بيروت ـ أحمد الحاج
عقد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، سلسلة اجتماعات وزارية في السراي الحكومي، والتقى وزير الأشغال العامّة والنقل علي حميّة. وأشار حميّة إلى أنّه أطلع ميقاتي على "مضمون الاجتماع مع السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو في وزارة الأشغال، التي بدورها أثّنت على القرار الذي اتخذناه بالعودة للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء، واعتبرته قراراً مهمّا ومسؤولاً كونه يشكّل رسالةً إيجابية للمجتمع الدولي". وأضاف: "أطلعت ميقاتي على أن الحكومة الفرنسية، بشخص وزير النقل الفرنسي، وجّهت لي دعوةً كوزير أشغال عامة ونقل لعقد اجتماع في باريس يوم الخميس المقبل في 20 الشهر الجاري. وستكون لي زيارات إلى مرافق عامة عدّة في فرنسا ضمن إطار عمل وزارة الأشغال العامة والنقل منها، لمطار باريس الذي يقوم على إدارة المطارات الفرنسية، وهذا الموضوع مهمّ جدّاً لتعزيز أواصر العلاقة بين مطار رفيق الحريري الدولي والمطارات الفرنسية".
كما أعلن عن "زيارة تقنية لمرفأ مرسيليا للاطّلاع على سير العمل وطريقة إدارة المرفأ، من البوابة الرئيسية إلى السفن، إضافةً الى زيارة لمصلحة السكك الحديد والنقل المشترك في فرنسا، وستكون لي لقاءات عديدة مع شركات معنية بالمخططات التوجيهية للنقل في العاصمة الفرنسية". وتابع: "اطلعت ميقاتي على هواجس وزارة الأشغال العامة والنقل بالموضوع المتعلّق بموازنة العام 2022، وخصوصاً في 3 بنود أساسية، هي صيانة الطرقات التي أصبحت حاجة ملحّة بالنسبة إلى وزارة الأشغال العامة والنقل، وصيانة المباني الحكومية، وموازنة المديرية العامة للطيران المدني، وجميعنا نعرف أن الآلات الموجودة بحاجة إلى إعادة تحديث وتجديد. كان ميقاتي متفهّما لموضوع الموازنة التي ستُقرّ للوزارة، ونحن سنناقش هذا الموضوع مع وزير المالية ليبنى على الشيء مقتضاه".
أما وبالنسبة الى مطار رفيق الحريري الدولي، وبعد "العاصفة الإعلامية" التي حصلت الأسبوع الماضي، كشف الوزير أن "التقرير الفني الكامل الذي يثبت بالعلم أن ما أصاب الطائرة ليس رصاصة لا من قريب ولا من بعيد وصلني اليوم، وذكر التقرير أن جسماً كبيراً وثقيلاً ومتحرّكاً أدّى إلى ثقب في الطائرة اليونانية تحت قمرة القيادة، وطلبت من مدير عام الطيران المدني فادي الحسن بنشر هذا التقرير على الصفحة الرسمية للمديرية العامة للطيران المدني ليكون في متناول الشعب اللبناني، فلا مصلحة لأحد بأن يهزّ سمعة لبنان في العالم في هذا الوقت، إذ يجب أن تتكاتف الجهود للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي تهز البلد. هذه الحادثة انتهت وهي حادثة عرضية". ولفت حميّة إلى أنّ "إدارة الطائرة اليونانية كانت قد أبلغت مدير عام الطيران المدني قبل عشرة أيام أنها ستوقف رحلاتها إلى لبنان في شهري كانون الثاني وشباط، وأرسلت إلى المديرية العامة للطيران المدني بأنها ستوقف رحلتها لأن هناك ضرراً جسيماً حصل للطائرة، ولم تقل بأنها رصاصة".
وأعلن ردّاً على سؤال أن زيارته إلى فرنسا هي لمناقشة أمور عديدة، "منها هبة الباصات، وسكك الحديد، وطيران الشرق الأوسط والمديرية العامة للطيران المدني، ومرفأي بيروت وطرابلس". وأكّد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أن "الثقب في الطائرة اليونانية عائد إلى اصطدام الطائرة بجسم صغير على الأرض قبل وصولها إلى بيروت ولا يوجد أيّ إطلاق نار استهدف الطائرة". وجاء كلام المولوي خلال مؤتمر صحفيّ، قال فيه: "علينا التوضيح بشأن كل شيء يتعلق بصورة لبنان وأمن المطار ومسافريه". وأضاف: "ما حصل مع الطائرة اليونانية هو وجود ثقب تحت غرفة القيادة وهو ناجم عن اصطدام الطائرة بجسمٍ طائر وليس نتيجة إطلاق نار أو عمل إرهابي وذلك وفقاً لتقريرين أجنبيين أيضاً، وما حدث مع الطائرة اليونانية لم يحصل في مطار بيروت بل إبّان تجهيز الطائرة قُبيل إقلاعها الى لبنان".
كما أكّد أنه "لم يتبيّن أيّ عمل أمني أو إطلاق نار"، مضيفاً "علينا مسؤولية المحافظة على سمعة مطار رفيق الحريري الدولي وأدعو الإعلام لمساعدة الضباط وانتظار التحقيقات والتقارير". وتابع: "المطار مُراقب بالكاميرات وذلك تأكيداً على تأمين سلامة المطار وتوفير كل الاحتياجات الأمنية والعلمية للمحافظة على الأمن، وطلبنا من الإدارة أن تقوم بعملية كتس يومية لأرض مدرج المطار للحدّ من هذه الحوادث، وطلبنا منها أيضاً أن تقوم بعملية كتس يومية لأرض مدرج المطار للحدّ من هذه الحوادث". وأردف: "لا ننفي وجود ظاهرة إطلاق نار بشكلٍ عشوائي على الأراضي اللبنانية كافة ونحن نقوم بكافة جهدنا للحدّ منها"، مشيراً إلى أنّه "لا يجب علينا أن نجلد أنفسنا بالنسبة للأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها، ومن الممكن أن تكون الشركة اليونانية قد أوقفت رحلاتها إلى بيروت إلى حين انتهاء التحقيقات وهذا أمر يتعلّق بالطيران المدني وإدارة المطار".
ولفت رئيس مطار بيروت فادي الحسن إلى أنه "قبل الحادثة التي حصلت مع الطائرة اليونانية أبلغنا المعنيون بالطيران اليوناني أنهم سيقومون بإلغاء عدد كبير من رحلات كانون الثاني وشباط لأسباب تجارية نتيجة تدني عدد الركاب على متن رحلاتهم خلال تلك الفترة". وأوضح أنّه "تلقينا اليوم البريد الرسمي من أميركا ويتضمن تحليلاً لكل ما حصل مع الطائرة اليونانية"، مضيفاً "ويؤكّد التحليل أن ما حصل مستحيل أن يكون ناتجاً عن رصاصة بل عن الاصطدام بمعدات كبيرة". وأشار وزير الأشغال علي حمية إلى أنّه "وصلنا التقرير الفني الكامل الذي يثبت بالعلم أنّها ليست رصاصة إنّما فقط جسم كبير وثقيل ومتحرّك الذي أصاب الطائرة اليونانية".
وصدر عن المديرية العامة للطيران المدني، البيان الآتي: "إلحاقا بما ذكره معالي وزير الأشغال العامة والنقل الدكتور علي حميه بتاريخ 15/01/2021، حول ما أثير بشأن واقعة الطائرة التابعة لشركة "Aegean" اليونانية التي هبطت في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت بتاريخ 10/01/2021، ورد اليوم إلى المديرية العامة للطيران المدني بريد إلكتروني من منظمة ("WAF" World Aviation Forum) الأميركية المعتمدة من قبل شركات طيران ومنظمات طيران عالمية، فيه تقرير مفصل من ثماني فقرات، يتضمن تحليلا علميا لطبيعة الضرر الذي أصاب الطائرة اليونانية، وقد خلص التقرير إلى أن طبيعة الضرر يتطابق مع الأضرار التي تنتج من إرتطام الطائرة بمعدات ثقيلة مخصصة للخدمات الأرضية (Ground handling Equipment)، أو بالجسر المخصص لعبور الركاب من وإلى الطائرة، واستبعد التقرير في فقرته الثامنة إمكان أن يكون الاصطدام قد حصل عند الجسر المخصص لعبور الركاب مكان وقوف الطائرة في مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك لعدم وجود أطراف حادة في الجسر قد تسبب أي ضرر في هيكل الطائرة.
وقد أوصى التقرير في فقرته السابعة بأن تقوم المديرية العامة للطيران المدني اللبناني بمراسلة سلطة الطيران المدني اليوناني لمراجعة مكان وقوف الطائرة في مطار أثينا قبل قدومها إلى بيروت. إن المديرية العامة للطيران المدني إذ تضع بين أيدي الرأي العام نسخة من التقرير المشار إليه أعلاه، تتمنى على جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي توخي الدقة قبل نشر أي خبر يتعلق بواقعة في حال حدوثها في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت".
قد يهمك أيضاً :
ميقاتي يتبلغ من السفيرة الأميركية عدم وجود عقوبات على وصول الغاز إلى لبنان عبر سوريا
رئيس الحكومة اللبنانية يرفض النفوذ الايراني ويتمسّك بحاكم مصرف لبنان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر