يواجه الكثير منا معاناة كبيرة من ضيق المساحات داخل المنزل؛ ولكن في بعض الأحيان، لا يتعلق الأمر بإضافة المزيد من المساحة إلى منزلك، ولكن بتحقيق أقصى استفادة مما لديك بالفعل, مثلما فعلت روب آنا وفيليبا ستيفن عندما قاما بتجديد الطابق الأرضي داخل منزل ريفي يقع في باكينجهامشير, مقاطعة إنجليزية، ثم قاما بتقسيمه إلى مناطق منفصلة.
ويُعد هذا النوع من التصميم الداخلي المبني على تقسيم المساحات وفقًا لما ورد بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية هو تطور التصاميم ذات المخطط المفتوح التي طغت على المنازل البريطانية خلال العقود القليلة الماضية, وعندما أصبح الطابق الأرضي الواسع ذو المساحات غير المتقطعة من أولى رغبات أصحاب المنازل، فأصبح الأمر الآن يدور بشأن كيفية استخدام هذه الغرفة المفتوحة الكبيرة بذكاء، وتقسيمها إلى مناطق لتناول الطعام والطهي، أو قضاء وقت عائلي – أو ببساطة الاستمتاع بجلوسك بمفردك.
ويقول توم غريسفورد المهندس المعماري لدى Your Home، الذي عمل في مشروع آنا وستيفن "لا يزال الناس يريدون المساحات الواسعة التي يخلقها هذا التصميم المفتوح; ولكنهم يريدون أيضًا تقسيمها إلى مناطق منفصلة, ويمكن القيام بذلك في كثير من الأحيان باستخدام حيل بسيطة مثل إضافة مجموعة من أرفف الكتب أو بناء جدار نصفي لإنشاء زاوية منفصلة.
وكانت ستيفون حريصة على تحويل المنزل المظلم إلى منزل واسع وفسيح, وتقول "لقد اشترينا العقار منذ حوالي 20 عامًا من عامل بناء قام بتحويل العقار إلى مجموعة من الغرف الصغيرة، لذلك شعرت أنه مغلق تمامًا، لقد بدا جيدًا ومناسبًا عندما كان الأطفال صغارًا عندما أردنا إغلاق الأبواب، ولكن لم يعطينا هذا الشعور في منزل ريفي المفتوح والواسع, أردنا إنشاء سقوف مقببة وفتحها مجددًا والحصول على المزيد من الشعور بالمساحة والارتفاع".
وكانت في الوقت ذاته، حريصة على عدم جعل البيت من أن يصبح مجرد مساحة كبيرة واحدة غير عملية, فعمل تصميم غريسفورد على تحديث المنزل بأكمله، بما في ذلك إنشاء مطبخ ذو ارتفاع مزدوج وإزالة جدار الجصي من الرواق للكشف عن العوارض العمودية الأصلية, وكانت تلك العوارض بمثابة حواجز بين مساحات المنزل، مما عمل على خلق أقسام متميزة، فضلًا عن السماح برؤية جميع أنحاء الطابق الأرضي, كما سمحت مجموعة من الأبواب المنزلقة والمزججة بزجاج فولاذي بفتح مساحات فردية في الطابق الأرضي أو إغلاقها عند الحاجة، كما يقول غريسفورد.
كما يُعد هذا النوع من نهج التصميم أصبح أكثر شيوعًا كما يقول المهندس المعماري توم شيلسويل من وليام توزر أسوشيتس، تعد المساحات المفتوحة رائعة للرؤية من خلالها، وإلى حد ما، ولمرونة الحركة، ولكن كون لديك القدرة على إغلاق هذه الأماكن عندما تحتاج إلى ذلك بات أمرًا في غاية الأهمية للحياة الأسرية, إذا دخلت إلى مساحة كبيرة ذات تصميم مفتوح، فستشعر بالروعة والانبهار، ولكن هذا كل ما تحصل عليه, ولكن الأمر سيكون أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للأشياء التي تكشف عن نفسها أثناء دخولك لتلك المساحة.
وأخذت شركته التصميم الداخلي المبني على تقسيم المساحات عند إعادة تصميم منزل على النمط الفيكتوري في حديقة دارتموث، شمال لندن, يقول شيلسويل "لم يتم التطرق إلى المنزل منذ السبعينيات، كان التصميم تقليديًا للغاية، وجدنا غرف استقبال أمامية وخلفية منفصلة في الطابق الأرضي، وغرف نوم في جميع الطوابق العليا مع حمامات في الجزء الخلفي من المنزل.
وأنفق المالكون آنا وستيفن جونز 610,000 جنيه إسترليني لإنشاء منزل عائلي مع مساحات معيشة مرنة، وأثناء العمل على جعل الطابق الداخلي ذو نمط مفتوح, يشرح شيلسويل أن الحل الذي توصلوا إليه هو إنشاء فراغين مزدوجي الارتفاع لربط الطابق الأرضي (على مستوى الشارع) مع الطابق الأرضي السفلي (على مستوى الحديقة في الجزء الخلفي من المنزل).
ويضيف شيلسويل "كنا نتطلع إلى النمط المفتوح ليس فقط على مستوى كل طابق، ولكن أيضًا بين المساحات الممتدة عبر المبنى أيضًا, لذا, تم استخدام الزجاج الثقيل، الذي يمكن السير عليه في الفراغ الموجود في الجزء الخلفي من المنزل للمساعدة في جلب الضوء الطبيعي, وفي أماكن أخرى في المنزل، تساعد قطع كبيرة من الأثاث أو مستلزمات التخزين، مثل أرفف الكتب والخزائن، على وضع مساحات منفصلة في الطابق, كما تسمح الأبواب المنزلقة المخفية بتحويل المساحة إلى مناطق أكثر خصوصية، مثل غرف النوم أو الدراسة عند إغلاقها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر