وأكثر اتساعاً. البرتقالي، بدوره، لون حيوي يعزّز الدفء في المساحة؛ يمكن استخدام تدرجات عدة منه في الطلاء وورق الجدران، علماً أن التدرّج الفاتح منه يدلّ إلى الصحّة والنشاط، أما التدرّج الداكن المائل إلى البنّي فيدلّ إلى الفخامة. يفضل استخدام الأبيض الكريمي، مع البرتقالي المناسب لطلاء غرفة المكتب المنزلي وغرفة الجلوس، مع ضرورة مراعاة استخدام الإضاءة الخافتة والمركّزة على أجزاء محددة من الأثاث أو أعمال الديكور، والابتعاد عن اعتماد الإضاءة القوية التي تتدلى عادةً من السقف، إذ لا يمكن التحكّم بتوجيهها.
الأنسجة في الديكور الداخلي
عند حسن اختيار خامات الأنسجة وألوانها ونقوشها، هي تحدّد ملامح الأسلوب الطاغي على المنزل، وتبرز جانباً من الطبيعة فيه. في هذا الإطار، يشبّه المهندس لؤي الدور الذي تقوم به الأنسجة الخاصّة بالأثاث في ديكورات المنزل بالدور الذي يقوم به فصل الربيع في الطبيعة، ويلفت إلى أن "عمليّات التجديد في الديكور تبدأ غالباً من تغيير أنسجة المفروشات". تشتمل أنسجة المفروشات، على: القطن الذي يتميّز بسمكه ومتانته، والمخمل الناعم الذي يشي بالفخامة ويتحمّل كثرة الدعك، والصوف الذي يقتصر حضوره غالباً على السجاد، والحرير والساتان اللذين يساهمان في تصميم الوسائد والأغطية، من دون الإغفال عن أقمشة الشيفون المناسبة للستائر الخفيفة، والكتّان الذي يناسب في صنع الأرائك والمفارش، كما في خياطة ستائر المطابخ، في بعض الأحيان. أضف إلى ما تقدّم، يفيد المهندس لؤي بأن بعض النقوش على الأنسجة قد ينسجم (أو لا ينسجم) مع نقوش أخرى، علمًا أن النقوش تتفاوت بين المخطّطة منها والمربّعة والمنقّطة والمزهّرة. وهناك السادة منها أو الملوّنة أو صغيرة الحجم أو كبيرة الحجم. ويلفت إلى أن صناعة أنسجة الأثاث تتوسّع، فهي أصبحت تسير بخطى ثابتة، في موازاة صناعة أنسجة الأزياء.
ورق الجدران
لا ترتبط نقوش الزهور بنمط ديكور معين، الأمر الذي يجعل ورق الجدران المطبوع بها مثاليّاً في الديكورات الكلاسيكيّة أو العصريّة، مع أهمّية تنسيق ورق الجدران، بطريقة ناجحة، مع أثاث الغرفة، وذلك لناحية حجم النقوش وألوانها؛ فإذا كان الأثاث سادة، يُنصح باختيار ورق الجدران المنقوش بنقوش الورود كبيرة الحجم والملوّن بألوان حيويّة، الأمر الذي يضفي طابعاً فرحاً على الغرفة. أمّا إذا كان الأثاث منقوشاً بنقوش كبيرة، فينصح باحتيار ورق الجدران المطبع بطبعات الزهور الصغيرة، والملوّن بألوان حيادية حتى لا يبدو ديكور الغرفة "مزدحماً". أضف إلى نقوش الأزهار، هناك النقوش الاستوائيّة المستوحاة من الطبيعة، في تصاميم ورق الجدران، والمميّزة بأنّها تغطّي مساحة كبيرة من الخامة، وهي ملوّنة بالأخضر والبني والوردي والأزرق... ما يسمح بانتقاء ألوان من الطبيعة الاستوائيّة الواضحة في ورق الجدران، بصورة تتناسب مع لون الأثاث. في هذا الإطار، يقول المهندس لؤي إن "اختيار ورق الجدران المنقوش بالنقوش الاستوائيّة، ينسجم مع قطع الديكور التي تحمل الطابع البوهيمي، مثل: نباتات الزينة، و"صائدة الأحلام" على الجدران، والطاولات الخشبية غير المعالجة أسطحها...".
إكسسوارات منزليّة ناقلة جوّ الطبيعة
تضيف اللوحات أو الصور الجدارية التي ترسم (أو تصوّر) البحر والجبال والأرض والأشجار الرقي والحيويّة إلى الديكورات، كما تفعل المزهريات المحمّلة بالزهور، والموزّعة في المدخل وصالة المعيشة، فهي تجعل المنزل مفعماً بالأجواء الطبيعيّة، لا سيّما عند اختيار المزهريات الزجاجيّة أو الخشبية المزيّنة بالصدف.
لا يقتصر دور الوسائد في غرف المعيشة والنوم على تزيين المنزل بل هي تبرز هويّته، وذوق صاحبته. لذا، يحلو اختيار الوسائد المنقوشة بنقوش استوائية أو المحملة بزخرفات مستوحاة من عناصر الطبيعة.
من جهة ثانية، يجعل الخشب الطبيعي المكان دافئاً، فينصح باختيار قطع الديكور الصغيرة والتحف من هذه الخامة.
الجدير بالذكر أنّه من اللازم توفير أكبر كمّ من الإضاءة في المساحة الداخلية، لا سيّما الإضاءة الطبيعيّة، كما اختيار وحدات الإضاءة الأساسيّة ذات الأشكال المستوحاة من عناصر الطبيعة، لا سيّما العصافير أو الفراشات أو أوراق الأشجار.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر